تتواصل الجهود الإغاثية في الأردن لدعم أهالي قطاع غزة، والتي من المتوقع أن تأخذ زخماً خلال الفترة المقبلة في أعقاب فتح معبر كرم أبو سالم من خلال جسر الملك حسين، الذي طالب الجانب الأردني بفتحه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
واعتبر مراقبون، في حديث مع "العربي الجديد"، أن فتح المعبر الذي يضمن سرعة إيصال المساعدات إلى القطاع يعد انتصارا للدبلوماسية الأردنية والتحركات الدولية التي بذلت على كافة الأصعدة لإيجاد معبر جديد يوصل مساعدات إلى القطاع.
وبلغ عدد الشاحنات التي سيرتها الهيئة الخيرية الهاشمية 46 شاحنة في أول دفعة من خلال المعبر، محملة بحوالي 750 طنا من المواد الطبية والغذائية ومستلزمات إغاثية، بعدما كانت المساعدات تذهب من خلال معبر رفح المصري، إضافة إلى عمليات الإنزال الجوي من خلال سلاح الجو الأردني. وكرم أبو سالم هو معبر حدودي على الحدود بين قطاع غزة ومصر والكيان المحتل، وينقل عبره الوقود والسلع، ويخضع لسلطة المعابر البرية التابعة لوزارة الحرب الإسرائيلية.
أهمية كرم أبو سالم
ويستخدم المعبر لمرور الشاحنات التي تحمل البضائع من إسرائيل إلى قطاع غزة. في عام 2012، كان معدل حركة المرور حوالي 450 شاحنة، قبل أن يُغلق من قبل الاحتلال ووقف حركة الشحن والنقل من خلاله. وقال عضو مجلس النواب الأردني النائب موسى أبو هنطش لـ"العربي الجديد" إن معبر كرم أبو سالم سيساهم في سرعة وصول المعونات إلى غزة، في الوقت الذي يعاني فيه سكانها من كوارث إنسانية وعدم توفر الأغذية والأدوية والمأوى بعد تدمير عشرات آلاف المساكن والمتاجر.
وأضاف أنه يجب تكثيف الجهود الإغاثية الدولية، لأن المساعدات التي تدخل حاليا لا تغطي سوى جزء قليل من احتياجات الفلسطينيين هناك وسط العدوان المستمر من قبل الاحتلال، مؤكداً أهمية وقف المجازر التي ترتكب بحق أبناء غزة من قبل الاحتلال بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية.
وأشار إلى تميز الجهود الإغاثية الأردنية لدعم قطاع غزة على المستويات الرسمية والشعبية، وفي مقدمة ذلك عمليات الإنزال الجوي التي تقوم بها طائرات سلاح الجو للمعدات الطبية والغذائية والمستلزمات الأخرى، إضافة إلى إرسال الشاحنات باستمرار. وقال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية حسين الشبلي، في حديث صحافي، أخيراً إن القافلة الأولى تحمل مواد غذائية أساسية وطويلة المدى ليصار إلى توزيعها على الجهات المعنية في غزة.
وأضاف أن الاحتياجات إلى المواد الغذائية ضرورة قصوى أمام الكارثة الإنسانية في القطاع. وأشار إلى أن التعاون بين الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية وبرنامج الأغذية العالمي يهدف إلى التوسع من أجل إرسال المساعدات بشكل مستمر وبكميات أكبر من المواد الغذائية، وأن يصبح الأردن مركزاً إقليمياً للأمن الغذائي والاستجابة لحالات الطوارئ.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أنها المرة الأولى التي تصل فيها قافلة مساعدات مباشرة من الأردن إلى القطاع منذ بدء تصاعد الأعمال العدائية، وأن ذلك جرى بعد أسابيع من التنسيق مع جميع الأطراف.
وكان اجتماع تنسيقي عقد في مدينة العقبة الأردنية أخيراً، بحضور ممثلين عن برنامج الأغذية العالمي، هدف إلى إيجاد الآليات المناسبة لإيصال المساعدات إلى غزة بالسرعة الممكنة ومتابعة إيصال المعونات. وأكد الاجتماع أهمية فتح معبر كرم أبو سالم لتسهيل وصول المساعدات وايجاد منفذ جديد إلى القطاع، الذي يعاني ظروفا إنسانية قاسية جداً بسبب همجية العدوان الإسرائيلي.
وتتولى الهيئة الخيرية الهاشمية جمع التبرعات العينية والمادية والتنسيق مع منظمات إغاثية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، إضافة إلى الحملات التي تقوم بها النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا السياق.