فرنسا: خطاب لوبان الانتخابي الأول مليء بروائح عنصرية

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
05 فبراير 2017
3E0E1577-1A1B-40F7-8105-EB0343DE69D7
+ الخط -

وأخيراً تحدثت مارين لوبان، اليوم الأحد، من مدينة ليون، كما فعل ميلونشون وماكرون، بعد فترة غياب تخللها ظهورُ قضايا فساد مالي اتُهم فيها الحزب من قبل البرلمان الأوروبي، ولا تزال القضية أمام القضاء، وحددت العدو بـ"العولمة الرأسمالية المالية، والعولمة الجهادية الإسلاموية".

ويأتي خطاب لوبان في ظرفية تسير في صالح الحزب، سواء من حيث تجذّر مواقف اليسار؛ أو بسبب المتاعب التي يعرفها مرشح اليمين والوسط، فرانسوا فيون، كما تأتي كل استطلاعات الرأي لتمنحها صفة الفائز الأكبر في الدور الأول لانتخابات 2017، على الأقل.

وعلى عكس الذين راهنوا على وجود تغيرات في مواقف الحزب، فإنه عدا تعديلات طفيفة، منها الموقف من إسرائيل بعد زيارة شخصيات نافذة من الحزب، لم يتغير شيء، وإلا فإن الحزب سيَفقد رأسماله وتميّزه عن الأحزاب الأخرى، كما يقول المراقبون.

وأكدت لوبان أنها "مرشحة الشعب"، وكررت "مرجعيّة الشعب"، مرات عديدة، وشددت على كونها فرنسية، قبل أي شيء آخر، مكررة ما يقوله الحزب منذ عقود، من ضرورة تكريس"أولوية الفرنسيين على من سواهم"، وقالت متسائلة: "هل سنحافظ على نظام القِيَم الفرنسية، وحسب مراجعنا الثقافية ولغتنا؟".

ودافعت، بقوة، عن رأس المال المادي للفرنسيين، وعن "رأس المال اللامادي الذي لا ثمن له، لأنه لا يمكن استبداله"، معتبرة أن "لا مكان للملائكية ولا للهزيمة والجبن".

وحدّدت أعداءها في طرفيْن اثنين: "أولا، العولمة الاقتصادية والمالية، التي تخنق ببطء، ولكن بشكل مؤكد، ويصبح الإنسان مجرد مستهلك ومنتج لا غير، وثانيا، الأصولية الإسلاموية، وهي بربريّةٌ تعتمد الإرهاب والقتل الجماعي، وتعتدي علينا في عقر دارنا" بحسب لوبين.


واستغلت لوبان اعتداء اللوفر، الذي لم تعرف دوافعه بعد، بطريقة ماكرة، لتقدم الشكر للجيش والشرطة الفرنسيين، ولتبث هجومها على الإسلام والمسلمين ورموزهم، بما فيها الحجاب والمساجد وغيرها، ثم انتقدت مصطلح "الإسلاموفوبيا" وانتقدت كل من يستخدمه من مفكرين، فرنسيين وغيرهم وحتى القضاة، واعتبرت أن "الخطر الإسلاموي يهدد شعارات فرنسا، من حرية وأخوة ومساواة"، وطالبت بـ"إعادة التسلّح الأخلاقي للأمة"، حلا، وهو ما جعلها تعتبر "النخب الفرنسية خانت الشعب الفرنسي".

وفي استعادة متكررة للشعبويّة، أضافت لوبان: "أقول للفرنسيين: إنّ مصير فرنسا بين أيديكم، وحملتي الانتخابية هي باسم الشعب"، وتحدثت عن بعض بنودها الـ(144) التي تعهدت بتنفيذها أمام للشعب، والتي هي موجَّهَة في معظمها ضد المسلمين والأجانب والمهاجرين، وقالت: "سوف أحاسَبُ عليها، بندا بندا، من قبل الشعب، وهذا ما يسمى بـ"ديمقراطية المراقبة".

وأضافت وسط تصفيقات حادة من قبل الجمهور: "لا مكان أبدا لتسوية أوضاع المهاجرين غير القانونيين، ولا مكان لحصولهم على الجنسية الفرنسية" ووعدت بطرد كل من يرتكب جنحة من أصول أجنبية، خارج فرنسا، كما وعدت بطرد كل الأشخاص الذين يوجدون تحت مراقبة الشرطة، كما وعدت بمنح الشرطة حق الدفاع عن النفس.

وتحدثت عن الاتحاد الأوروبي، الذي اعتبرته فشلا ذريعا، وانتقدت موقفه من المهاجرين واللاجئين، مُعتبرة أنه يكلف فرنسا غاليا، ووعدت، في حال رفضه استعادةَ فرنسا سيادتها، باستشارة الفرنسيين لمغادرته، ووجهت تحيّة للرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، لأنه "بدأ يطبّق ما وعد به".

وقالت: "نريد فرنسا حرة، من دون أي تمييز بين يسار ويمين، مضيفة أنه "نريد أن تستعيد فرنسا حريتها، وأن يعود النظام إلى الاقتصاد وإلى القضاء والدبلوماسية والأمن والتضامن".

 

ذات صلة

الصورة

سياسة

خرجت تظاهرات في باريس ضد تنظيم شخصيات يمينية متطرفة حفلاً لجمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كان من المقرر أن يشارك به سموتريتش.
الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.