تُروى في صحف غربية بين فترة وأخرى قصص "مقاتل" غربي في سورية يحمل السلاح بوجه "داعش". برومانسية "ثورية" وبتفاصيل حتى عن "زوج جوارب المقاتل". وشكّلت نهاية العام الماضي، وبداية أشهر هذا العام أوج ذلك الانخراط الحربي في سورية. هذه التغطية تبدو طبيعية في ظل كل الضجة المثارة في العالم حول "داعش"، وفي ظل تفوّق التنظيم على نفسه كل مرة بقدرته اللامتناهية على الإجرام.
الأسبوع الماضي (23 يوليو/تموز) اعتقلت السلطات السويدية ثلاثة أشخاص من أصول سورية بتهمة "القتال في سورية عام 2013"، وأطلقت اليوم الخميس 30 يوليو/تموز أحدهم مع "استمرار التهمة". هنا أيضاً كان اهتمام الصحافة بالخبر متوقعاً. لكن قبل ذلك الاعتقال بأيام قليلة، في العشرين من يوليو/ تموز، طالعتنا صحيفة "إكسبرسن" السويدية بقصة "ياسبر سورد"، السويدي الذي يُشبه في صورته المنشورة، عرضاً لرامبو برشاش ثقيل ليخبرنا عن بطولاته بوجه "الدولة الإسلامية". حصلت المادة على إعجاب أكثر من 10 آلاف متابع. شخص يتفاخر بالقتال في سورية من دون أن يثير موجة من "مطالب ملاحقة قانونية بحقه"، كما يحصل مع من يبدي مجرد تعاطف مع "الطرف الخطأ".
هكذا إذاً القتال في سورية، له معايير مزدوجة في الصحافة: قتال حميد، وقتال خبيث.
القصة ليست سويدية فحسب، فمنذ 15 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، بعد انخراط الدنمارك في التحالف الدولي ضد داعش، خرجت أصوات "قانونية" تتحدث عن "الجانب الصحيح والجانب الخطأ" الذي يمكن المحاربة في صفوفه. بل إن السلطات القضائية الهولندية أعلنت في ذلك الشهر بأنه "لن يتم معاقبة من ينخرط في القتال ضد داعش".
المثير ليس أننا فقط أمام صحافة رزينة، بل أيضا صحافة يمينية متشددة، مثل "إكسترابلاديت" وهي تنقل لنا قصة بصفحة كاملة قصة المدعو "يورغن نيكولاي" في مارس/ آذار الماضي، بعد شهر من هجوم كوبنهاغن الذي نفذه شاب من أصول عربية لم يثبت أنه سافر إلى خارج البلاد، وهو يروي تلك البطولات على القراء مرتديا لباساً عسكرياً، وتخبرنا الصحيفة عما ينشره على صفحته من جثث لداعش وقتلى ساهم بنفسه في قتلهم.
صحيفة بيرلنغسكا نشرت في شهر يونيو/حزيران فيلماً وثائقياً يخبرنا عن "يونا" الدنماركية التي تقاتل ضد تنظيم داعش، الفيلم يرسم صورة وردية لمقاتلة تحمل كلاشنكوف على كتفها وتحدثنا عن بطولات قتل "الدواعش".
قتال الأجانب في سورية، إذاً، صنفان... أو أقله هذا ما تخبرنا به هذه الصحافة.
اقرأ أيضاً: عرائس شيشانيات يصطدن مجندين من "داعش"
الأسبوع الماضي (23 يوليو/تموز) اعتقلت السلطات السويدية ثلاثة أشخاص من أصول سورية بتهمة "القتال في سورية عام 2013"، وأطلقت اليوم الخميس 30 يوليو/تموز أحدهم مع "استمرار التهمة". هنا أيضاً كان اهتمام الصحافة بالخبر متوقعاً. لكن قبل ذلك الاعتقال بأيام قليلة، في العشرين من يوليو/ تموز، طالعتنا صحيفة "إكسبرسن" السويدية بقصة "ياسبر سورد"، السويدي الذي يُشبه في صورته المنشورة، عرضاً لرامبو برشاش ثقيل ليخبرنا عن بطولاته بوجه "الدولة الإسلامية". حصلت المادة على إعجاب أكثر من 10 آلاف متابع. شخص يتفاخر بالقتال في سورية من دون أن يثير موجة من "مطالب ملاحقة قانونية بحقه"، كما يحصل مع من يبدي مجرد تعاطف مع "الطرف الخطأ".
هكذا إذاً القتال في سورية، له معايير مزدوجة في الصحافة: قتال حميد، وقتال خبيث.
القصة ليست سويدية فحسب، فمنذ 15 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، بعد انخراط الدنمارك في التحالف الدولي ضد داعش، خرجت أصوات "قانونية" تتحدث عن "الجانب الصحيح والجانب الخطأ" الذي يمكن المحاربة في صفوفه. بل إن السلطات القضائية الهولندية أعلنت في ذلك الشهر بأنه "لن يتم معاقبة من ينخرط في القتال ضد داعش".
المثير ليس أننا فقط أمام صحافة رزينة، بل أيضا صحافة يمينية متشددة، مثل "إكسترابلاديت" وهي تنقل لنا قصة بصفحة كاملة قصة المدعو "يورغن نيكولاي" في مارس/ آذار الماضي، بعد شهر من هجوم كوبنهاغن الذي نفذه شاب من أصول عربية لم يثبت أنه سافر إلى خارج البلاد، وهو يروي تلك البطولات على القراء مرتديا لباساً عسكرياً، وتخبرنا الصحيفة عما ينشره على صفحته من جثث لداعش وقتلى ساهم بنفسه في قتلهم.
صحيفة بيرلنغسكا نشرت في شهر يونيو/حزيران فيلماً وثائقياً يخبرنا عن "يونا" الدنماركية التي تقاتل ضد تنظيم داعش، الفيلم يرسم صورة وردية لمقاتلة تحمل كلاشنكوف على كتفها وتحدثنا عن بطولات قتل "الدواعش".
قتال الأجانب في سورية، إذاً، صنفان... أو أقله هذا ما تخبرنا به هذه الصحافة.
اقرأ أيضاً: عرائس شيشانيات يصطدن مجندين من "داعش"