08 نوفمبر 2024
درعا.. البداية والنهاية؟
قبل سبع سنوات ونيّف، انطلقت من مدينة درعا السورية شرارة الثورة التي غيرت وجه سورية والمنطقة، حين كتب مجموعة من الأطفال عبارات مستوحاة من الحراك الشعبي الكبير في تونس ومصر. عبارات صبيةٍ كان نصيب كاتبيها القمع والاعتقال، وهو ما أثار حراكاً شعبياً ما لبث أن تمدّد في مختلف الأرجاء السورية، لتنقلب الأوضاع في البلاد رأساً على عقب، وتنحو قصة الثورة المنحى الذي وصلت إليه لاحقاً من تسليحٍ إلى دخول جيوش ومرتزقة من العالم إلى أراضي سورية لاقتسام النفوذ في البلاد.
من درعا قبل سبع سنوات كانت البداية، واليوم تعود درعا إلى الواجهة مع الحرب المدمرة التي يخوضها النظام السوري وروسيا على المدينة وريفها، في إطار محاولة إنهاء ما تبقى من "ثورة" وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً. تسير الأمور، كما يبدو، وفق ما هو مخطط لها، وخصوصاً في ظل حديثٍ عن "صفقاتٍ" يجري الإعداد لها في الأروقة الأميركية والروسية، بالمشاركة مع الأردن وإسرائيل. تشير الصفقة التي سرّبت أجزاء منها محطة سي إن إن الأميركية، بوضوح، إلى أن ملامح النهاية التي تريدها الأطراف الدولية هي عملياً عودة إلى نقطة البداية، وربما إلى ما قبلها، فالحديث يجري عن إعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، ونيله المشروعية الدولية التي حاول الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إعطاءه إياها، في مقابل الالتزام بالشروط الغربية الخاصة بالحفاظ على أمن إسرائيل وإخراج إيران وحلفائها من الأراضي السورية. وهذه المرة الضامنون لهذه التسوية/ الصفقة كفيلون بتطبيق بنودها، باعتبارهم الأطراف الأساسية على الساحة الدولية اليوم، والحديث هنا عن الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى إسرائيل ودولٍ أوروبيةٍ تنشط في الساحة السورية.
عبارة "إعادة تأهيل الأسد"، كما هو وارد في التسريبات، تحمل معانٍ كثيرة، ربما أكبر من مجرد ضمان الأخير أمن إسرائيل، إلى الانخراط بشكل كامل في المعسكر الغربي، أو على الأقل مماثلة السياسة الروسية وتجاذباتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، والتي لا تصل إلى حد القطيعة. قد يكون مبكرا الحكم على المسار الذي ستأخذه "إعادة التأهيل"، غير أن المؤكد هو أن العمل قائم على إنهاء وجود المعارضة السورية بشقّها المسلح، وضمان سيطرة النظام، بالحد الأدنى، على كامل الأراضي السورية، من دون أن يتداخل ذلك مع القواعد العسكرية الموجودة للقوى الأجنبية، وخصوصاً الروسية، والتي يبدو أن بقاءها سيستمر طويلاً.
في ظل هذه التفاصيل، إن صح بعضها على الأقل، ستأتي الصفقة بشكل أساسي على حساب السوريين الذين انتفضوا ضد النظام، وطالبوا بالإصلاح، فالأمور تتجه إلى العودة إلى المربع الأول مع إغلاق الباب نهائياً أمام أي احتمالاتٍ للتغيير، ولو طفيفة. إذ من الواضح أن الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، قد ضاق ذرعاً بالأزمة السورية وتداعياتها، وانعكاساتها، ولا سيما في ملف اللاجئين الذي يثير أزمة في أوروبا، وهو يسعى بأي شكل إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، علّه يتخلص من أعباء اللجوء، خصوصاً أن بعض الدول غيرت قوانين اللجوء لديها، بحيث لم يعد هناك لاجئ دائم، فالبقاء مرتبط بتطور الأوضاع في البلاد الأصلية، وعودة الهدوء تعني عملياً عودة اللاجئ، وهو ما تصبو إليه دول أوروبية عديدة.
