يقيم الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" معرضاً تحت عنوان "كقلوبهم... كأرواحهم بيضاء" في مدينة إدلب شمالي سورية، تكريماً لضحايا من عناصر المنظمة الذين فقدوا حياتهم خلال عملهم في إنقاذ الضحايا من جراء قصف قوات النظام السوري وحلفائه على مدار سنوات.
ويقول الفنان التشكيلي رامي عبد الحق لـ"العربي الجديد" إن المعرض يستهدف التذكير بـ"شهداء العمل الإنساني في الدفاع المدني السوري"، موضحاً أن العمل يهدف إلى تذكير "أهالي هؤلاء الضحايا بأنهم ليسوا للنسيان بل هم في قلوبنا"، كما يهدف إلى توثيق جرائم النظام السوري وحلفائه أمام المجتمع الدولي.
وذكر عبد الحق أن التحضير للمعرض استمر شهرين، حيث رسم ثلاثين لوحة لثلاثين من عناصر الدفاع المدني الذين قضوا خلال عملهم في إنقاذ ضحايا القصف.
وشدد عبد الحق على أن الدفاع المدني قدم خدمة كبيرة للشعب السوري بإنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين، وضحى بمئات من عناصره بين قتيل وجريح.
ووفقا له فإن "المعرض محاولة للخروج من قوقعة الحرب، وهناك صعوبة شديدة في ظهور الفن خلال الحرب، ونتمنى أن يخدم هذا الفن ثورة الشعب السوري".
وبدوره، قال فراس خليفة عضو المكتب الإعلامي في الدفاع المدني إن المعرض يصور ثلاثين متطوعاً من عناصر الدفاع المدني السوري الذين فقدوا حياتهم. "هؤلاء المتطوعون هم جزء من 287 متطوعاً قضوا خلال استجابتهم وعملهم نتيجة الغارات والقصف المزدوج من قوات النظام السوري والطيران الروسي وذلك منذ عام 2013"، مشيراً إلى وجود أكثر من 900 مصاب من عناصر الدفاع المدني.
يُذكر أن منظمة الدفاع المدني السوري كانت هدفاً دائماً للنظام السوري، سواء على شبكات الإعلام أم على الأرض.
وكان الطيران الروسي وطيران النظام يستخدمان سياسة الغارات المزدوجة التي أدت إلى ارتفاع عدد الضحايا من عناصر الدفاع، وذلك خلال عملهم في الإنقاذ.
وتقوم سياسة الغارات المزدوجة على مبدأ استهداف مكان القصف مرة أخرى، وذلك بعد وصول فرق الدفاع المدني إلى مكان القصف من أجل إنقاذ الجرحى والعالقين تحت الأنقاض.