ليس لي أن أعرف أثاث بيتك يا غونتر غراس، أتلصص على صورك التي تحمل وجهك وشاربيك الكثّين وفمك مطبق على الغليون، لكن لا بدّ للمكتبة أن تكون خلفك إذا ما كانت الصورة مأخوذة لك في بيتك، هي ملاكك الحارس.
لم يكن هناك ما يغري الباحثين عن مفاجآت في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2015، فالنتائج مضت في سياق انحاز إلى المنجز السينمائي، بما لا يمنح الفرصة لمقاربات تتخذ من غير السينمائي معبراً لها في قراءة النتائج، كالمقاربات السياسية مثلاً.
يواصل المخرج اللبناني في "الوادي" ثلاثيته التي بدأها مع "الجبل" (2010)، وسينهيها بفيلم بعنوان "النار". فيلم يعالج الذاكرة والهوية والمكان والتضامن العابر للطوائف لكن المحتجز ضمن نطاق المزرعة المعزولة عن المحيط. وكأفلامه السابقة تحضر ثيمة العودة.
لا يكاد صراع المخرج ريتشارد لينكلاتر مع الزمن يفارق أفلامه، بل إن "الزمن" كلمة مفتاحية لتجربته. عمله الأخير، "صبا"، يصوّر حياة شخصيته الرئيسية، من عمر السابعة حتى الثامنة عشرة، والتغيرات التي تعرفها والتي تعكس تغيرات عائلتها، بل ومجتمع أميركا وسياستها.
ها هو الكتاب الأخير لإدوارد سعيد، الذي رحل قبل أن يكمله، يصدر في ترجمة لفواز طرابلسي. "عن الأسلوب المتأخّر" ينطلق من أبحاث أدورنو حول أسلوب بتهوفن المتأخر، ليحاكي تجارب متأخرة لموسيقيين وكتّاب، واللغة التي يكتسيها أسلوبهم في مراحل عمرية متقدمة.
تقوم رواية دايف إيغرز على الحوار الذي ينتقل بالقارئ، من مبنى إلى آخر في قاعدة عسكرية مهجورة، حيث يحتجز توماس في مبانيها أشخاصاً يتحاور معهم، وتكون المفاجأة أنه اختطف أمه، التي ستمنحه، خلال محاورة حاسمة، الإجابة الشافية عن سؤالي العنوان.
مع فيلمه الجديد، الذي نال نصيباً واسعاً من ترشيحات "الأوسكار" لهذا العام، يخطو المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إينياريتو، مرة أخرى، بعيداً عن أعماله السابقة المعروفة بخطوطها الدرامية المنفصلة المتصلة. هنا، قصة ممثل تقدّم في العمر وقرّر وضع حدّ لماضيه الخارق.
المخرجة المصرية التي رحلت يوم الإثنين عن عالمنا الذي يسوده العنف ويستدعي السخرية كما هو عنوان فيلمها "العنف والسخرية" (2003)، أشهرت سخريتها كأداة نبيلة في مجابهة التسلّط والاستبداد، والتقطت المفاصل الإشكالية في البنية الثقافية والاجتماعية في مصر والعالم العربي.
في فيلمه الجديد، "البحر من ورائكم"، يتناول المخرج المغربي هشام العسري السلطة والعنف في أعتى تجلياتهما. حكاية بالأسود والأبيض، أبطالها رجل أمن يبطش دون رحمة، وبطل يشبه طارق بن زياد معاصراً، وحصان حزين اسمه "العربي".
أفلام كثيرة يمكن الحديث عنها في هذه السنة السينمائية التي نودعها. إنتاجات لا تنفصل عن الراهن وأحداثه المفصلية، في مسعى منها لتقديم رواية موازية للأحداث والوقائع التي يشهدها العالم العربي. ولعل هيمنة الشريط الوثائقي من أبرز ملامح هذه المواكبة.