أكد مصدر مطلع داخل الائتلاف السوري المعارض لـ "العربي الجديد"، أن "المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، اتصل قبل ساعات برئيس الائتلاف خال خوجة، في محاولة لشرح وتوضيح التصريح الذي صدر عنه اليوم الجمعة في ختام لقائه مع وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس في فيينا، ومفاده بأن الأسد سيكون جزءاً من الحل السياسي".
وأضاف المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه أن "دي ميستورا أكد للخوجة خلال الاتصال الهاتفي أن المقصود من هذا التصريح، جر الأسد إلى دائرة الحل وتوريطه ببداية حل سياسي، وليس المقصود منه حرفية التصريح"، لافتاً إلى أن "الائتلاف بدأ يتوجّس من خطة المبعوث الأممي، وأن أي حل سياسي في سورية يجب أن يستثني الأسد، وتلك خطوط عريضة يتمسك بها الائتلاف الوطني، وفقاً لما أقره بيان جنيف".
وكان خوجة، قد أكد، في مؤتمر صحفي منذ يومين، أن دي ميستورا يحمل أفكاراً لم ترتق إلى مشروع حقيقي، وأن أي فكرة أو مشروع يحمله المبعوث الأممي لا بد من مناقشته مع المعارضة.
وفي أول ربط من قبله بين دور للأسد وإنهاء النزاع المستمر في سورية، منذ نحو أربعة أعوام، اعتبر ميستورا، اليوم الجمعة، أن الأسد يشكل "جزءاً من الحل"، مضيفاً "سأواصل إجراء مناقشات مهمة معه".
وأضاف أن "المشكلة الأساسية في سورية تكمن في الأزمة الإنسانية، فضلاً عن أن الخيار العسكري لا يمثل حلاً بالنسبة إلى الأزمة، لأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من تلك الأزمة".
وأشار دي ميستورا، إلى أن "المدنيين تعرضوا لشتى أنواع المصاعب في ظل استمرار الأزمة، لذا على العالم أن لا ينسى ضرورة حماية الشعب السوري، فقد أدّت الأحداث إلى مقتل 220 ألف شخص، وإصابة أكثر من مليونٍ بجروح مختلفة، وتشريد أكثر من أربعة ملايين، والشعب السوري يريد انتهاء الصراع الجاري في بلاده فوراً".
ولفت إلى أن "الجيش السوري تمكن بدعم من حزب الله، من استعادة بعض المناطق، إلا أن السيطرة في تلك المناطق ستعود لفصائل أخرى، ما يجعل الخيار العسكري مُستبعداً تماماً"، مؤكداً أن "هناك 1.6 مليون سوري يعيشون كلاجئين في تركيا، فضلاً عن أن الأزمة السورية تخطت حدودها المحلية، لتصبح إقليمية وعالمية، وينبغي على المجتمع الدولي إيلاؤها الكثير من الاهتمام".
وأوضح أن "الأسد لا يزال حتى الآن رئيساً للدولة السوريّة، كما أنه جزء من الحل وسأواصل إجراء مناقشات مهمة معه".
يذكر أن المبعوث الدولي كثف اجتماعاته مع الأسد خلال الأسبوع الماضي، حتى إنه احتفل معه وبحضور دبلوماسيين إيرانيين بعيد الثورة الإيرانية في دمشق، في خطوة وصفها الكثيرون بالاستفزازية لأطراف المعارضة، نظراً لطبيعة المهمة الدبلوماسية الحساسة الموكلة إليه، فضلاً عن رمزية المكان، الذي لا يبعد كيلومترات قليلة عن مدينة دوما التي تتعرض لحملة شرسة على يد قوات النظام منذ مطلع الشهر الجاري.