- المحتجون اتهموا نقابة المعلمين بالتواطؤ مع الحكومة ضد مصالح الأساتذة، مطالبين بتطوير التعليم والتخلص من الأخطاء والجرائم بحق المعلمين، معبرين عن قلقهم من خصخصة التعليم والأعباء المالية على الأهالي.
- سهام بكران، مديرة مدرسة سابقة، تحدثت عن صعوبات في الحصول على الرواتب وإلغاء مواد دراسية مهمة، مؤكدة على ضرورة إعادتها، بينما يواجه المعلمون المتقاعدون تحديات كبيرة بفقدان تعويضاتهم ومرتباتهم.
نظم معلمون ومعلمات في مدارس محافظة إدلب اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مبنى رئاسة الوزراء التابعة لـ"حكومة الإنقاذ"، شمال غربي سورية، ضمن احتجاج المعلمين في إدلب للمطالبة بتحسين الرواتب وعدم قطعها خلال أشهر العطلة الصيفية.
"العربي الجديد" جال بين المشاركين في احتجاج المعلمين في إدلب وتحدث إلى المعلم خليل العبد الله، الذي قال: "أتينا اليوم لهذه الوقفة لمطالبة مديرية التربية باستمرار المرتب الشهري على مدار العام لتحسين وضع المعلم كي يقود العملية التعليمية بشكل أفضل، فأنا أتقاضى 150 دولاراً أميركياً من منظمة بنيان، وهذا غير كاف وغير مستمر، والآن لم أتقاض مرتبي منذ ثلاثة أشهر".
أما المعلم عقبة البكور فقد وجّه اتهاماً لنقابة المعلمين بالتواطؤ مع الحكومة ضد مصلحة الأساتذة، قائلاً لـ"العربي الجديد" إن "هذه الوقفة هدفها احتجاج المعلمين في إدلب على سوء أوضاع المعلمين في المناطق المحررة ونقابة المعلمين التي لم تنتخب بشكل حر ولم تدافع عن المعلم، مع أن دور النقابة الدفاع عن حقوق المعلمين، لكنها عندنا مجرد أداة لتمسيح الجوخ للسلطة الحاكمة".
احتجاج المعلمين في إدلب لتحسين واقع التعليم
من جانبه، قال المعلم علي قسوم لـ"العربي الجديد" إن "المشاركين في احتجاج المعلمين في إدلب يطالبون بتحسين وتطوير واقع التربية والتعليم والتخلص من الأخطاء والجرائم التي تُرتكب بحق المعلمين والتعليم"، فيما قال زميله أحمد الشوا الذي كان يتقاضى 350 دولاراً عام 2019، عندما كان يدرّس في ريف معرة النعمان، إن راتبه انخفض فور انتقاله إلى إدلب إلى 150 دولاراً.
ويضيف الشوا: "لم أجد إجابة واضحة حول سبب انخفاض المرتب عند سؤالي عن الموضوع، وأشارك في هذه الوقفة كي أعرف من المسؤول عن خفض المرتب، وما إذا كان المنظمة أم حكومة الإنقاذ، إضافة إلى أن التعليم في المناطق المحررة يتجه نحو الخصخصة، بما يجبر الأهالي على دفع مبالغ كبيرة لتعليم أبنائهم".
وفي هذا الصدد، تشير سهام بكران، وهي مديرة مدرسة سابقة وتعمل الآن في التوجيه التربوي: "بُحّت أصواتنا ونحن نتحدث عن رفع مستوى المعلم، لكن لا حياة لمن تنادي. فوعود الحكومة مجرد كلام فيما وضع المعلم صعب للغاية هنا. أنا أحمل شهادتين جامعتين وراتبي 140 دولاراً، وحتى الآن لم أتقاض مرتب الشهر الفائت، وقد عملت خمس سنوات في إدارة المدرسة متطوعة تحت القصف". وتضيف سهام: "جرى إلغاء مادتي التربية الرياضية والفنون، وتجب المطالبة بإعادتهما لضرورتهما في تفريغ طاقة الأطفال بشيء مفيد".
ووفق المعلمين المشاركين في احتجاج المعلمين في إدلب "هناك إجحاف بحق المدرسين الذين على رأس عملهم، أما المتقاعدون "فقد خسروا كل شيء وباتوا من دون تعويضات أو مرتبات بسيطة تعيلهم على قسوة الحياة في سورية بعد خدمتهم التربية والتعليم لعشرات السنوات". ومنهم الأستاذ المتقاعد عبد الحكيم شحاد، الذي قال لـ"العربي الجديد": "أنا تحت اسم المتقاعد، لكنني مطرود ولست متقاعداً. فكلمة تقاعد عن العمل في إدلب تعني أنك شخص ميت، والوزارة المزعومة في إدلب تقول للمعلمين بعد خدمة التعليم لسنوات طويلة اذهبوا إلى بيوتكم فأنتم متقاعدون من دون أية تعويضات أو مقابل يضمن للمعلم حقه وهيبته في المجتمع الذي أفنى عمره في سبيل تعليم أبنائه".