فرنسا: هلع وتساؤلات بعد اغتيال قائد شرطة وزوجته

باريس

عبد الإله الصالحي

avata
عبد الإله الصالحي
14 يونيو 2016
42FF8DE8-34B9-422B-A839-8063E09FEF63
+ الخط -
أعلنت النيابة العامة في باريس، اليوم الثلاثاء، أن منفذ عملية اغتيال قائد شرطة وزوجته بالسلاح الأبيض بضاحية مانونفيل، قرب باريس، وهو شاب فرنسي من أصول مغربية يدعى عبد الله العروسي (25 عاما)، كانت لديه "لائحة أهداف" تشمل شخصيات مهمة وعناصر شرطة ومغنين لموسيقى الراب.

وأكد النائب العام، فرنسوا مولان، في مؤتمر صحافي، أن العروسي، البالغ 25 عاما، بايع تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل ثلاثة أسابيع. وفي وقت سابق الثلاثاء، كشف مصدر في الشرطة، بحسب "فرانس برس"، عن توقيف شخصين على علاقة بالهجوم، فيما تحدث مولان عن اعتقال شخص ثالث في إطار التحقيق في الجريمة المزدوجة.

وأثارت العملية الكثير من التساؤلات والهلع في صفوف الفرنسيين، إذ يشكل الاعتداء الذي نفذه العروسي، من دون إمكانات لوجستية أو سلاح ناري، وبطريقة وحشية، تطورا جديدا في طبيعة الأعمال المسلحة التي تعرضت لها فرنسا في الآونة الأخيرة، ويعكس عجز الأجهزة الأمنية الفرنسية عن مواجهتها وتفاديها. 

ويرى مراقبون أن سيناريو اعتداء مانونفيل يعتبر أشدّ ما يخشاه المسؤولون الأمنيون الفرنسيون، إذ يمكن لشخص بمفرده، وبدون مساعدة من أي تنظيم مهيكل، أن يخطط لـ"اعتداء إرهابي" من دون إمكانات كبيرة، بل وقد يستطيع أن يوقع خسائر بشرية ويبث الرعب. 

وكان المشتبه به معروفا لدى الأجهزة الأمنية بسبب سلوكه المنحرف وارتكابه جرائم سرقة، ولكن في سنة 2011 لاحظت أنه "بدأ ينحو إلى التطرف"، وحكم عليه القضاء بثلاثة أعوام سجنا بتهمة "التورط في شبكة لنقل مرشحين للجهاد إلى مناطق القتال في باكستان"، وعقب خروجه من السجن لم تجد السلطات مبررا قانونيا لاعتقاله، رغم أنه كان يخضع للتنصت الهاتفي. 

وتعالت الأصوات بعد هذا الاعتداء منتقدة أداء المخابرات الفرنسية، التي كانت تعرف حجم خطورة العروسي ولم تقم بمراقبته عن كثب، كما لم تعثر على أدلة تسهل الحكم عليه مجددا بالسجن، لتفادي ارتكابه اعتداءات. 

وانتهزت المعارضة اليمينية الفرصة للمطالبة بتطبيق قانون سحب الجنسية عن الضالعين في "قضايا الإرهاب"، وهو القانون الذي تخلى عنه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بعد أن أثار ضجة سياسية كبرى في صفوف الغالبية الاشتراكية الحاكمة. 

وذهب النائب اليميني، إريك سوتي، إلى حد المطالبة بإنشاء معسكرات اعتقال خاصة بالمشتبه في تطرفهم وتعاطفهم مع "الحركات المتشددة"

وحسب إحصاءات وزارتي الداخلية والعدل، يوجد حوالي 3 آلاف شخص من نوع العروسي، وهم مسجلون لدى الأجهزة الأمنية في خانة "سين" الخاصة بالمشتبه في نزوعهم لـ"التطرف الديني"، رغم عدم ارتكابهم "أعمالاً إرهابية" وعدم توجههم لمناطق القتال في العراق أو سورية أو أفغانستان، وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية من المفترض أن تخضعهم لمراقبة صارمة، ولو أنها لا تتوفر على دلائل تتيح اعتقالهم.     

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها رجال الأمن للاغتيال في فرنسا. ففي يناير/كانون الثاني 2015 قام أمادي كوبالي بإطلاق النار على شرطية في شارع بضاحية مونروج وقتلها، قبل أن يلوذ بالفرار ويرتكب اعتداء آخر على متجر يهودي في باريس.

كما أن محمد مراح، وهو شاب فرنسي من أصل جزائري، كان قد خطط لاستهداف جنود فرنسيين في مارس/آذار عام 2012، ونجح في اغتيال ثلاثة من سلاح المظليين بعد استدراجهم لكمائن محكمة في تولوز ومونتوبان في جنوب فرنسا.

واعتبر رئيس نقابة الشرطة الفرنسية، جان كلود دولاج، اليوم الثلاثاء، أن أفراد الشرطة كانوا على علم بأنهم مستهدفون من طرف "العناصر المتطرفة"، وأقر، في الوقت ذاته، بأن استهداف هؤلاء في بيوتهم وهم بالزي المدني لم يكن واردا في الأذهان. 



ذات صلة

الصورة
معرض يورونيفال في فرنسا، 27 أكتوبر 2008 (Getty)

سياسة

بعد منع فرنسا مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض الأسلحة يوروساتوري، ها هي تمنع الآن أيضاً مشاركة إسرائيل في معرض يورونافال.
الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
المساهمون