أصبح وجود الحكومة المغربية كعدمه، فلا هي بالحكومة المتجانسة والمتصالحة بين مكوناتها، ولا هي بالحكومة التي كان المغاربة، أو من صوّت منهم عليها، أو على بعضها يتخيل أن تكافئه بهذا الشكل، وبكل هذه القرارات التي أمعنت في زيادة معاناته.
لا يخجل صحفاين في مصر من قول كلام لا يصدقه العقل، وحينما يبدلون مواقفهم من حسني مبارك إلى محمد مرسي إلى عبد الفتاح السيسي، ولا يرف لهم جفن، وهم يعلمون أن تسجيلات مواقفهم القديمة موجودة، بل ومتداولة في يوتيوب وغيره.
إشكال التعليم في المغرب، وفي معظم الدول العربية، مرتبط بسياسات الدولة التي لا تتوفر على رؤية واضحة في هذا القطاع، ولم تستطع أن تجد الوصفة السحرية لعلاجه، وذلك إما لأنها لا تريد، أو أنها تريد، ولا تعرف كيف.
لم تتحسن حالة المغرب، بعد مغادرة أمين عام حزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، رئاسة الحكومة، فالأوضاع تتأزم أكثر، وبقعة الاحتجاجات تتزايد، لكن كل ما في الأمر أنّه مع رحيله رحلت زعامات مصطنعة، وأخرى في الطريق تتحسس رأسها.
ماذا بعد رحيل بن كيران؟ هل ستحلّ مشكلات المغاربة؟ هل سيتم التراجع عن القرارات المجحفة التي اتخذها بشأن التقاعد؟ هل سيحل مشكل الأساتذة والتعليم بصفة عامة؟ هل ستنخفض نسبة البطالة؟ هل سنقضي على الفساد؟
نحن بحاجة إلى مثقفين متنوّرين فعلاً، بأفكارهم التقدمية التي تدفع بشعوبها إلى الأمام، ولسنا بحاجة لأشباه مثقفين يبرعون في السخرية الفارغة، فتلك وظيفة يقوم بها آخرون، لا نحتاج لأدباء مثل السيجارة، تثير دخاناً كثيرة، لكنها في النهاية تبقى سيجارة ومضرة.
كل صفحة في "فيسبوك" تخفي جزءا من حقيقتنا، حبذا لو رجع كل واحد إلى صفحته منذ سنوات خلت، وراجع ما كتبه ليرى ما فيها، هل لازال مقتنعا بما كتبه أو نشره مرة؟ أم أن الأفكار تتغير مع مرور الزمن؟
مسألة الصحراء في المغرب ليست قضية ملك أوحكومة، بل قضية شعب بأكمله، وهذا مالم يستوعبه الأمين، ولم تستوعبه النخبة الحاكمة في قصر المرادية، فعوض أن تصرف الجزائر مداخيل النفط والغاز في تلبية مطالب شعبها،تخسر المليارات من أجل وقف تنمية المغرب.
يكفي أي إعلامي مبتدئ حتى ولو لم يزر أية مدينة أن يدخل إلى الأنترنت، ويأخذ معلومات كافية عن مدن المغرب، وخصوصا طنجة والدار البيضاء، ليعرف أن ذلك المهرج (توفيق عكاشة) يتحدث عن مدينتين في خياله المريض.
بعيدا عن نظرية المؤامرة، ألا يحق لنا التساؤل، لماذا نجد من يدعم النزعة الانفصالية في الدول العربية والإسلامية فقط، ولا نجدها في مناطق أخرى؟ السودان قسّم، العراق يقسّم، سوريا في طريق التقسيم، فلسطين قسّموها وأعطوا الكعكة الكبرى لإسرائيل