13 أكتوبر 2024
كيميائي النظام الدولي الجديد
بعد حوالى أسبوع من الانتظار، والتصريحات المتضاربة، أنجز الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ضربته الموعودة، ونجح في شد الانتباه إلى تحركات البوارج الأميركية، وفي شد أعصاب النظام ومناصريه أيضاً..
بدا ترامب، بعد تغريدته الشهيرة عن الصواريخ الجميلة والذكية والحديثة، متعجلاً ومتلهفاً ليسجل نقطةً في ملعب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وليلقن بشار الأسد درساً، لكنه سرعان ما تراجع عما جاء في التغريدة لصالح تمهل انتظر فيه حلفاؤه ليقرّروا خطوتهم التالية.. عقدت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، اجتماعين أحدهما مع مجلس العموم البريطاني وآخر مع مجلس وزرائها قبل أن تسمح لطائرات التورنادو بالمشاركة مع القوات الأخرى في الضربة الجوية.
أدت السكرتاريا العسكرية التي توجه ترامب دوراً في عملية التريث، ودوراً آخر في تقليص أهداف الضربة، لتوجه إلى مخازن السلاح ومصانعه ومراكز البحث. منذ البداية، أراد العسكريون في أميركا التحرّك ضمن تحالف مع شركاء أوروبيين، وقد تكون هذه طريقة ليخفف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، من حماس ترامب، وهو يعرف أن بريطانيا دائمة التحفظ على خطط التحرك العسكرية، منذ قرار رئيس الوزراء العمالي توني بلير السير خلف جورج بوش الابن في غزو العراق، وفكرة التركيز على ضرب البنية التحتية للأسلحة الكيميائية السورية هي بالأساس فكرة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، وقد رفضها مجلس العموم حينها، لكنها وجدت لها صدىً في الهجوم الثلاثي صباح يوم السبت الماضي.
انتهت حالة التصريحات المتصاعدة والمتخافتة، بتنفيذ ضربة معزولة ومحدودة، ومقتصرة على ما يُعتقد أنه البنية التحتية للأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام. كانت النية الأميركية بالتحرك العسكري منذ البداية ترتبط بترافقها بتحرّك دبلوماسي في مجلس الأمن، ففشل تصويت مجلس الأمن بالفيتو الروسي التقليدي، وجاء الهجوم مبتوراً وخفيفاً لم يزعج النظام، ولم يتأثر به الروس ولا الإيرانيون، بل حرصت تيريزا ماي على التصريح، في اليوم التالي للضربة، بأنها لم تستهدف النظام ولا شركاءه، وكانت عمليتها محدودة. وفي تصريحاتها جوانب انتخابية في المقام الأول، وبعض الاستيعاب لخصومها في حزب العمال، ومنافسيها في حزبها. وكانت ترغب، ومعها فرنسا هذه المرة، في عدم إثارة حفيظة روسيا، وهو الأمر الذي شاركها فيه وزير الدفاع الأميركي، فتمت هندسة تحرّك عسكري، يمكن أن تلتهمه نشرات الأخبار بفرح، ويرفع عن كاهل الدول الغربية وزراً أخلاقياً من دون أن يتغير شيء على الأرض، ففي اليوم التالي للهجوم دخلت قوات أمن النظام إلى قلب دوما، ورفعت علمها في البقعة نفسها التي أطلقت عليها غازات كلور قتلت أكثر من مائة ضحية بريئة.
بعد أن انقشع دخان الهجوم العسكري، جرّبت روسيا العضلات الدبلوماسية، فسقطت بشكل مريع ولم يحظَ اقتراحها في إدانة الضربات الغربية على سورية إلا بصوتين، إضافة إلى صوتها، فيما قدمت الدول الغربية اقتراحاً آخر، له شكل الحل الشامل، وفيه بنود تخصّ الهجوم الكيميائي، من المرجح أن يلقى قبولاً عاماً باستثناء روسيا، وربما ممانعة الصين. لذلك قد يتعرّض لبعض الفلترة الروسية، ومن ثم يمكن أن يتم قبوله، وعندها سيكون هناك قرارٌ آخر يعيد الوئام الظاهري بين روسيا والدول الغربية، وتنتظر الشوارع السورية الهجوم الكيميائي التالي، قبل أن تثور ثائرة الجميع..
مجلس الأمن، بظرفه الحالي، يمكن أن يكون مشروعاً لنظام عالمي جديد، يقوم على هذه المواجهة، حيث تقف روسيا في طرف والدول الغربية في الطرف الآخر، فيما تقف الصين على مقربةٍ من الطرف الروسي، ويتراوح موقفها بين الرفض وعدم التصويت، ثم تعود الكرة ليتم صياغة قرار وسطي، لا يرضي أحداً، ولكن يقبله الجميع، وهذا إنذارٌ بأن الحرب السورية قد وصلت إلى مرحلةٍ متقدمةٍ من العالمية، إذ أصبح جلياً أن الحل محتكرٌ للجهود الخارجية، ورهنٌ بتوافقات جديدة بين هذه الدول.
