على الرغم من إعلان الأمم المتحدة عن موافقة أطراف الأزمة الليبية على إجراء جولة حوار في مقرّ بعثة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية هذا الأسبوع، لا يبدو أن جميع العراقيل التي تتيج إجراء الحوار قد تم تذليلها بعدما سبق له أن تأجّل أكثر من مرة لعدم الاتفاق على مكان عقده، ورفض "المؤتمر الوطني العام" (البرلمان السابق)، عقده في غدامس، حتى لا يتحمّل فشل حوار غدامس الأول. كما سبق للمتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة، سمير غطاس، أن أشار في تصريحات صحافية إلى تأثير "التطورات الميدانيّة، كقصف طائرات حربيّة لمدينة مصراتة، والمعارك الدائرة حول الهلال النفطي بين قوات عملية الشروق التابعة للمؤتمر الوطني، وحرس المنشآت النفطية، المؤيد لمجلس نواب طبرق المنحل" على عملية إجراء الحوار.
وكشفت عضوة مجلس النواب المنحلّ، سهام سرقيوه، في تصريحات صحافية، أن "أبو بكر بعيره، وامحمد شعيب والصادق محمد إدريس وصالح هما محمد، أعضاء لجنة جولة حوار غدامس الأولى في سبتمبر/ أيلول الماضي، يرفضون الحوار". ولم توضح سرقيوه أسباب اعتراضهم.
من جهته، كان رئيس حزب "تحالف القوى الوطنية"، محمود جبريل، قد نفى يوم الخميس، ما جرى تداوله عن إجراء اتصالات مع كتل سياسية داخل مجلس النواب المنحلّ، حول استمرار رئيس حكومة الأزمة عبد الله الثني في منصبه، أو حتى إجراء اتصال مع الثني.
ويرى المتابعون أن حزب "تحالف القوى الوطنية" قد يعرقل الحوار، على اعتبار أن "مخرجات الحوار غير متوافقة، أو لن تمنح جبريل الدور الذي يسعى إليه، خصوصاً أن نافذة الحزب الوحيدة على عالم السياسة الليبية، تكمن في تواجده ورهانه على مجلس النواب المنحلّ بطبرق، تحديداً بعد خسارته أذرعه العسكرية في العاصمة طرابلس، المتمثلة في كتائب القعقاع والصواعق والمدني".
وفي ظل هذه المعطيات، يذهب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، إلى جنيف على أمل أن ينجح في تقريب وجهات نظر أطراف الأزمة على أقل تقدير. وفي جعبة ليون تشكيلة وفاق وطني حكومي. ويأمل أن يوقف طرفا النزاع العمليات العسكرية، أو على الأقل وقف الغارات الجوية التي تشنّها قوات جوية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقد استبق ليون، على غرار الاتحاد الأوروبي، الحوار بتوجيه رسائل تحذير واضحة من خطورة فشل الليبيين من التحاور معاً، وانعكاس الفشل على مستقبل البلاد، في ظلّ اقتناع كثر بصعوبة تدخل المجتمع الدولي عسكرياً.