صعوبة الحصول على الكتب المدرسية تثير الغضب في المغرب

11 سبتمبر 2018
أزمة الحصول على الكتب المدرسية في المغرب (Getty)
+ الخط -

واجه العديد من عائلات تلاميذ المغرب، صعوبات في الحصول على الكتب المدرسية مع بداية الدخول المدرسي، وخاصة في مستويات الابتدائي والإعدادي، فضلا عن مشاكل تغيير المناهج، ما أفضى إلى خلافات بين الأسر والمكتبات والمدارس.


واحتج أولياء التلاميذ على غياب مقررات دراسية من المكتبات بعد مرور أيام من انطلاق الموسم الدراسي، فبينما يطالب الأستاذ التلميذ بضرورة توفير الكتاب، يبحث الأب أو الأم فلا يجدان الكتاب في المكتبات.

وقال عبد الله صوماكا، وهو والد تلميذة في الصف الأول الابتدائي في مؤسسة خاصة، لـ"العربي الجديد"، إنه حتى اليوم لم يعثر على مقرر مادة اللغة الفرنسية "سيزام"، ولا كتاب اللغة العربية "كراسة المتعلم"، رغم أنه جاب مكتبات مدينتي الرباط والدار البيضاء.

وأضاف أن "المشكلة هي أن المعلمة تطلب من ابنتي وزملائها الكتاب، وتقول لهم إنه موجود في المكتبات، لكن عندما نذهب للبحث عنه لا نجده. ابنتي الصغيرة باتت خائفة من معلمتها بسبب عدم قدرتها على الذهاب إلى المدرسة بالكتاب، وتكرر رفضها التوجه إلى المدرسة صباحا لهذا السبب".

وقالت السعيدة معروف، وهي أم تلميذة في الصف الخامس الابتدائي، لـ"العربي الجديد"، إنها لم تجد كتاب اللغة الفرنسية في المكتبة التي اعتادت التعامل معها، وإنها حين ذهبت إلى مكتبة أخرى لشراء الكتاب رفض طلبها بدعوى أنها لم تقتن المستلزمات كافة من عندهم، وأنها دخلت في مشاحنات مع أصحاب عدة مكتبات.

وأوضح الحسين ولدمو، وهو صاحب مكتبة في الرباط، لـ"العربي الجديد"، ردا على شكاوى آباء وأمهات التلاميذ، أنه "أنا كصاحب مكتبة مظلوم لأنني أبيع ما يتوفر لدي من مقررات دراسية، ولا يد لي في توفر أو غياب الكتب المدرسية". مضيفا أن "الأمر يتعلق بسوء تقدير من وزارة التربية الوطنية التي تأخرت كثيرا في توجيه الناشرين إلى إعداد بعض الكتب المدرسية، ومنها مؤلفات اللغة الفرنسية لبعض مستويات الابتدائي، والعربية لمستويات أخرى. هذا الوضع تسبب في ارتباك واشتباكات مع بعض أولياء الأمور".

ولجأت العديد من الأسر التي يدرس أبناؤها في المؤسسات التعليمة الخاصة، إلى شراء الكتب المدرسية بناء على القائمة التي أعلنت نهاية السنة الدراسية الماضية، ثم فوجئت بأن هناك لائحة جديدة للكتب تم الكشف عنها في بداية السنة الدراسية الجديدة.

تقول حنان، وهي أم لطفلين يدرسان في الابتدائي بمدينة سلا، لـ"العربي الجديد"، إنها صدمت لمّا علمت بأن الكتب المدرسية التي اشترتها بناء على اللائحة التي حصلت عليها من المدرسة العام الدراسي الماضي، تفاديا لزحمة المكتبات، تغير بعضها، وبأنها باتت ملزمة بشراء كتب جديدة، ما يعني أعباء مالية جديدة.

وردّ مصدر مسؤول في وزارة التربية الوطنية على الانتقادات قائلا لـ"العربي الجديد"، إن "الكتاب المدرسي يخضع دوما للتجديد والتنقيح، وعدم توفره في الأيام الأولى للموسم الدراسي يتطلب شيئا من المرونة بين المدرسة وأسرة التلميذ والمكتبة. غالبية الكتب المدرسية موجودة في المكتبات، والمقررات الغائبة محدودة، وستكون متوفرة خلال الأيام القليلة المقبلة".

دلالات