وجه آخر لآسيا

09 فبراير 2015
(تصوير: جون ماكدوغال)
+ الخط -

منذ أن تُرجمت رواية "القلقون" للراحلة آسيا جبار إلى العربية، في أوائل ستينيات القرن الماضي، لم يظهر لها في العربية أي عمل آخر، وظلت صورها كروائية ومؤرخة وسينمائية، بعيدة عن ذاكرة ومخيلة القارئ العربي حتى ذلك الذي قرأ روايتها تلك.

ولكن هناك صورة أخرى من صورها غابت تماماً كما يبدو حتى عن مخيلة وذاكرة مَن تناقلوا خبر وفاتها في الأيام القليلة الماضية؛ تلك هي صورة المشاركة بعمق في قراءة مظاهر "الاستشراق" في المنطقة التي تركها إدوارد سعيد خالية من استقصائه رغم ثرائها بمواد تدعم أطروحته المركزية، أعني المغرب العربي.

ولم تأتِ مشاركتها بإضافة منطقة جغرافية مهمة فقط، بل بإضافة موضوعة تعامل الرسام والرحالة الأوروبيين مع موضوعة شرقية محددة هي المرأة.

أحد المفاهيم الأساسية التي اتخذتها آسيا جبار لقراءة الظاهرة الاستشراقية في لوحات فنان فرنسي مثل دولاكروا، هو مفهوم القراءة "الطباقية"، وتعني القراءة المتزامنة في اتجاهين، قراءة محفوظات الإدارات الاستعمارية في ضوء رواية السكان الأصليين.

وهو النهج الذي سيكشف التاريخ الخفي أو المجهول لذلك الماضي الاستعماري. وبهذا النهج قرأت وجوه النساء الجزائريات الأربع الصامتات في لوحة لهذا الفنان كتعبير عن تسلّط النظرة الغربية. وقرأت روايات الفرنسيين الذين رافقوا غزو الجزائر من هذا المنطلق نفسه.

المساهمون