في حين تغرب الشمس على شوارع لندن، تغزو أضواء اصطناعية المدينة. لدرجة أن سكان العاصمة البريطانية اعتادوا عدم النظر إلى السماء لمحاولة رؤية النجوم.
لكن غالبية هؤلاء سيفاجأون على الأرجح عند اكتشافهم أن مصابيح الغاز العتيقة، حلت محل أضواء الشوارع العادية.
فلا يزال ما يقرب من ألف وخمسمئة من هذه المصابيح ينتشر في لندن، بعضها يعود إلى أكثر من مائة سنة.
يقول إيان بي، من شركة بريتش غاز: "مصباح الغاز يبث ضوءا أكثر خفة ودفئا، وهو ضوء مهدئ بلون أصفر جميل، على عكس الضوء الكهربائي الذي يمكنك أن تراه خلفي، هو ضوء أكثر إشعاعا وحدّة".
البريطانيون شديدو التعلق بتقاليدهم، حتى لو كانت مكلفة. خمسة تقنيين يعملون على صيانتها بدوام كامل. فلا يزال نصف عدد مصابيح الغاز في الشوارع يعمل بموقت ميكانيكي. والموقت يجب تعديله باليد كل أسبوعين.
وقد تمّ إدخال هذه المصابيح إلى شوارع لندن قبل أكثر من مئتي سنة، عندها كانت أعجوبة تكنولوجية. في تلك الفترة، كانت شوارع لندن خطيرة عند هبوط الظلام.
بين حديقة سانت جيمس وقصر باكنغهام، يمكن للمارة اكتشاف منطقة مضاءة كليا بالغاز، بعيداً عن التلوث.
نجت هذه المصابيح من الغارات النازية خلال قصف لندن إبان الحرب العالمية الثانية، وقاومت طويلاً منافساتها الكهربائية. اليوم، عدوها الرئيسي هو حركة المرور. وقد تمّ رفع معظم هذه الفوانيس لإبعادها عن مرايا الحافلات أو الشاحنات. ومع تخفيضات الميزانية وحتمية توفير الطاقة، لا يزال أمام مصابيح الغاز هذه مستقبل مشرق.