هل تشهد الليجا أتلتيكو مدريد جديداً؟

23 سبتمبر 2014
فالنسيا يطمح الى استعادة أمجاده في الليجا(getty)
+ الخط -

إذاً، فالنسيا مازال متمسكاً بمركز الوصيف في ليجا مازالت غامضة، حتى وإن خسر ريال مدريد لقاءين وتعادل أتلتيكو مدريد في لقاءين.

"اللوس تشي" حقق 3 انتصارات من أصل 4 مباريات، بينما خرج متعادلاً بـ10 لاعبين من أرض ملعب رامون سانشيز بيثخوان في لقاء طُرد فيه من يُنتظر أن يكون الجوهرة .. رودريجو دي بول.

صحيح إن إشبيلية جمع هو الآخر 10 نقاط، لكن هناك ما ينبئ بأن مشوار الخفافيش ربما سيكون أفضل من النادي الأندلسي الذي يقدم أداءً جيداً هو الآخر حتى الآن.

من تابع مشوار إشبيلية وفالنسيا في الموسم الماضي سيدرك أن أداء الفريقين كان يرتكز بشكل أساسي على كلٍ من إيفان راكيتيتش وداني باريخو بالترتيب، لكن نقطة تحول حدثت في سوق الانتقالات.

ففي الوقت الذي تخلى فيه الأندلسيون مرغمين عن نجمهم وقائدهم لمصلحة برشلونة، حافظ فالنسيا على داني باريخو الذي ارتدى شارة قيادة فالنسيا مع ارتدائه القميص رقم 10 في إشارة واضحة منه لاستعداده لتحمل المسؤولية عن فريق تغيرت طموحاته هذا الموسم، بل إن الفريق ضم لاعب وسط رائعاً جديداً، هو أندريه جوميش، القادم من بنفيكا ليزيد بشدة من جودة وسط فريق الميستايا.

لنعد الى الخلف قليلاً .. لا، ليس في الزمن بل في خطوط فالنسيا، حيث استقر الفريق أخيراً على صراع حراسة المرمى بعد تثبيت دييجو ألفيش، ورحيل جوايتا، وهو القرار الذي ثبت صحته من جديد بعد الهدف الكارثي الأول لفالنسيا في شباك خيتافي –الذي بات جوايتا يحرس مرماه-، بينما عوض الفريق رحيل جيريمي ماثيو بانتداب نيكولاس أوتامندي في حين يُنتظر دخول الدولي الألماني موستافي في تشكيلة الفريق رغم تقديم روبين بيزو عروضاً جيدة إلا أنه مازالت تنقصه الخبرة.

كذلك ينتظر عشاق فالنسيا مشاهدة الظهير الأيمن الجديد، جواو كانسيلو، عن قرب بعد استمرار غير المرضي عنه أنتونيو باراجان في التشكيلة الأساسية .. في دردشة مع أحد الأصدقاء من مشجعي بنفيكا قال لي: إن فالنسيا ظفر بأفضل ظهير أيمن في العالم بعد عامين، في حين يستمر خافي فويجو في الحفاظ على مركزه كلاعب ارتكاز أمين .. فويجو لا يجيد الهجوم كثيراً فهو ارتكاز كلاسيكي بعض الشيء، لكنه كافٍ في الوقت الحالي بالنظر للثنائية المميزة بين باريخو وأندريه جوميش.

يمكن تشبيه الثنائي، باريخو وجوميش، بالثنائي، تشافي وإنيستا –مع فارق المستوى- فاللاعبان تفاديا التداخل في المهمات الذي حدث في ريال مدريد بين مودريتش وكروس قبل الانتقال الأخير الى مركز الارتكاز، بعد أن بات جوميش أكثر انسجاماً مع زملائه ليمارس دور إنيستا بالتقدم الى الأمام والاختراق، بينما يتواجد باريخو كمايسترو لضبط نسق الأداء والتحكم في سير الهجمة، ولعله أمر مثير للغرابة ألا ينضم اللاعب إلى تشكيلة بيثنتي دل بوسكي حتى الآن.

طريقة 4/3/3 تتجلى في خط الهجوم، حيث يلعب رودريجو مورينو دوراً محورياً بتحوله المستمر من عنصر يلعب على الطرف الأيمن إلى جناح ينضم الى الداخل للتسديد أو التمرير، وكذلك ينضم أحياناً إلى باكو ألكاثير ليكون ثانيَّ رأس حربة في انتظار ما يحدث في الجبهة اليسرى.