لكل من الأطراف حساباته الخاصة، والتي لا تصب في صالح الشعب السوري، وتحديداً الجزء المعارض منه، والذي يترقب تطورات الأوضاع في درعا، وما إذا كانت المدينة ستكون بوابة النهاية، كما كانت شرارة البداية.
من درعا قبل سبع سنوات كانت البداية، واليوم تعود درعا إلى الواجهة مع الحرب المدمرة التي يخوضها النظام السوري وروسيا على المدينة وريفها، في إطار محاولة إنهاء ما تبقى من "ثورة" وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً. تسير الأمور، كما يبدو، وفق ما هو مخطط لها، وخصوصاً في ظل حديثٍ عن "صفقاتٍ" يجري الإعداد لها في الأروقة الأميركية والروسية، بالمشاركة مع الأردن وإسرائيل. تشير الصفقة التي سرّبت أجزاء منها محطة سي إن إن الأميركية، بوضوح، إلى أن ملامح النهاية التي تريدها الأطراف الدولية هي عملياً عودة إلى نقطة البداية، وربما إلى ما قبلها، فالحديث يجري عن إعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، ونيله المشروعية الدولية التي حاول الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، إعطاءه إياها، في مقابل الالتزام بالشروط الغربية الخاصة بالحفاظ على أمن إسرائيل وإخراج إيران وحلفائها من الأراضي السورية. وهذه المرة الضامنون لهذه التسوية/ الصفقة كفيلون بتطبيق بنودها، باعتبارهم الأطراف الأساسية على الساحة الدولية اليوم، والحديث هنا عن الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى إسرائيل ودولٍ أوروبيةٍ تنشط في الساحة السورية.
عبارة "إعادة تأهيل الأسد"، كما هو وارد في التسريبات، تحمل معانٍ كثيرة، ربما أكبر من مجرد ضمان الأخير أمن إسرائيل، إلى الانخراط بشكل كامل في المعسكر الغربي، أو على الأقل مماثلة السياسة الروسية وتجاذباتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، والتي لا تصل إلى حد القطيعة. قد يكون مبكرا الحكم على المسار الذي ستأخذه "إعادة التأهيل"، غير أن المؤكد هو أن العمل قائم على إنهاء وجود المعارضة السورية بشقّها المسلح، وضمان سيطرة النظام، بالحد الأدنى، على كامل الأراضي السورية، من دون أن يتداخل ذلك مع القواعد العسكرية الموجودة للقوى الأجنبية، وخصوصاً الروسية، والتي يبدو أن بقاءها سيستمر طويلاً.
في ظل هذه التفاصيل، إن صح بعضها على الأقل، ستأتي الصفقة بشكل أساسي على حساب السوريين الذين انتفضوا ضد النظام، وطالبوا بالإصلاح، فالأمور تتجه إلى العودة إلى المربع الأول مع إغلاق الباب نهائياً أمام أي احتمالاتٍ للتغيير، ولو طفيفة. إذ من الواضح أن الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، قد ضاق ذرعاً بالأزمة السورية وتداعياتها، وانعكاساتها، ولا سيما في ملف اللاجئين الذي يثير أزمة في أوروبا، وهو يسعى بأي شكل إلى إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً، علّه يتخلص من أعباء اللجوء، خصوصاً أن بعض الدول غيرت قوانين اللجوء لديها، بحيث لم يعد هناك لاجئ دائم، فالبقاء مرتبط بتطور الأوضاع في البلاد الأصلية، وعودة الهدوء تعني عملياً عودة اللاجئ، وهو ما تصبو إليه دول أوروبية عديدة.
لكل من الأطراف حساباته الخاصة، والتي لا تصب في صالح الشعب السوري، وتحديداً الجزء المعارض منه، والذي يترقب تطورات الأوضاع في درعا، وما إذا كانت المدينة ستكون بوابة النهاية، كما كانت شرارة البداية.