أغدق القائد الأسبق للمنتخب الجزائري لكرة القدم علي فرقاني، المديح على منتخبي الجزائر والمغرب، كما توقع عودة قوية لمنتخب تونس خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تجري وقائعها بمصر إلى غاية يوم 19 يوليو /تموز المقبل، وبدا فرقاني محبطاً من أداء المنتخب المصري رغم بلوغه دور الـ16 بالعلامة الكاملة.
وقال علي فرقاني الذي قاد منتخب الجزائر خلال ثمانينيات القرن الماضي في مقابلة مصوّرة مع "العربي الجديد": "المنتخب الجزائري ظهر بمستوى قوي جدا في البطولة الأفريقية، من خلال انتصاره بالعلامة الكاملة عند ختام دور المجموعات وبلوغه دور الـ 16".
وأضاف فرقاني: "الفضل يعود للاعبين وللمدير الفني جمال بلماضي الذي بدت لمسته واضحة جدا على طريقة لعب المنتخب وأدائه المتميز، وكذلك قدرته على تكوين فريقين قويين متماسكين أبهرا جميع المتابعين، خاصة الإرادة والعزيمة اللتين طبعتا أداء اللاعبين بالإضافة إلى تضامن جميع اللاعبين فيما بينهم، سواء في الفريق الأول أو الثاني".
وتوقع فرقاني أن يستمر منتخب الجزائر في تقديم عروضه القوية في دور الـ16 عندنا يواجه غينيا يوم الأحد القادم، لكنه شدد على ضرورة احترام الفريق المنافس وعدم تحجيمه، وقال في هذا الصدد: "لقد حققنا هدفنا الأول وهو تخطي دور المجموعات بنجاح، لكن في اعتقادي البطولة ستبدأ انطلاقا من الدور الثاني الذي سيشهد وجود أقوى المنتخبات".
وأضاف فرقاني: "مباراة غينيا ستكون أصعب من سابقاتها، لأن المنافس ظهر هو الآخر بمستوى جيد في دور المجموعات وتمكن من التأهل في مجموعة قوية، فضلاً عن أنه يمثّل عقدة لنا إذ إننا فزنا عليه 3 مرات فقط ضمن 10 مباريات سابقة".
وتابع فرقاني حديثه وقال: "الخسارة أمام غينيا تعني مغادرة البطولة مباشرة، ولهذا فإننا يجب أن نأخذ هذه المباراة بجدية وألا نستصغر هذا الفريق، أنا أعتقد بأن المدرب جمال بلماضي سيقوم أمام غينيا بتوظيف الفريق الذي تفوّق على كينيا والسنغال، لأن هذه المواجهة لا تحتمل القيام بأي مغامرة. بلماضي يعرف جيداً ما يفعل ويدرس خصومه بشكل مميز على غرار ما فعل في مباراة السنغال، وأعتقد بأنه سيقوم بتحضير هذه المباراة بطريقة جيدة، خاصة من الناحية النفسية والذهنية، وسيضع في الحسبان إمكانية وصولها للأشواط وكذلك ركلات الترجيح".
وبخصوص ترشيح الجزائر لنيل اللقب الأفريقي بعد أن أبلت البلاء الحسن في دور المجموعات، قال فرقاني: "بالطبع، منتخب الجزائر لبس ثوب المرشح لنيل البطولة، بفضل الأداء القوي الذي ظهر به، لكن هذا لا يعني بأنه سيتجاوز خصومه بسهولة، علينا ألا نحرق المراحل ونسيّر مشوارنا بطريقة ذكية، يجب أن نركز فقط على مباراة غينيا، وأنا متأكد بأننا سنصل إلى دور الثمانية لكن ذلك سيكون بصعوبة، لأننا سنواجه فريقا قويا ومتحفزا، وفي حال ما إذا تمكن منتخب الجزائر من تجاوز عقبة دور الـ16 ورغم وجود أقوى منتخبات القارة، إلا أنني واثق بأنه سيمضي بعيدا في البطولة".
