10 فبراير 2024
ويبقى الشغف
عاشت تحلم بدخول كلية الطب، لكنها فجأة قررت دراسة الهندسة، وفوجئت أن جامعة كاليفورنيا لا يوجد بها تخصص الهندسة المعمارية؛ فدرست الهندسة المدنية بشكل اضطراري!
يبدو أنها كانت عازمة على أمرٍ ما؛ فلم تتنازل عن الهندسة المعمارية، وهذا ما شجعها على الدراسة المعمارية في باريس، فتعلمت في "إيكول دي بوس" الفرنسية المرموقة للفنون، ثم عادت إلى أميركا وعملت في مكتب المعماري الشهير جون هوارد.
كانت تشعر بدرجة من الشغف تجاه عملها، ومع أنها اختارت مجالاً غير مألوف للجنس الناعم، لكنها دخلت هذا المجال بشغف وتحدٍّ، ومتعة العمل أكبر من كل العقبات التي تواجهها، وهذا أتاح لها التعامل بهدوء مع مشاكل العمل على كثرتها. عزمت على التميز في ميدان تقف فيه وحدها بين الرجال، واستفادت من أخطاء من حولها بدقة وتركيز، وقرأت عن حياة كبار المهندسين المعماريين، وجمعت خبرة كبيرة في وقت قصير.
صممت المهندسة الطموحة مباني لعائلتها وأصدقائها، واختارت إضفاء لمسة فنية غير معهودة، مما أكسبها إقبالاً مناسباً من العملاء المحليين. يومها كانت الهندسة المعمارية حكراً على الرجال، وكانت هذه السيدة، جوليا مورغان، أول مهندسة معمارية في ولاية كاليفورنيا، وكانت أقل المهندسين المعماريين أجراً؛ فقررت الاستقالة من مكتب جون هوارد، وبدأت العمل المستقل بعد حصولها على رخصة معماري سنة 1904.
يتعرض الإنسان لكثير من الصعوبات، ولا يدرك المرء أن في كل صعوبة فرصة، وأن الصعوبات بمثابة اختبارات تقييمية لأعمالنا، وتعطينا مؤشراً لما وصلنا إليه من قوة ومهارة وما نحتاجه منها.
في 18 إبريل/ نيسان 1906 ضرب زلزال مدمر مدينة سان فرانسيسكو، بلغت قوته 8.3 على مقياس ريختر، ودُمرت مبانٍ مهمة كثيرة في هذا الزلزال، واندلعت الحرائق على نطاق واسع في المدينة، ولوحظ تفوق مورغان على أساتذتها وأقرانها.
صمدت تصاميم مورغان أمام الزلزال، وكتبت عنها الصحف والجرائد بكثافة، مما وضعها في بؤرة اهتمام المجتمع، تولت إعادة بناء فندق فيرمونت الذي دمره الزلزال؛ فأضافت إلى رصيدها نجاحاً جديداً ومكانة أكبر، وزادت شهرتها في عالم التصاميم الهندسية. اهتمامها بالتفاصيل وضعها في مكانة عالية، وأصبحت معروفة بتصميمات استثنائية، ولولا الشغف ما أمعنت في إتقان أدائها لهذه الدرجة الفريدة.
وصل اسمها إلى أحد أساطير الإعلام الأميركي، ويليام راندولف هيرست، ملك الصحافة الصفراء وأسطورة ترويج الشائعات. هيرست لم يكن بالرجل الساذج؛ فهو في الصحافة الأميركية يضاهي جوزيف جوبلز في ألمانيا النازية، وكلاهما لعب دوراً خطيراً يستحيل معه أن يسهل إقناعه بأي فكرة أو شخص.
بالرغم من ذلك وقع هيرست أسيراً لتصاميم مورغان؛ فأسند إليها تصميم قصره الخاص. يعد قصر هيرست أحد أكثر معالم كاليفورنيا شهرة واجتذاباً للسائحين، وتبرعت به أسرة هيرست للولاية عام 1957، ويتألف من 144 غرفة بديعة التصميم.
بعد إتمام قصر هيرست في ثلاثينيات القرن العشرين، انهالت عليها العروض من أنحاء العالم، عملت مورغان 46 عاماً في التصميم المعماري، وصممت خلالها أكثر من 700 مبنى.
جاءت الإبداعات في حياة مورغان لإيمانها بعملها، وهذا الإيمان هو الشغف الذي يصنع المعجزات، والشغف يضع المرء في المكانة التي يرجوها، وما عليك إلا أن تكتشف مواطن الشغف وتعمل عليها.
مورغان فتاة دخلت عالماً يسيطر الرجال على أسراره، وكانت دائرة الصعوبات تتسع حولها كل يوم، واحتمالات أن تُهمل في إحدى زوايا النسيان كانت كبيرة، وحده الشغف مدّ لها يد العون؛ فحفرت اسمها بحروف من النور في عالم التصميمات المعمارية.
