وفاة بطرس غالي: أرشيف الحلم الاشتراكي والمحطات الدولية الفاصلة

القاهرة

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
16 فبراير 2016
06E0463A-2F9C-47B1-9EC1-9BA113EBF24C
+ الخط -

 

عشرات الكتب ومثلها مناصب محلية وإقليمية ودولية، ومعها أضعافها من القرارات، ثم مواقف يصعب حصرها، تشهد على مسيرة الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الدكتور بطرس غالي، والذي توفي اليوم في أحد مستشفيات القاهرة، عن عمر تجاوز 94 عاماً، بعد مراحل متباينة من المرض.

من الاهتمام بالاشتراكية، والتنظير لها، ورئاسة أحد كياناتها الدولية، وصولاً إلى منصب الأمانة العامة للمنظمة الدولية الأشهر، ومروراً برحلة عمل جامعي، ومناصب وزارية مصرية، انقضت مسيرة عمل عام تجاوزت نصف قرن.

ورغم إثارة مواقفه، وقراراته، وآرائه لجدل، ربما لم ينته بعد، فقد ظل غالي محتفظاً بهدوء نادر، وغلف كل ما فعل بدبلوماسية، عالية؛ محافظاً على علاقات لا تنتهي في جميع دول العالم.

مصرياً، تعرض غالي لانتقادات شديدة، بسبب وقوفه إلى جانب الرئيس الراحل، أنور السادات، بداية من زيارة القدس المحتلة، والكنيست الإسرائيلي، ووصولاً إلى اتفاقية كامب ديفيد، وتكرر الانتقاد لمواقفه الدولية، مع القرارات الأممية الخاصة بالحرب على العراق.

وقد تولى، غالي، منصب الأمين العام للأمم المتحدة في أول كانون الثاني/ يناير 1992، حين تولي مهامه لفترة خمس سنوات، قادماً من منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الخارجية في مصر منذ أيار/ مايو 1991، وقبلها كان وزيراً للدولة للشؤون الخارجية من تشرين الأول/ أكتوبر 1977 وحتى 1991، وفي الأثناء، تم تعيينه عضواً في البرلمان المصري، عام 1987، وعضواً في أمانة الحزب الوطني الديمقراطي في عام 1980، كما كان نائباً لرئيس الاشتراكية الدولية إلى أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

وينتمي غالي لعائلة شهيرة في الحياة السياسية، فجده كان رئيس وزراء مصر، وعمه وزير خارجية مصر، وربما كانت خلفية عائلته، ذات تأثير عميق على مستقبله الوظيفي، فقد دفعته إلى نفس الطريق، وتميّز بمعرفته الواسعة في علوم شتى، منها: الاقتصاد والسياسة والقانون المحلي والعالمي وغيرها.

اقرأ أيضاً: السيسي لأولبرايت: ندعم التسوية السياسية لقضايا المنطقة

محطات في حياته

التحق غالي بكلية الحقوق جامعة القاهرة لدراسة القانون وحصل على ليسانس الحقوق في سنة 1946، ليحصل بعد سنة على دبلوم في القانون العام من جامعة باريس. بعدها بسنتين حصل على الدكتوراه، أيضاً من جامعة باريس.

وفي عام 1968 حصل على الدكتوراه الشرفية أو الفخرية من جامعة السويد. قام بعد ذلك بتدريس القانون العالمي في جامعة القاهرة ابتداء من سنة 1949م حتى 1977م.

وامتدت خبرته كأستاذ جامعي في الكتابة، فكان مسؤولا عن إيجاد العلاقة بين القانون العالمي والقانون المصري والعلوم السياسية، وكتب في الأهرام الاقتصادي وهي جريدة أسبوعية، وكان هو رئيس تحرير العلوم الرئيسية، وهي تصدر عن جريدة الأهرام القاهرية، وقد أنشئت في 1959م حتى 1973م.

وكتب أيضاً في السياسة الدولية وهي مجلة شهرية (للسياسة العالمية) وكان رئيس تحريرها.

وقد كتب العديد من المقالات في الجرائد العربية والعالمية. وكان عضواً في كثير من الجمعيات والجماعات السياسية. واختير في 1989 ليكون رئيس الوفد الصداقة بين مصر وروسيا. وفي مايو/ أيار 1991م عيّن وزير دولة للعلاقات الخارجية والهجرة. وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 1991م انتخب ليكون السكرتير العام للأمم المتحدة. وفي 17 ديسمبر/كانون الأول أرسل استقالاته من جميع وظائفه في مصر.

كما ألّف غالي نحو 45 بحثاً باللغة العربية في مختلف الموضوعات، وكتب 11 كتاباً و45 بحثاً باللغة الفرنسية.​

اقرأ أيضاً: مسلسل استكمال الانقلاب على الثورة المصرية... والتضييق على مرسي

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.
المساهمون