رحّب الباكستانيّون الجمعة بفوز المراهقة الباكستانيّة ملالا يوسفزاي بجائزة نوبل للسلام، هي التي كانت قد تعرّضت لإطلاق نار من قبل مسلحين من حركة طالبان في عام 2012 بسبب دفاعها عن حقّ الفتيات في التعلم.
وقد أصبحت منذ ذلك الحين رمزاً للتحدّي في الحرب ضدّ المتشدّدين الذين ينشطون في مناطق البشتون القبليّة في شمال غرب باكستان، وهي المنطقة التي يُتوقّع فيها من النساء الاحتفاظ بآرائهنّ لأنفسهنّ والبقاء في المنازل.
في شوارع كراتشي، كانت الفرحة ظاهرة. وقال جاويد أحمد: "هذا خبر جيّد جداً لباكستان. في الماضي لم تتلقَّ باكستان سوى مكافأة واحدة فحسب، وهي الإرهاب". من جهتها قالت مديحة وهي تلميذة في الصف الثامن إن ملالا "فعلت الكثير من أجل التعليم. وهو شرف للبلاد. وهذه (الجائزة) فخر لباكستان".
وجائزة نوبل للسلام للعام 2014، تشاركتها ملالا مع الناشط الهندي كايلاش ساتيارثي، بالمناصفة. وقد أشادت لجنة نوبل النرويجيّة بالفائزَين "لنضالهما ضدّ قمع الأطفال والشباب، ودفاعهما عن حق جميع الأطفال في التعلّم".
ومن المتوقّع أن يتسلم الفائزان الجائزة التي تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار أميركي في أوسلو، في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وهو اليوم الذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل مخترع الديناميت الذي أوصى بمنح الجائزة، في وصيّة كتبت عام 1895.
وتجدر الإشارة إلى أن تقاسم الجائزة بين هنديّ وباكستانيّة، جاء بعد أسبوع من القتال على طول الحدود المتنازع عليها في إقليم كشمير الذي تقطنه أغلبيّة مسلمة. وهذا القتال هو الأسوأ بين الجارتَين منذ أكثر من عقد.
بالنسبة إلى محمد شهيد من سكان كراتشي، إن "فوز فتاة من باكستان بنوبل للسلام سيمنح البلاد شهرة في جميع أنحاء العالم". أضاف: "لا شيء يمكن أن يكون أكثر إرضاءً من جائزة نوبل للسلام التي جلبتها لباكستان، في ظل ظروف سيئة للغاية تعيشها البلاد منذ سنوات".
وتجدر الإشارة إلى أن ملالا وبعد شفائها من إصابتها التي تعرّضت لها في رأسها، لم تتمكّن من العودة إلى باكستان. فاستقرّت في بريطانيا حيث أسّست صندوق ملالا الذي تقدّم من خلاله العون إلى الجماعات المحليّة التي تنادي بالحقّ في التعليم، بخاصة في باكستان ونيجيريا والأردن وسوريا وكينيا.