مناوشات متفرقة بين معتصمين والأمن في محيط البرلمان اللبناني وقصر الصنوبر
شهد محيط البرلمان اللبناني، مساء اليوم الثلاثاء، إشكالات بين متظاهرين والقوى الأمنية، حيث عمدت مجموعة من الشبان إلى إلقاء الحجارة والمفرقعات وتكسير محال تجارية، ما دفع العناصر الأمنية الى الردّ بالقنابل المسيلة للدموع، قبل أن تحتدم الأمور أكثر، وسط أنباء عن استخدام القوى الأمنية "الخردق" لإبعاد المعتصمين، وسقوط عددٍ من الجرحى.
من أمام مدخل مجلس النواب#أخبار_الساحة #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/1MV8cAr8Ay
— أخبار الساحة (@Akhbaralsaha) September 1, 2020
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لبنان للمرة الثانية منذ وقوع الانفجار في مرفأ بيروت بداية الشهر الماضي، حيث عقد لقاءات مع القادة السياسيين للتسريع بتأليف الحكومة. ويعتبر جزءٌ من اللبنانيين أن مبادرة ماكرون تعطي الدعم لطبقة أفلست البلاد وقتلت شعبها، ما دفعهم لتنظيم وقفات احتجاجية في الأماكن التي زارها ماكرون كرسالةٍ إليه لعدم مساعدة الحكومة الجديدة.
Protest 2 since the #lebanonblast. We are not leaving till we have a real change in government. Keep throwing that tear gas.#lebanonrevolts #لبنان_ينتفض pic.twitter.com/yfHN2Lywod
— virgin_vvater (@MayAdra1) September 1, 2020
ويرى هؤلاء أن الحكومة لن تحوز على ثقة الشارع، على اعتبار أن من كلّف تشكيلها سمّته كتل نيابية مسؤولة عما وصل إليه لبنان من انهيار ودمار، وهذا السبب الذي دفع المعتصمين إلى النزول اليوم إلى ساحة الشهداء والتظاهر ضد الرئيس المكلف مصطفى أديب، مطالبين برحيله ومعتبرين أنه "صورة طبق الأصل" عن حسان دياب ومسيرته ستكون تكملة لمشهد سقوط الدولة اللبنانية وإفقار الشعب اللبناني.
وحمل المتظاهرون في الساحة لافتات أشارت إلى أن هذه الحكومة ستشكَّل على أنقاض الدمار وضحايا انفجار مرفأ بيروت، وإلى كون "التسويات الخارجية" لن تجعل اللبنانيين ينسون "مجزرة 4 أغسطس"، ولن يملّوا المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار الذي قتل أكثر من 190 شخصاً وشرّد آلاف العائلات وأدى إلى سقوط نحو 6500 جريح، بالإضافة إلى مفقودين لا يزال مصيرهم مجهولاً، فضلاً عن الدمار المادي والعمراني والثقافي الذي خلّفه.
ونظّم الناشطون في وقتٍ سابق اليوم مسيرة الى مرفأ بيروت هدفت إلى وضع أكاليل زهور في المكان الذي وقع فيه الانفجار.
وفي سياق التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، استجوب المحقق العدلي القاضي فادي صوان، اليوم الثلاثاء، مسؤول المخابرات في المرفأ العميد أنطوان سلوم والرائد في أمن الدولة جوزف النداف والرائد في الأمن العام شربل فواز والرائد في الأمن العام داوود فياض، وأصدر مذكرات وجاهية بحقهم جميعاً بناءً على طلب النيابة العامة التمييزية، وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام".
صوان أصدرت مذكرات توقيف وجاهية بحق مسؤول المخابرات في المرفأ و3 ضباط https://t.co/qP6u47A7lC
— National News Agency (@NNALeb) September 1, 2020
من جهة ثانية، شهد محيط قصر الصنوبر، حيث مقر السفارة الفرنسية، اعتصاماً من قبل عدد من الناشطين الذين حملوا لافتات تدعو القضاء الفرنسي إلى إطلاق سراح المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، في ظلّ الضغوط الأميركية والإسرائيلية للحؤول دون ذلك، علماً أن الأخير هو أقدم سجين سياسي في فرنسا وأوروبا اعتقل عام 1984 وحكم سنة 1986 بتهمة المشاركة في عصابة إجرامية. وتطورت الأمور، إذ سجل إشكال بين العناصر الأمنية والمعتصمين الذين حاولوا الدخول إلى مقرّ السفارة.
وانسحب التأخير الذي سجل في لقاءات ماكرون اليوم على لقاءاته، ومنها مع القادة السياسيين، في ظلّ إشارة مصدر في السفارة الفرنسية، رفض الإفصاح عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إلى أن مؤتمر الرئيس الفرنسي سيتأخر مساءً.