08 نوفمبر 2024
عباس واللاجئون و"الإنسانية"
ليس معروفاً بعد ما إذا كان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يمزح أو يتكلم بشكلٍ جاد، عندما أشار إلى استعداد السلطة الفلسطينية "وفي إطار تحمل المسؤولية، استقبال آلاف اللاجئين، بسبب الحروب الدائرة في سورية والمنطقة". لكن المشكلة أن "الحكومة الإسرائيلية لا زالت ترفض طلبنا هذا"، بحسب ما قال.
من المؤكد أن الرجل لم يكن يمزح، خصوصاً أن كلامه جاء في سياق القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني التي عقدت في إسطنبول، أي أن الكلام كان في حفل رسمي رفيع المستوى، مخصص لبحث وضع اللاجئين من مناطق الحروب في العالم، ولا سيما في سورية. لكن، ربما الغريب في الموضع أن أبو مازن لم يثر موضوع اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا، ولا يزالون، ضحية لحربٍ لم تنته مفاعيلها بعد، أدت إلى الاستيلاء على فلسطين. كثيرون من هؤلاء اللاجئين كان ينتظر من الرئيس الفلسطيني كلمة تؤكد أن لهم حقوقاً في أرضهم، وأن عودتهم إليها أولوية، وهو ما لم يحدث في القمة، ولم يحدث سابقاً أيضاً، بل على العكس، فأبو مازن كان يظهر دائماً الحرص على التوازن الديمغرافي في الأراضي المحتلة، وهو كان صرّح إنه "لن يغرق إسرائيل باللاجئين".
من المؤكد أن الرجل لم يكن يمزح، خصوصاً أن كلامه جاء في سياق القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني التي عقدت في إسطنبول، أي أن الكلام كان في حفل رسمي رفيع المستوى، مخصص لبحث وضع اللاجئين من مناطق الحروب في العالم، ولا سيما في سورية. لكن، ربما الغريب في الموضع أن أبو مازن لم يثر موضوع اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا، ولا يزالون، ضحية لحربٍ لم تنته مفاعيلها بعد، أدت إلى الاستيلاء على فلسطين. كثيرون من هؤلاء اللاجئين كان ينتظر من الرئيس الفلسطيني كلمة تؤكد أن لهم حقوقاً في أرضهم، وأن عودتهم إليها أولوية، وهو ما لم يحدث في القمة، ولم يحدث سابقاً أيضاً، بل على العكس، فأبو مازن كان يظهر دائماً الحرص على التوازن الديمغرافي في الأراضي المحتلة، وهو كان صرّح إنه "لن يغرق إسرائيل باللاجئين".
من هذا المنطلق، كانت الإشارة إلى "مزحة" أبو مازن في القمة، والتي كانت من المفترض أن تكون مناسبةً للربط بين أوضاع لاجئي الحروب الحالية ولاجئي الحروب السابقة الذين لا يزالون يعانون في دول الشتات، لكن الرئيس الفلسطيني لم يغتنم هذه الفرصة. ولم يكن الأمر مستغرباً جداً لمن يراقب مواقف الرئيس الفلسطيني في ما يخص لاجئي بلاده، لكن المستغرب كان عرضه استضافة لاجئين من مناطق النزاع الأخرى، وهو ما أثار بعض موجات السخرية بين الفلسطينيين أنفسهم، ولا سيما الموجودين في الأراضي المحتلة، والذين يحمل كثيرون منهم صفة لاجئ، فالضفة الغربية وقطاع غزة هي عملياً أراض مخصصة، في معظمها، للاجئين الفارّين من بلداتهم وقراهم التي شرّدهم منها الاحتلال الإسرائيلي في عامي 1948 و1967.