بدا ترامب، بعد تغريدته الشهيرة عن الصواريخ الجميلة والذكية والحديثة، متعجلاً ومتلهفاً ليسجل نقطةً في ملعب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وليلقن بشار الأسد درساً، لكنه سرعان ما تراجع عما جاء في التغريدة لصالح تمهل انتظر فيه حلفاؤه ليقرّروا خطوتهم التالية.. عقدت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، اجتماعين أحدهما مع مجلس العموم البريطاني وآخر مع مجلس وزرائها قبل أن تسمح لطائرات التورنادو بالمشاركة مع القوات الأخرى في الضربة الجوية.
أدت السكرتاريا العسكرية التي توجه ترامب دوراً في عملية التريث، ودوراً آخر في تقليص أهداف الضربة، لتوجه إلى مخازن السلاح ومصانعه ومراكز البحث. منذ البداية، أراد العسكريون في أميركا التحرّك ضمن تحالف مع شركاء أوروبيين، وقد تكون هذه طريقة ليخفف وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، من حماس ترامب، وهو يعرف أن بريطانيا دائمة التحفظ على خطط التحرك العسكرية، منذ قرار رئيس الوزراء العمالي توني بلير السير خلف جورج بوش الابن في غزو العراق، وفكرة التركيز على ضرب البنية التحتية للأسلحة الكيميائية السورية هي بالأساس فكرة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، وقد رفضها مجلس العموم حينها، لكنها وجدت لها صدىً في الهجوم الثلاثي صباح يوم السبت الماضي.
انتهت حالة التصريحات المتصاعدة والمتخافتة، بتنفيذ ضربة معزولة ومحدودة، ومقتصرة على ما يُعتقد أنه البنية التحتية للأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام. كانت النية الأميركية بالتحرك العسكري منذ البداية ترتبط بترافقها بتحرّك دبلوماسي في مجلس الأمن، ففشل تصويت مجلس الأمن بالفيتو الروسي التقليدي، وجاء الهجوم مبتوراً وخفيفاً لم يزعج النظام، ولم يتأثر به الروس ولا الإيرانيون، بل حرصت تيريزا ماي على التصريح، في اليوم التالي للضربة، بأنها لم تستهدف النظام ولا شركاءه، وكانت عمليتها محدودة. وفي تصريحاتها جوانب انتخابية في المقام الأول، وبعض الاستيعاب لخصومها في حزب العمال، ومنافسيها في حزبها. وكانت ترغب، ومعها فرنسا هذه المرة، في عدم إثارة حفيظة روسيا، وهو الأمر الذي شاركها فيه وزير الدفاع الأميركي، فتمت هندسة تحرّك عسكري، يمكن أن تلتهمه نشرات الأخبار بفرح، ويرفع عن كاهل الدول الغربية وزراً أخلاقياً من دون أن يتغير شيء على الأرض، ففي اليوم التالي للهجوم دخلت قوات أمن النظام إلى قلب دوما، ورفعت علمها في البقعة نفسها التي أطلقت عليها غازات كلور قتلت أكثر من مائة ضحية بريئة.
بعد أن انقشع دخان الهجوم العسكري، جرّبت روسيا العضلات الدبلوماسية، فسقطت بشكل مريع ولم يحظَ اقتراحها في إدانة الضربات الغربية على سورية إلا بصوتين، إضافة إلى صوتها، فيما قدمت الدول الغربية اقتراحاً آخر، له شكل الحل الشامل، وفيه بنود تخصّ الهجوم الكيميائي، من المرجح أن يلقى قبولاً عاماً باستثناء روسيا، وربما ممانعة الصين. لذلك قد يتعرّض لبعض الفلترة الروسية، ومن ثم يمكن أن يتم قبوله، وعندها سيكون هناك قرارٌ آخر يعيد الوئام الظاهري بين روسيا والدول الغربية، وتنتظر الشوارع السورية الهجوم الكيميائي التالي، قبل أن تثور ثائرة الجميع..
مجلس الأمن، بظرفه الحالي، يمكن أن يكون مشروعاً لنظام عالمي جديد، يقوم على هذه المواجهة، حيث تقف روسيا في طرف والدول الغربية في الطرف الآخر، فيما تقف الصين على مقربةٍ من الطرف الروسي، ويتراوح موقفها بين الرفض وعدم التصويت، ثم تعود الكرة ليتم صياغة قرار وسطي، لا يرضي أحداً، ولكن يقبله الجميع، وهذا إنذارٌ بأن الحرب السورية قد وصلت إلى مرحلةٍ متقدمةٍ من العالمية، إذ أصبح جلياً أن الحل محتكرٌ للجهود الخارجية، ورهنٌ بتوافقات جديدة بين هذه الدول.