وقالت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن الهواء الساخن الذي حطم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في أوروبا هذا الأسبوع يبدو في طريقه إلى غرينلاند، وذلك في تطور يبعث على القلق قد يجعل الغطاء الجليدي للجزيرة يقترب من انكماش قياسي شهده عام 2012 أو يتجاوزه.
وقالت كلير نوليس وهي متحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إن الهواء الساخن الذي يتحرك شمالا من شمال أفريقيا لم يحطم درجات الحرارة القياسية في أوروبا أمس الخميس فحسب بل تجاوزها بدرجتين أو ثلاث أو أربع درجات مئوية وهو ما وصفته بأنه "شيء غير معقول على الإطلاق".
وكنتيجة مباشرة لموجة الحر القياسية، شهدت بلجيكا أول حالة وفاة، إذ عثر على امرأة ميتة بالقرب من الشاطئ، تبلغ (66 عامًا) بعد ظهر الخميس بعد أن كانت تستدفئ تحت أشعة الشمس الحارقة. وقع الحادث في ميدلكيرك على الساحل البلجيكي حيث ارتفعت درجات الحرارة في المنطقة إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
وصرح مفوض شرطة ميدلكيرك، فرانك ديلفا، لوكالة أسوشييتد برس بأن الوفاة "مرتبطة بشدة الحرارة على ما يبدو". وهرعت خدمات الطوارئ إلى مكان الحادث لكنها لم تستطع إنعاش المرأة.
وشهدت بلجيكا الخميس- مثل العديد من أجزاء أوروبا الغربية- أكثر الأيام حرارة على الإطلاق عندما ارتفعت درجة الحرارة إلى 41.8 درجة مئوية في بيجيجنينديجك، على بعد 30 كيلومتراً شرق بروكسل.
وفي فرنسا، ذكرت السلطات المحلية ورجال الإطفاء أن حرائق اجتاحت آلاف الهكتارات من المحاصيل والنباتات في عدد كبير من المناطق الفرنسية أمس الخميس، بسبب الحر والجفاف. وهذا ما حصل في النورماندي، المعروفة بمروجها الخضراء، في الوسط وفي الشمال وفي اللورين في الشرق.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال لودوفيك بيرات، الأمين العام المساعد لمديرية لواريه (وسط) "هذا وضع غير مسبوق في المديرية". وأضاف "كنا توقعنا حرائق لكن ليس بهذا الحجم". ففي حوالى الساعة 20:00 الخميس، أتى حريق على 500 هكتار من المزروعات خصوصا من القصب، و100 هكتار من الغابات، ووصلت النيران الى كيلومترين أحيانا، كما ذكرت المديرية.
وأضاف بيرات "مع الجفاف المفرط والحرارة الشديدة، فإن أدنى شرارة تؤدي إلى اندلاع النار". واحترقت أيضا أربعة منازل من دون أن يسفر احتراقها عن سقوط ضحايا، وتم استنفار 250 رجل إطفاء. وفي أور (غرب) حيث تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة مئوية، "أتت الحرائق على حوالى 800 هكتار منذ الساعة 13:00"، كما ذكرت المديرية في بيان.
وطلبت تعزيزات على صعيد فرق الإطفاء من المديريات المجاورة. واندلعت أيضا حرائق في منطقة أور-اي-لوار (وسط غرب)، حيث تأثر 1170 هكتارا من الحقول، واستُنفر 269 رجل إطفاء، كما أوضحت المديرية. وأغلق الطريق السريع بعد الظهر.
وقال أحد المختصين "إذا لم تكن موجة الحر هي السبب، فإنها تزيد بالتأكيد من خطورة الوضع. النباتات تجف بسرعة كبيرة". وأضاف أن "حرائق القصب خطيرة والقمح الذي تعرض للحرائق جاف جدا".
ومع استمرار موجة الحر، يهرع الناس إلى النافورات بحثا عن عامل للتبريد، وتعمل السلطات لمساعدة كبار السن والمرضى والمشردين، الأكثر تضررا من موجة الحر.
وفي مناطق بألمانيا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ وسويسرا تجاوزت درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية، وسجلت ألمانيا أعلى مستوى لها على الإطلاق، 40.5 درجة مئوية في بلدة غايلنكيرشن غرب البلاد بالقرب من الحدود البلجيكية.
وفي إسبانيا، مازال خطر اندلاع حرائق أخرى قائما خاصة في المناطق الشرقية بعد السيطرة على حريق غابات في إقليم سرقسطة في شمال البلاد، ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى 41 درجة مئوية.
وفي إيطاليا، أصدرت السلطات تحذيرات من اندلاع حرائق في جزيرة سردينيا الواقعة في البحر المتوسط حيث من المتوقع أن تتخطى درجات الحرارة حاجز الأربعين درجة. كما وضعت 13 مدينة ضمن أعلى تحذير من أحوال الطقس وحذرت من مشكلات صحية محتملة قد يتعرض لها جميع السكان وليس فقط المرضى أو كبار السن.