وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية، سلطان بن سعد المريخي، أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه قطر مزيدا من الانفتاح على الاستثمارات الأجنبية وتوسيع دائرة شركائها التجاريين، سعيا لتعزيز مكانتها كمركز استثماري وتجاري إقليمي يقدم للمستثمرين حوافز وتسهيلات للاستفادة من الأسواق المحلية والإقليمية.
وأكد أن قطر تسعى لتبسيط قوانينها الضريبية وإجراءاتها لتقديم شروط أفضل للمستثمرين، بينما يتم وضع اللمسات الأخيرة على قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ما يعزز اقتصاد الدولة القائم على المعرفة ويجعل منها مركزا إقليميا للتجارة في السلع والخدمات ذات القيمة المضافة.
وفي كلمة خلال افتتاح أعمال المؤتمر الذي يستمر يومين، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، إن التبادل التجاري بين بلاده والهند حقق قفزة كبيرة في الأشهر الأخيرة الماضية، في ضوء ترجيحات بأن يستمر في هذا الاتجاه في المستقبل المنظور، داعيا إلى نقل الشراكة القائمة بين الدولتين إلى آفاق جديدة ومجالات أرحب تحقق مصلحة الشعبين.
وأشار إلى أن وجود مجتمع أعمال هندي مميز في الدوحة، يمكن أن يمثل حافزا لهذا التوجه، وذلك انطلاقا من خبرته الطويلة في السوق القطرية ومعرفته الوثيقة ببيئة الأعمال في الدوحة.
ولفت المريخي إلى أن العلاقات التجارية المتنامية وبيئة الأعمال الجذابة في قطر أثرت إيجابياً على شراكتها الاقتصادية والتجارية مع الهند، في الوقت الذي ينظر فيه المستثمرون القطريون إلى الهند باعتبارها وجهة استثمارية مهمة، نظراً لآفاق النمو الاقتصادي المتوقع في الهند خلال السنوات المقبلة، الأمر الذي دفع الطرفين إلى إنشاء مجلس أعمال مشترك بينهما ويعملان حاليا على ترشيح ممثلين عن كل منهما فيه.
واستعرض الوزير القطري ما توفره بلاده من إمكانيات تسهل عمل المستثمرين، حيث أنشأت أخيرا ميناء عالميا جديدا (ميناء حمد)، بينما تعمل على إنشاء مناطق اقتصادية حرة، بالإضافة إلى أربع مناطق لوجستية جديدة، ما سيخفض كلفة التخزين وسلاسل التوريد للمستثمرين الذين يختارون إقامة أعمالهم في قطر، فضلا عن القدرة الاستيعابية لمطار حمد الدولي، أحد أكبر المطارات في المنطقة، التي تصل إلى أكثر من 30 مليون مسافر سنوياً، ويرتبط بأكثر من 150 وجهة، بينما يستحوذ ميناء حمد في قطر على 27% من حجم التجارة الإقليمية في المنطقة بطاقة استيعابية تبلغ 7.5 ملايين حاوية شحن في العام.
وبيّن أن ما شهده العام الماضي من بدء العمل في خطين للشحن المباشر يربطان بين الهند وقطر، أضاف زخما متجددا لعلاقات الدولتين التجارية، وجعل الخدمات اللوجستية أكثر فاعلية.
من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي، ايم جيه أكبر، إن العلاقات الثنائية بين بلاده وقطر كانت دائما جيدة، لكنه لفت إلى أن حجم الشراكة الاقتصادية بين الطرفين لا يزال دون الطموح والمستوى المنشود، داعيا أصحاب الأعمال في البلدين إلى العمل المشترك لإنجاز ما أعرب عنه القادة السياسيون من طموح وتعاون اقتصادي مشترك.
وأكد أن الدولتين تعملان على خلق ظروف ملائمة وبيئة اقتصادية مناسبة لتعاون رجال الأعمال.
من جانبه، قال الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "ملاحة"، عبد الرحمن عيسى المناعي، إن الشركة تلعب دورا محوريا في دعم وتنمية العلاقات التجارية بين قطر والهند، حيث وسعت خدمة النقل المباشر والسريع التي أطلقتها في العام 2015 لتشمل 5 رحلات أسبوعية إلى 3 موانئ هندية، هي: نافا شيفا، وموندرا، وكندلا، إذ تربط هذه الخدمة بين التجار والموردين والمصدرين في كافة أنحاء الهند وجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى، ونظرائهم في دول الخليج العربي، ما يساهم في زيادة التبادل التجاري بين هذه المناطق الحيوية من العالم.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى خدمة شحن الحاويات، فإن قسم نقل البضائع السائبة في "ملاحة" شَحَن خلال العام 2017 نحو 320 ألف طن متري من مواد البناء من الهند إلى قطر، بينما رتب قسم وسطاء النقل البحري العام وسهل نقل 235 ألف طن من البضائع و15600 حاوية نمطية و1400 حاوية مبردة تحتوي على بضائع قابلة للتلف، وذلك في أكثر من 170 رحلة إلى موانئ هندية، خلال العام نفسه.
ويبحث المؤتمر القطري الهندي فرص الاستثمار بين القطاع الخاص في كلٍ من قطر والهند، ويسلّط الضوء على منظومة الأعمال، بالإضافة إلى تقديم توصيات حول سبل تعزيز التنسيق بين البلدين بما يثمر تحقيق المزيد من الكفاءة والفعالية.
يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الهند وقطر يصل إلى نحو 10 مليارات دولار سنويا، ما يجعل الهند ثالث أكبر شريك تجاري لقطر(خلف اليابان وكوريا الجنوبية)، وتعد صادرات قطر الرئيسية إلى الهند والبالغة 9 مليارات دولار، هي الغاز الطبيعي المسال والكيميائيات والبتروكيميائيات والبلاستيك ومواد الألمنيوم والنحاسيات، في حين أن الصادرات الرئيسية من الهند إلى قطر والبالغة مليار دولار، هي الحبوب والخضار والفواكه والمنتجات الغذائية المصنعة والآلات الكهربائية وغيرها من المنتجات والمنتجات البلاستيكية والحديد والصلب والسيارات.