بعد أشهر من الحصار والحرمان من الطعام، لم يصمد جسد جميل علوش (60 عاماً)، فمات جوعاً. علوش هو نازح من مدينة الزبداني إلى مضايا، وواحد من 40 ألف مدني سوري يعيشون حالة من الحصار والجوع في (مضايا وبقين) السوريتين في ريف دمشق.
ويقول النشاط الإعلامي وعضو المجلس المحلي في مضايا، حسام، لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من 50 حالة إغماء تصل يومياً إلى النقطة الطبية في المدينة، بسبب سوء التغذية، إلا أن الإمكانات المتوفرة في هذه النقطة محدودة، ولا تكفي لإسعاف الجميع".
ويشير حسام إلى أن "آخر مرة أدخلت فيها المساعدات الغذائية لأهالي المدينة كانت منذ حوالي الشهرين والنصف. اليوم الكثير من العائلات تقضي عدّة أيام دون أن تأكل شيئاً، سعر كيلو السكر على سبيل المثال يصل إلى 50 ألف ليرة سورية (125 دولاراً) كل ما يتوفر يأتي من خلال تهريب كميات قليلة جداً تطرح بأسعار خيالية".
اقرأ أيضاً: أطفال الخوف.. عندما تصبح الرسومات مليئة بالطائرات والقنابل
ويقدم عمار، أحد أهالي مضايا، شهادته عن الأوضاع، فيلفت إلى أنّ "الكثير من أهالي المدينة باتوا يعرضون أثاث بيوتهم أو مقتنياتهم للبيع، بغرض الحصول على الطعام، ليس هناك ما يساوي دموع أطفالك حين تراهم جوعى، وأنت غير قادر على جلب الطعام لهم".
إلى ذلك، يعتبر أطفال مضايا الفئة الأضعف، كونهم لا يحصلون على ما يسد رمقهم. قصي هو أحد أطفال المدينة، والذين لم يجدوا ما يأكلونه، فخرج إلى الأراضي المجاورة يبحث عما يسد جوعه، فانفجر فيه لغم أرضي وقطع ساقيه، ونقل لأحد المستشفيات خارج المدينة. وفي لقاء لفريق ملهم التطوعي معه، قال الطفل قصي "الحمد لله أن رجلي قطعتا، حتى أخرج من الحصار وأستطيع أن آكل".
وفي هذا السياق، أطلق فريق ملهم التطوعي حملة لجمع التبرعات لأهالي مضايا لإعانة العائلات الفقيرة على الحصول على بعض المواد الغذائية، واستطاع الفريق حتى الآن إيصال نحو 25 ألف دولار إلى العائلات المتضررة من 74 متبرعاً.
اقرأ أيضاً: أطفال الرستن من دون حليب