على الرغم من المرونة التي بدأت تظهر على مستوى إتاحة فتح الفضاءات الثقافية في تونس منذ بضعة أيام، بقيت معظم هذه الفضاءات، من قاعات مسرح وغاليريهات، مغلقة لعدم توفّر إنتاج فني جديد أو تظاهرات تنظّم فيها.
مبادرات قليلة تأتي متفرّقة، ومنها "الصالون الوطني الأول للفنون التشكيلية بدور الثقافة" الذي يقام في "رواق برج بات تونس" في مدينة غار الملح، شمال تونس، بداية من يوم غد الجمعة ويمتدّ لثلاثة أيام.
يضيء الصالون مساحة قلّما تلتفت لها الصحافة أو النقّاد، وهي شبكة دور الثقافة التي تمثّل الإطار الإبداعي الأول لشريحة كبيرة من التشكيليين قبل أن يندمجوا في المشهد الفنّي الموسّع، كما أن دور الثقافة تمثّل فضاء عرض أساسياً ونشيطاً يتيح للفنانين أفق التقاء منتظم مع جمهور لا يتوفّر في الغاليرهات الخاصة.
هذا التنشّط الذي تعرفه دور الثقافة يتجلّى في أن أوّل تظاهرة تشكيلية عامة بعد سلسلة الإغلاقات في تونس من خلال "الصالون الوطني للفنون التشكيلية بدور الثقافة"، وضمنه نجد معرضاً للكتاب الفنّي إضافة إلى مجموعة معارض شخصية، منها معارض لـ مصطفى صدور ونجاة البجاوي وعبد اللطيف حدّي.
كما تكرّم التظاهرة التشكيلي مختار هنان من خلال معرض استعادي بعنوان "80 سنة من الجمال"، في حين تُقام تقام ندوتان عن بعد حول تجربتي المنصف الصوابني ولطفي الدريدي. إضافة لحلقة نقاش حول "واقع التنشيط التشكيلي بنوادي دور الثقافة" بمشاركة: علي الزنايدي وسامي بن عامر.
ويتضمّن البرنامج أيضاً مجموعة محاضرات، منها: "التلقّي التفاعلي في حيّز تنصيبي واقعي و افتراضي" لـ سيف الدين بن حمّاد، و"المنمنمات وابتكار المجسمات الصغيرة" لـ عبد الطيف حدّي، و"الفنّ ثلاثي الابعاد: تقنية جديدة لفنّ قديم" لـ صفاء بن قارة.