إنها "ليلة المصارف". مئات المحتجين اللبنانيين يكسرون واجهات أكثر من سبعة مصارف في شارع الحمراء بالعاصمة بيروت. شعارات كتبت على الواجهات المحطّمة ترفض السياسات النقدية المتبعة، وإجراءات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما تقوم به المصارف التجارية من احتجاز لأموال اللبنانيين من دون أي سند قانوني أو دستوري.
القصة بدأت، مساء الثلاثاء، من أمام المركز الرئيسي لمصرف لبنان. خلال الاعتصام هناك، تطورت الشعارات الرافضة لسياسات المصرف إلى اعتداءات قاسية جداً من قبل القوى الأمنية على المعتصمين، تخللتها اعتقالات عشوائية للمشاركين.
الهروب نزولاً من الضرب والاعتقالات والغاز المسيل للدموع، نحو شارع الحمراء. هناك، توجّه غضب المعتصمين ضد المصارف التي تمتلك فروعاً في هذا الشارع، حيث تم تكسير واجهاتها والماكينات الآلية التابعة لها.
قوات الأمن اللبنانية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين، وصولاً إلى استخدام الذخيرة الحية في الهواء.
كر وفر، وإعادة القنابل إلى الأماكن التي توجد فيها قوات الأمن، وإحراق حاويات النفايات، انتهت بإلقاء القبض على حوالي 51 معتصماً توزعوا على المخافر والمراكز الأمنية في بيروت.
ومنذ استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، لم يفلح الساسة في الاتفاق على حكومة جديدة أو خطة إنقاذ. وتراجعت الليرة اللبنانية في السوق الموازية وتسبب نقص العملة الصعبة في رفع الأسعار وتأثُّر الثقة في النظام المصرفي.
وقال طالب جامعي يدعى علي ويبلغ من العمر 21 عاماً، في احتجاج بشارع الحمراء ببيروت لـ"رويترز": "كل ما نعاني منه بسبب سياسات البنوك والبنك المركزي... ولهذا لم تعد هناك أي أموال والأسعار ترتفع".
وأضاف أنّ الإجراءات المشددة التي تفرضها البنوك، ومنها القيود على سحب الدولار ومنع معظم التحويلات للخارج، أشعلت أيضا الغضب. وقال: "لن يعطوا الناس أموالهم".
وكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قال إنّ الودائع آمنة. وذكر الدفاع المدني أنه عالج بعض المحتجين وأفراد الشرطة الذين أصيبوا بجروح يوم الثلاثاء، لكنه لم يحدد عددهم.
امتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى في بيروت، حيث تم إحراق واجهة جمعية المصارف عند مدخل منطقة الجميزة.
Facebook Post |
وجاء ذلك وسط استمرار قطع الطرقات وإحراق الدواليب في وسط الشوارع في غالبية المناطق اللبنانية والعاصمة.
*تصوير: حسين بيضون