في الوقت الذي رفضت فيه قيادات في حركة "حماس" الحديث عن كواليس ما دار في لقاءات وفدها، الذي قاده مسؤول الحركة في غزة، يحيي السنوار، في القاهرة، أكد مصدر قريب الصلة من تيار القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، عقد لقاءات بين الجانبين في العاصمة المصرية، إلا أنه نفى أن يكون تم خلالها التوصل إلى أي اتفاق، معتبراً أن ما حدث يمكن تسميته بالتفاهمات بشأن الأوضاع في قطاع غزة وليس اتفاقاً.
وقال المصدر "هذه ليست المرة الأولى، فخلال زيارة وفد برئاسة إسماعيل هنية قبل توليه رئاسة المكتب السياسي للحركة، التقى سمير المشهراوي القيادي الأبرز في تيار دحلان". وأضاف "تمر كل المنطقة بأوضاع مضطربة، ولم تعد القضية الفلسطينية هي التي تتصدر الساحة العربية والإسلامية". وتابع "ما جرى من لقاءات بيننا وبين الإخوة في حماس، برعاية مصرية، هدفه رفع المعاناة عن كاهل غزة وشعبها، خصوصاً في ضوء ما يملكه دحلان من علاقات عربية قوية تمكنه من المساعدة في ذلك"، موضحاً أن "5 لقاءات تمت في هذا الإطار، أحدها كان بوجود دحلان"، على حد تعبيره.
في مقابل ذلك، قال قيادي بارز في "حماس" في قطاع غزة، إن لقاءات وفد الحركة في القاهرة مع المسؤولين المصريين تركزت على الجوانب الأمنية، وما يتعلق بمنطقة الشريط الحدودي مع غزة، وتكثيف عمليات التأمين لها وزيادة التنسيق مع الجانب المصري، وهو ما تقوم به "حماس" منذ آخر لقاء ذي طابع أمني في القاهرة. وعلى صعيد علاقات الحركة بإيران، اعتبر أن "القاهرة تتفهم جيداً طبيعة العلاقة بين حماس وطهران، وتتعامل مع ذلك منذ سنوات عدة، خصوصاً أن الجانب المصري متيقن من أن هذه العلاقة لا تتسبب في أضرار لأي من الدول العربية، وأنها قاصرة فقط على التفاهمات بشأن المقاومة في الداخل الفلسطيني".
المفاجأة الأبرز، كشف عنها قيادي آخر، له مهام أمنية داخل الحركة. وقال إن "الجانب المصري بدا، خلال هذا اللقاء، شديد الحرص على إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة". وأضاف "بدا واضحاً لقيادات الوفد حرص الجانب المصري على التوصل إلى حل لهذا الملف، وبشكل سريع". وضم الوفد، إلى جانب السنوار، مسؤول الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، توفيق أبو نعيم، وخليل الحية، والشخصية الأبرز مروان عيسى، رئيس أركان كتائب القسام التي تحتفظ بالأسرى الإسرائيليين منذ حرب غزة التي وقعت في صيف 2014. وكانت كتائب القسام قد أعلنت، في وقت سابق، عن صور لأربعة إسرائيليين، هم 3 مجندين وضابط، قالت إنهم بحوزتها، من دون أن تكشف أي تفاصيل بشأنهم، في وقت تتصاعد فيه الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو لغلق هذا الملف. وأضاف المصدر أن "الجانب المصري وغيره كانوا مهتمين للغاية بهذا الملف"، مستدركاً "ربما كان هذا مطلباً إسرائيلياً في هذا التوقيت الذي يحتاج فيه رئيس حكومة الاحتلال دعماً سياسياً في الشارع الإسرائيلي". من جهة أخرى، وعلى صعيد العلاقة المتوترة بين الحركة والسعودية، قال القيادي في الحركة إن "حماس ليست لديها أي مشكلة مع الرياض، بل على العكس تسعى دائماً لعلاقات أفضل معها، إلا أن الجانب السعودي ربما يكون اتخذ قرار التصعيد، أخيراً، عقب القمة الإسلامية في الرياض، في إطار مساعٍ للتطبيع مع إسرائيل".