ربما كان من الأجدر أن يشير أبو مازن إلى ذلك، إذ يفترض أن اللاجئين متساوون أمام العالم، وإذا كانت القمة المخصصة للعمل الإساني في تركيا معقودة لبحث وضع اللاجئين والمساعدة في إيجاد حلول لهم، فاللاجئون الفلسطينيون كان يجب أن يكونوا من ضمن الأولويات الإنسانية، أو يقدموا كنموذج للتخاذل العالمي في موضوع اللاجئين، والذي من المفترض أن تأخذه القمة بالاعتبار، لضمان عدم تكراره، هذا في حال كان الاجتماع جاداً ومعنياً بشكل فعلي في إيجاد حل.
إلا أن أياً من الوسائل الإعلامية لم تشر إلى أن أحداً تحدّث عن وضع لاجئي فلسطين، باعتبارهم مقياساً لما يعانيه اللاجئون اليوم من سورية والعراق واليمن وغيرها. ليس الأمر مستغرباً، إذا كانت القيادة الفلسطينية نفسها لم تشر إلى هذا الربط، فالأمر بالتالي ليس على جدول اهتمامات الدول المجتمعة، خصوصاً أنها ترتب نظرتها إلى وضع اللاجئين على حسب مصالحها، والأخطار التي ترى أن هؤلاء يمثلونها عليها. ربما يأتي، بالدرجة الأولى، وضع اللاجئين السوريين، يليهم العراقيون، إلى آخر القائمة التي من الأرجح أنها تنتهي من دون تأتي على ذكر الفلسطينيين، وقضية لجوئهم التي أصبحت في طي النسيان العربي والدولي.
كانت القمة الفرصة لإعادة التذكير، لكن أبو مازن لم يضعها فقط، بل الأنكى أنه دخل في أجواء "الإنسانية"، وأخذته الحمية العربية لإعلان رغبته في فتح الأراضي الفلسطينية للاجئين، في حال سمحت إسرائيل بذلك. لكن، ماذا لو سمحت، أي من اللاجئين سيكون لهم أولوية الدخول إلى الأراضي الفلسطينية؟ لم يجب أبو مازن عن هذا السؤال الذي لم يُسأل.
ربما كان من الأجدر أن يشير أبو مازن إلى ذلك، إذ يفترض أن اللاجئين متساوون أمام العالم، وإذا كانت القمة المخصصة للعمل الإساني في تركيا معقودة لبحث وضع اللاجئين والمساعدة في إيجاد حلول لهم، فاللاجئون الفلسطينيون كان يجب أن يكونوا من ضمن الأولويات الإنسانية، أو يقدموا كنموذج للتخاذل العالمي في موضوع اللاجئين، والذي من المفترض أن تأخذه القمة بالاعتبار، لضمان عدم تكراره، هذا في حال كان الاجتماع جاداً ومعنياً بشكل فعلي في إيجاد حل.
إلا أن أياً من الوسائل الإعلامية لم تشر إلى أن أحداً تحدّث عن وضع لاجئي فلسطين، باعتبارهم مقياساً لما يعانيه اللاجئون اليوم من سورية والعراق واليمن وغيرها. ليس الأمر مستغرباً، إذا كانت القيادة الفلسطينية نفسها لم تشر إلى هذا الربط، فالأمر بالتالي ليس على جدول اهتمامات الدول المجتمعة، خصوصاً أنها ترتب نظرتها إلى وضع اللاجئين على حسب مصالحها، والأخطار التي ترى أن هؤلاء يمثلونها عليها. ربما يأتي، بالدرجة الأولى، وضع اللاجئين السوريين، يليهم العراقيون، إلى آخر القائمة التي من الأرجح أنها تنتهي من دون تأتي على ذكر الفلسطينيين، وقضية لجوئهم التي أصبحت في طي النسيان العربي والدولي.
كانت القمة الفرصة لإعادة التذكير، لكن أبو مازن لم يضعها فقط، بل الأنكى أنه دخل في أجواء "الإنسانية"، وأخذته الحمية العربية لإعلان رغبته في فتح الأراضي الفلسطينية للاجئين، في حال سمحت إسرائيل بذلك. لكن، ماذا لو سمحت، أي من اللاجئين سيكون لهم أولوية الدخول إلى الأراضي الفلسطينية؟ لم يجب أبو مازن عن هذا السؤال الذي لم يُسأل.