ليس هناك حدود لما يمكنك إنجازه، آمن بما تعمل ولا تيأس من تكرار المحاولات، واصحب الصبر والشغف، وسيتحقق لك ما ترجوه.
يبدو أنها كانت عازمة على أمرٍ ما؛ فلم تتنازل عن الهندسة المعمارية، وهذا ما شجعها على الدراسة المعمارية في باريس، فتعلمت في "إيكول دي بوس" الفرنسية المرموقة للفنون، ثم عادت إلى أميركا وعملت في مكتب المعماري الشهير جون هوارد.
كانت تشعر بدرجة من الشغف تجاه عملها، ومع أنها اختارت مجالاً غير مألوف للجنس الناعم، لكنها دخلت هذا المجال بشغف وتحدٍّ، ومتعة العمل أكبر من كل العقبات التي تواجهها، وهذا أتاح لها التعامل بهدوء مع مشاكل العمل على كثرتها. عزمت على التميز في ميدان تقف فيه وحدها بين الرجال، واستفادت من أخطاء من حولها بدقة وتركيز، وقرأت عن حياة كبار المهندسين المعماريين، وجمعت خبرة كبيرة في وقت قصير.
صممت المهندسة الطموحة مباني لعائلتها وأصدقائها، واختارت إضفاء لمسة فنية غير معهودة، مما أكسبها إقبالاً مناسباً من العملاء المحليين. يومها كانت الهندسة المعمارية حكراً على الرجال، وكانت هذه السيدة، جوليا مورغان، أول مهندسة معمارية في ولاية كاليفورنيا، وكانت أقل المهندسين المعماريين أجراً؛ فقررت الاستقالة من مكتب جون هوارد، وبدأت العمل المستقل بعد حصولها على رخصة معماري سنة 1904.
يتعرض الإنسان لكثير من الصعوبات، ولا يدرك المرء أن في كل صعوبة فرصة، وأن الصعوبات بمثابة اختبارات تقييمية لأعمالنا، وتعطينا مؤشراً لما وصلنا إليه من قوة ومهارة وما نحتاجه منها.
في 18 إبريل/ نيسان 1906 ضرب زلزال مدمر مدينة سان فرانسيسكو، بلغت قوته 8.3 على مقياس ريختر، ودُمرت مبانٍ مهمة كثيرة في هذا الزلزال، واندلعت الحرائق على نطاق واسع في المدينة، ولوحظ تفوق مورغان على أساتذتها وأقرانها.
صمدت تصاميم مورغان أمام الزلزال، وكتبت عنها الصحف والجرائد بكثافة، مما وضعها في بؤرة اهتمام المجتمع، تولت إعادة بناء فندق فيرمونت الذي دمره الزلزال؛ فأضافت إلى رصيدها نجاحاً جديداً ومكانة أكبر، وزادت شهرتها في عالم التصاميم الهندسية. اهتمامها بالتفاصيل وضعها في مكانة عالية، وأصبحت معروفة بتصميمات استثنائية، ولولا الشغف ما أمعنت في إتقان أدائها لهذه الدرجة الفريدة.
وصل اسمها إلى أحد أساطير الإعلام الأميركي، ويليام راندولف هيرست، ملك الصحافة الصفراء وأسطورة ترويج الشائعات. هيرست لم يكن بالرجل الساذج؛ فهو في الصحافة الأميركية يضاهي جوزيف جوبلز في ألمانيا النازية، وكلاهما لعب دوراً خطيراً يستحيل معه أن يسهل إقناعه بأي فكرة أو شخص.
بالرغم من ذلك وقع هيرست أسيراً لتصاميم مورغان؛ فأسند إليها تصميم قصره الخاص. يعد قصر هيرست أحد أكثر معالم كاليفورنيا شهرة واجتذاباً للسائحين، وتبرعت به أسرة هيرست للولاية عام 1957، ويتألف من 144 غرفة بديعة التصميم.
بعد إتمام قصر هيرست في ثلاثينيات القرن العشرين، انهالت عليها العروض من أنحاء العالم، عملت مورغان 46 عاماً في التصميم المعماري، وصممت خلالها أكثر من 700 مبنى.
جاءت الإبداعات في حياة مورغان لإيمانها بعملها، وهذا الإيمان هو الشغف الذي يصنع المعجزات، والشغف يضع المرء في المكانة التي يرجوها، وما عليك إلا أن تكتشف مواطن الشغف وتعمل عليها.
مورغان فتاة دخلت عالماً يسيطر الرجال على أسراره، وكانت دائرة الصعوبات تتسع حولها كل يوم، واحتمالات أن تُهمل في إحدى زوايا النسيان كانت كبيرة، وحده الشغف مدّ لها يد العون؛ فحفرت اسمها بحروف من النور في عالم التصميمات المعمارية.
ليس هناك حدود لما يمكنك إنجازه، آمن بما تعمل ولا تيأس من تكرار المحاولات، واصحب الصبر والشغف، وسيتحقق لك ما ترجوه.