أحرزت قوات النظام السوري المزيد من التقدم في ريف درعا الشرقي، وسيطرت، اليوم الأربعاء، على العديد من البلدات في تلك المنطقة، حيث تسعى إلى فصل ريف درعا الشرقي عن الريف الغربي، والوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وبموازاة ذلك، سقط المزيد من القتلى والجرحى، خاصة بين المدنيين، نتيجة غارات لطيران النظام السوري على قرى وبلدات ريف درعا، الذي خرجت العديد من المراكز الطبية فيه عن الخدمة، فيما تتفاقم محنة النازحين الفارين من المعارك باتجاه الحدود مع الأردن.
وقالت مصادر محلية إن "خمسة مدنيين قتلوا في مدينة داعل، وسادس في بلدة المسيفرة، وسابع في الجيزة، فيما قتل مدنيان ببلدة الحراك، بالإضافة إلى 3 قتلى في بلدة الصورة، فضلاً عن عشرات الجرحى بغارات طيران النظام وروسيا على بلدات شرق درعا.
كما سقط قتلى وجرحى في غارات استهدفت الغارية الشرقية، وطاول القصف الجوي أيضا بلدات نوى وداعل وطفس وابطع والشيخ سعد في الريف الغربي لدرعا.
وقالت المصادر إن المشافي الميدانية في بلدة صيدا وبلدة المسيفرة وبلدة الجيزة بريف درعا الشرقي خرجت من الخدمة بعد استهدافها من قبل الطيران الحربي الروسي بغارات جوية.
كما وثق "مكتب توثيق الشهداء في درعا" مقتل تسعة مقاتلين خلال المواجهات على جبهات شرق درعا، ومقاتل آخر بعد إصابته بقصف البراميل المتفجرة على أحياء درعا البلد.
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية إن فصائل المعارضة انسحبت، اليوم، من بلدات صما والمليحة الشرقية والمليحة الغربية وناحتة، شرقي درعا، نتيجة القصف الجوي والبرّي العنيف من قبل قوات النظام والطيران الروسي.
وكانت قوات النظام قد سيطرت في وقت سابق، على بلدة بصر الحرير، وتمكنت بذلك من فصل منطقة اللجاة، حيث تتمركز فصائل للمعارضة، عن الريف الشرقي لمحافظة درعا.
وأوضحت المصادر أن الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة في القطاع بالتزامن مع قصف متبادل، مشيرة إلى أن قوات النظام تتحرك نحو بلدات الجنوب الغربي من الريف الشرقي مستقدمة تعزيزات ضخمة إلى محيط مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، لفتح محور عسكري باتجاه معبر نصيب.
وأضافت أن التعزيزات جاءت أساسا من القوات العاملة في ريف السويداء، إضافة إلى عناصر المصالحات في العاصمة دمشق، فضلًا عن تشكيلات من "الدفاع الوطني" من مدينة حمص والسلمية بريف حماة.
وذكرت وسائل إعلام النظام أن قوات الأخير بدأت عملية التمهيد الناري في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا باتجاه منشآت الصوامع بهدف قطع خطوط إمداد الفصائل بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية، بهدف الوصول إلى بلدة نصيب.
كما تحاول قوات النظام السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي، جنوبي درعا البلد، كخطوة لقطع الطريق الحربي للفصائل الذي يربط الريفين الشرقي بالغربي.
وفي الوقت نفسه، توقعت مصادر عسكرية أن تعمد قوات النظام إلى فتح محور من مدينة خربة غزالة، للوصول إلى معبر نصيب أيضا.
من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة تدمير عربة بي أم بي لقوات النظام على جبهة القاعدة الجوية، غربي درعا. كما أعلنت الفصائل المنضوية ضمن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" عن تدمير دبابة لقوات النظام السوري خلال التصدي لمحاولات تقدم باتجاه قاعدة الدفاع الجوي.
وأشارت الغرفة إلى أن قوات النظام بدأت باستهداف المنطقة ناريا لسحب قواتها، مضيفة أنها تصدت لمحاولة أخرى نفذتها عناصر من مليشيا "حزب الله" اللبنانية في المنطقة، حيث تمكنت من قطع طرق إمدادهم، وسط استمرار المعارك بين الطرفين.
كما استهدفت فصائل "البنيان المرصوص" بقذائف المدفعية والصواريخ تجمعات لقوات النظام والمليشيات الإيرانية عند حاجز "الفخذة"، غرب درعا.
وكانت غرفة العمليات المركزية في الجنوب التابعة للمعارضة السورية، أعلنت مقتل 12 عنصراً من قوات لنظام والمليشيات الموالية له.
إعلان السيطرة على كامل بادية دير الزور
من جانب آخر، أعلنت قوات النظام السوري، بعد ظهر اليوم الأربعاء، السيطرة على كامل بادية دير الزور والوصول إلى الحدود العراقية.
وقال بيان لجيش النظام "تمكنت قواتنا العاملة في دير الزور وبدعم من سلاحنا الجوي، من طرد إرهابيي داعش من بادية دير الزور بالكامل بعد تطهير مساحة تقدر بـ5800 كيلومتر مربع".
من جهة أخرى، نقلت قوات النظام السوري 36 شابا من شرقي محافظة دير الزور، شرقي سورية، لسوقهم للتجنيد الإجباري.
وقالت مصادر محلية إن قوات النظام شنت حملة اعتقالات في مدينة البوكمال وبلدتي السويعية والهري القريبتين، واعتقلت عشرات الشبان لسوقهم للتجنيد الإجباري. وأوضحت المصادر أن جميع الشبان المعتقلين عادوا حديثا إلى البوكمال والبلدتين بعدما سيطرت عليها قوات النظام.
وسبق أن نفذت مليشيا "الدفاع الوطني" حملة اعتقالات طاولت عددا من الشبان في مدينة دير الزور بهدف سوقهم للتجنيد الإجباري.
من جهتها، شنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، صباح اليوم، حملة اعتقالات واسعة في قرى ذيبان والشحيل والحوايج بريف دير الزور الشرقي.
وقالت مصادر محلية إن الحملة جاءت بعدما خسرت "قسد" عدداً من عناصرها بين قتيل وجريح، أمس الثلاثاء، بعد هجوم لتنظيم داعش على مناطق تمركزهم في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي.
وأوضحت المصادر أنه على أثر الهجوم قامت قوات سورية الديمقراطية بإغلاق الطريق العام بين بلدتي أبوحردوب وأبوحمام بريف دير الزور الشرقي.
من جهة أخرى، فرضت قوات "قسد" سيطرتها على فصيل "ثوار الرقة"، بعد حصار خانق لمقراته في مدينة الرقة، شرقي سورية.
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مصادر محلية أن "وحدات حماية الشعب" الكردية أجبرت لواء "ثوار الرقة" على الإذعان لشروطها والتي تتضمن إدارة قياديين من حزب الاتحاد الديمقراطي لمقرات الفصيل المنضوي تحت لواء قوات سورية الديمقراطية، ونقل جزء من قوات الأخير إلى مدينة الطبقة في محافظة الرقة، شرقي سورية.
وكان المليشيات الكردية قد حاصرت قبل أيام مقر قيادة الفصيل شمالي المدينة، فضلا عن حيي الرميلة والدرعية داخلها، واستهدفت جميع المقرات التابعة له.