يعاني عشرات المهجرين من بلدات جنوب دمشق إلى بلدات ريف حلب، غالبيتهم من الأطفال والنساء، من طقس سيئ في مدينة إعزاز، والتي تتعرض لأمطار غزيرة ورياح قوية لا يملك المهجرون ما يقيهم منها بسبب بقائهم في العراء.
وقال أبو العز، وهو أحد المهجرين من جنوب دمشق إلى إعزاز، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع سيئ للغاية بسبب المطر والبرد. نحن في الشارع دون طعام أو ماء، ولم تتواصل معنا أي منظمة إنسانية. عددنا نحو 580 شخصا، والغالبية نساء وأطفال".
وأضاف "جلبونا أمس، من منطقة شبرين الصحراوية، ووضعونا في شوارع إعزاز، ولا نعلم ماذا نفعل، فلا يوجد طعام ولا ماء، والمهجرون مرهقون، ولا يريد غالبيتهم البقاء في إعزاز، ونطلب أن يأخذونا إلى إدلب أو عفرين إذا كان هناك منازل لنقيم فيها".
وقال أبو شاهر: "كنا قافلة مكونة من 61 حافلة، ويوم خرجنا من جنوب دمشق قيل لنا إننا سنصل إلى مخيم واحد، وعندما وصلنا إلى أطراف مدينة الباب، قيل لنا إننا سنتوقف قليلا لأن الوضع الأمني مضطرب، فغادر غالبية الناس حافلاتها إلى جانب الطريق، وبعد دقائق طلب منا الصعود للحافلات بشكل سريع، ما تسبب بحدوث فوضى، فلم يعد كل شخص إلى حافلته، حتى تجد العائلة الواحدة توزعت على أكثر من حافلة".
وأضاف "قلنا إنه لا مشكلة بما أن وجهتنا واحدة، لكن الذي حصل أنهم وجهوا كل 10 أو 15 حافلة باتجاه، فتفرقت العائلات، وهنا أشخاص أغراضهم الشخصية في حافلة وهم في حافلة أخرى، وكل واحدة ذهبت باتجاه، ما جعل الناس يرفضون الدخول إلى مخيم شبرين، مطالبين بأن يتم تجميع القافلة في مكان واحد".
ولفت إلى أن "مخيم شبرين يقع في منطقة صحراوية، ولا يتسع للجميع، والأسوأ من ذلك طريقة تقسيم الخيام، التي تعتمد الفصل بين الرجال والنساء".
وشكت أم محمد، المهجرة من جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، سوء وضعهم قائلة: "منذ أمس ونحن في الشوارع، لا طعام ولا ماء، أمضينا ليلتنا في الحافلات، كما لا يوجد حمامات، ما أجبرنا على قرع أبواب أهالي المنطقة، المشكلة أن الأوضاع الجوية تسوء، وسمعت أن هناك عواصف قد تهب خلال الساعات المقبلة، ولا يوجد لدينا مكان نلجأ إليه".
أما زهرة، العالقة في إعزاز، فهي قلقة على والدها وشقيقها الأصغر اللذين تجهل إلى أي منطقة نقلتهما الحافلة، في حين ظلت هي مع أمها وشقيقيها.
بدوره، قال منسق مركز الإيواء المؤقت في شبيران، أحمد رويج، إن "المهجرين الذين وصلوا أمس الأحد، من جنوب دمشق، رفضوا دخول المخيم رغم محاولاتنا إبلاغهم أن المخيم مجهز بشكل جيد، ويضم أماكن للنوم ووجبات غذائية ورعاية طبية".
ولفت إلى أنه "كان بانتظارهم عدة منظمات إنسانية، إلا أنهم كانوا مصرين على التوجه إلى جنديرس، رغم أن المخيم هناك لا يمكنه استقبال أعداد إضافية، وعقب أخذ ورد تم توجيه القافلة إلى مدينة إعزاز بعد منتصف ليلة الأحد الاثنين".
وبيّن أن المخيم "تم إنشاؤه ليكون مكان إيواء مؤقت للمهجرين، ريثما يستطيعون تأمين أماكن استقرار"، لافتاً إلى أن "المهجرين كان لديهم تخوف من مسألة الفصل بين الرجال والنساء، ورغم محاولاتنا المتكررة لشرح أن هذا الأمر مؤقت، والهدف منه استقبال أكبر عدد ممكن، إلا أنهم لم يتجاوبوا معنا، بل كانوا يصرون أن يقيموا جميعا في مخيم واحد، وهذا أمر شبه مستحيل في ظل الأعداد الكبيرة من المهجرين المتدفقة إلى المنطقة".
وأوضح أن مركز الإيواء في شبيران "يتسع لـ1600 شخص، ولكننا استقبلنا أكثر من 2400 شخص، واليوم لدينا في المخيم نحو 400 شخص، ما يتيح لنا استقبال أكثر من 1500 شخص".
يشار إلى أن عمليات التهجير مستمرة من جنوب دمشق، ويزيد عدد المهجرين منها على 15 ألف شخص، في حين بدأت عملية التهجير من ريف حلب الشمالي، في ظل منخفض جوي يتسبب بسقوط أمطار غزيرة، في حين تغص مناطق الشمال التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام، بأعداد المهجرين والنازحين من مناطق النظام، لرفضهم إجراء تسوية والعيش تحت سطوته.