فالنسيا باع بيرنات، لكنه يمتلك من سيكون أفضل
التقط "اللوس تشي" جوردي ألبا بعد أن استغنت عنه مدرسة اللاماسيا بحجة ضعف بنيته ليحوله من جناح أيسر إلى ظهير أيسر هجومي رائع وشكل ثنائيّاً مميزاً مع جيريمي ماثيو في فترة من الفترات الفريدة التي كان يتبادل فيها اللاعبان مركز الظهير والجناح الأيسر بطريقة كلاسيكية جدّاً، عندما كان فالنسيا يلعب بطريقة 4/4/1/1 قبل أن يفقد الفريق اللاعبين من هذا المركز بعد انتقال ألبا إلى برشلونة وانتقال ماثيو إلى مركز قلب المدافع، ومن ثم اضطر الخفافيش إلى الاعتماد على بطيء الحركة، علي سيسوخو، قبل أن يتفوق عليه بيرنات بعد تحوله بطريقة ألبا نفسها من جناح إلى ظهير، ومن ثم ينتقل هو الآخر إلى صفوف بايرن ميونخ.

لكن فالنسيا –الذي بات صامداً مادياً أكثر من ذي قبل- لم يكن ليبيع بيرنات إلا لأنه يعرف أنه يمتلك البديل هذه المرة، فقد ظهر شاب رائع منذ نهايات الموسم من مدرسة الفريق أيضاً، هو خوسيه لويس جايا والذي برهن عن قدرات رائعة رغم سنه الصغيرة -19 سنة- وما يميزه عن سابقيه، هو أنه ظهير أيسر بالأساس مما يجعل قدراته ووعيه الدفاعي أفضل كما أن ثنائيته مع بابلو بياتي، لا تخفى على العين، فالجبهة اليسرى للوس تشي حافظت على قوتها الشهيرة، وهو ما يفسر، لماذا يلعب رودريجو كمهاجم ثان في بعض الأحيان .. الرجل يدرك قدرات تلك الجبهة!

أبرز ما يمكن ملاحظته في تشكيلة فالنسيا هذا العام، هو أن عمقها قد ازداد بشكل واضح، فالفريق لم يستفد بعد من قدرات ألفارو نيجريدو، وهناك كم كبير من اللاعبين المنتقلين حديثاً لم يتم الاستفادة منهم بعد كرودريجو دي بول وبرونو زوكوليني وفيليبي أجوستو، كما يمكن ملاحظة أن جل صفقات الفريق، هي لشباب واعد جداً لا يزيد عمره عن 22 سنة، وربما يكون ألفارو نيجريدو، هو الاستثناء الوحيد لكن جودته معروفة للجميع.

هل يكون "فالنسيا" "أتلتيكو مدريد" جديداً؟
السؤال الذي ربما تبادر لذهن كل من قرأ المقال .. ماذا بعد كل ما حكيته؟ هل الفريق قادر على المنافسة على الليجا؟ هل يستطيع فريق احتل المركز الثامن في الموسم الماضي أن ينافس على البطولة؟ هل يكون فالنسيا أشبه بأتلتيكو مدريد جديد؟

الواقع يقول إن هذا صعب .. الفريق مازال يحتاج الى مزيد من الخبرة والتجربة قبل المراهنة على منافسته على أصعب دوري يمكن المنافسة فيه، حيث لا مجال لخسارة الكثير من النقاط أمام فريقين بميزانيتين مرعبتين، حتى إن الشكوك بدأت تحوم حول قدرة أتلتيكو مدريد نفسه على الاستمرار في المنافسة.. يمكن توقع موسم فالنسيا الحالي بموسم أتلتيكو مدريد الذي سبق فوزه بالليجا، حيث أداء قوي مع خسارة نقاط إضافية عن كبيري الليجا وإنهاء الموسم في المركز الثالث أو الرابع كما حدث في موسم 2012/2013 مع أتلتيكو مدريد. بينما يمكن مع تشكيلة شابة كهذه أن يظهر ما هو أكثر في الموسم التالي.

لكن من يدري .. دعونا ننتظر، ففالنسيا ينتظره لقاء سهل نظرياً أمام قرطبة يليه لقاءان صعبان أمام كلٍ من ريال سوسييداد وأتلتيكو مدريد، وفيهما سيكون هناك حكم أكثر دقة على قدرات الفريق، وما إذا كانت انتصاراته التي حققها بسهولة تعود إلى قوة الفريق أم أن المنافسين كانوا أكثر ضعفاً من إيقافه.. دعونا ننتظر، فربما يتصاعد طموح البلانكونيجروس في حالة نجاحهم في هذين اللقاءين .. دعونا ننتظر، فربما تلعب المشاركات الأوروبية لعبتها ويستفيد فالنسيا من تركيزه في الدوري فقط عكس المنافسين، كما حدث مع ليفربول في الموسم الماضي على سبيل المثال .. دعونا ننتظر، فالانتظار يكون مقروناً بأمل ألا تقتصر المنافسة على الليجا على فريقين فقط، بل تمتد إلى ثالثٍ ورابع لنستمر في الاستمتاع بها كما فعلنا في الموسم الماضي.
لمتابعة الكاتب
المساهمون