وأما بشأن المنتخبات العربية الأخرى المتأهلة إلى دو الـ16 فقد بدا فرقاني "محبطا" من أداء المنتخب المصري، وقال في هذا الشأن: "لا أعتقد بأن منتخب مصر ظهر بمستوى جيد يجسّد ما يمتلكه من لاعبين متميزين، صحيح أنهم فازوا بكل مبارياتهم وتأهلوا للدور الثاني، إلا أن أداءهم لم يكن مقنعاً في رأيي، وحتى جماهيرهم لم تقتنع بذلك".
وأضاف: "المنتخب المصري في رأيي لم يظهر بأداء مقنع كمجموعة، وإنما نجاحه في تخطي الدور الأول راجع لبعض الفرديات اللامعة التي يملكها على غرار محمد صلاح الذي يتقمص دائما دور "المنقذ"، إضافة إلى المتألق محمود حسن تريزيغيه والظهير أحمد المحمدي وكذلك الحارس محمد الشناوي الذي أنقذ مصر في مباراة أوغندا"، مضيفاً: "أتوقع أن تواجه مصر صعوبات في باقي المشوار، والضغط سيشتد عليهم كلما تقدموا في البطولة".
في المقابل أشاد القائد الأسبق لـ"الخضر" بمنتخب المغرب، (الحوار أجري قبل مباراة المغرب وبنين) وقال في هذا الشأن: "المغرب ظهر بأداء جيد، رغم أن بدايته لم تكن قوية، خاصة في مباراة ناميبيا حيث احتاج للفوز بهدف عكسي، لكن في المباراتين الأخريين ظهر بمستوى جيد خاصة أمام ساحل العاج، كما أنني لاحظت تطور أدائه وتحسنه في الأشواط الثانية، وهذا يؤكد العمل الكبير الذي يقوم به الفرنسي هيرفي رينار الذي أعتقد بأنه يفرض الكثير من الضغط على لاعبيه ويحفزهم في غرف الملابس كي يستخرج أفضل ما لديهم".
وأضاف: "منتخب المغرب يملك جيلا متميزا من اللاعبين بقيادة بوصوفة وبن عطية وزياش، أعتقد بأن هذا المنتخب في منحى تصاعدي وسيضرب بقوة في باقي المنافسة، بداية من مباراة بنين في الدور الثاني".
وبالرغم من إحباطه من الأداء الذي قدمه منتخب تونس في البطولة، يتوقع فرقاني عودة "نسور قرطاج" إلى الواجهة رغم صعوبة المباراة أمام غانا، وقال:"وضعية تونس غير جيدة بالمرّة، لقد فوجئت بالمستوى الذي قدمه المنتخب في دور المجموعات، خاصة من خلال الأخطاء الكثيرة المرتكبة من جانب حراس المرمى".
وأضاف فرقاني: "ما حدث للمنتخب التونسي في الدور الأول، يجعلني أظن بأن هناك ثمة مشاكل داخل الفريق، أعتقد أيضا أن المدرب لم يوظف اللاعبين الذين يجب أن يشاركوا في المباريات على غرار فرجاني ساسي، ورغم أن أداء تونس لم يكن مقنعا إلا أنهم حققوا التأهل بطريقة دراماتيكية، وأعتقد أن ذلك سيمنحهم دفعة قوية كي يعودوا إلى أجواء المنافسة رغم صعوبة المهمة أمام منتخب غانا القوي".
وأثنى علي فرقاني على منتخب مدغشقر الذي ظهر بمستوى رائع في البطولة الأفريقية، وقال:"منتخب مدغشقر فجّر مفاجأة حقيقية لم يكن أحد يتوقعها، لقد قدم نفسه لكبار القارة، بعدما تمكن من قهر نيجيريا وتصدر مجموعته وبلوغ دور الـ 16، أعتقد بأن هذا الفريق سيمضي بعيداً في البطولة في حال استمراره في تقديم الأداء الذي ظهر به في الدور الأول".