لم تقلل تصريحات الدبلوماسي المصري عمرو موسى، حول مباركته تحركات كمال الجنزوري، مستشار الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، من حدة الصراع الخفي بين الشخصيتين خلال الفترة الحالية.
وبدأ الصراع بين الطرفين مع إعلان الجنزوري سعيه إلى تشكيل قائمة موحدة للقوى السياسية كافة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بهدف قطع الطريق على جماعة الإخوان المسلمين وأبناء التيار الإسلامي من الوصول إلى قبة البرلمان.
تحركات الجنزوري حفزت موسى، الذي خفت نجمه لدى التحالفات الانتخابية المختلفة، وفي مقدمتها الوفد المصري، الجبهة المصرية، والتيار الديمقراطي، عقب قرار موسى بالانسحاب من التنسيق بين كافة الأحزاب حول قائمة موحدة.
وعاد موسى، الذي تولى رئاسة لجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري، باحثاً عن دور من جديد. وعمد إلى عقد لقاءات مع ممثلين لبعض الأحزاب السياسية، وبعض الفئات صاحبة الكوتا في القوائم الانتخابية المقبلة، بموجب تعديلات قانون مجلس النواب.
ويقول القيادي في تحالف الوفد المصري، حسام الخولي، إن المشاورات مع موسى والجنزوري قائمة، وسط ترحيب كبير للطرفين لمحاولتهما رأب الصدع بين كافة القوى السياسية. ويلفت إلى أن "كلا الطرفين يبحث عن توحيد القوى السياسية، وهو أمر مقدّر ومحمود"، مطالباً "القوى السياسية كافة بتقديم تنازلات من أجل تشكيل قائمة موحدة تمثل التيار المدني".
ويوضح أن "المشاورات مستمرة مع موسى والجنزوري على حد سواء، لبحث تشكيل القائمة الموحدة التي تلبي طموحات التيار المدني". ويشدد على عدم وجود اتفاق حول أي أمر مع الطرفين حتى الآن، وإن كانت المشاورات لم تدخل حيز التنفيذ". ويعتبر أن "فرصة توحد القوى المدنية كبيرة خلال الفترة المقبلة، مع عدم الاتجاه إلى الاستبعاد والإقصاء للأطراف المدنية".
وفي ما يتعلق بحزب النور السلفي، يقول الخولي إن "الحزب لديه رؤية مختلفة عن جماعة الإخوان المسلمين، ولكن المرحلة المقبلة لن تكون مرحلته، غير أن هناك محاولات لتشكيل تيار مدني قوي". وكان حزب النور قد أعلن في وقت سابق عدم تواصل الجنزوري معه بشأن القائمة الموحدة المقرر تشكيلها.
ويقول القيادي في حزب النور، مجدي سليم، إن القوى السياسية التي تبحث التحالفات والتنسيق الانتخابي لم تتواصل مع حزب النور. ويشير إلى أنه "لا بد من البعد عن الإقصاء والتهميش لأحد، لأن هذا سبب سقوط نظام الإخوان في فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي".
من جهته، يؤكد المتحدث باسم المصريين الأحرار، شهاب وجيه، أن المشاورات حول الدخول في قائمة انتخابية موحدة قائمة، وإن كان الحزب يفضل خوض الانتخابات بشكل منفرد وتحديداً على مقاعد الفردي. ويلفت وجيه إلى أن الحزب أقرب لقائمة الجنزوري في حالة إتمام الاتفاق بين القوى السياسية كافة عليها خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن الحزب لا يتعجل في حسم موقفه من القوائم والتنسيق على الفردي، نظراً إلى عدم وجود جدول زمني للانتخابات المقبلة، وهو ما يجعل هناك وقتاً لبحث كافة الخيارات.
وتترافق هذه التطورات مع قرار المجلس الرئاسي لتحالف الجبهة المصرية، الذي يضمّ أحزاباً خرجت من رحم الحزب الوطني المنحل، الاستمرار في إعداد القوائم الانتخابية الأربع لمرشحي الجبهة، وكذلك لمرشحيه في الدوائر الفردية. وأعلن المجلس الرئاسي رفضه النسبة المحددة للأحزاب في قوائم الجنزوري بـ20 مقعداً، و100 مقعد للمستقلين.