وقال القيادي البارز في المليشيات الكردية "قوات سورية الديمقراطية" ريدور خليل، إن مقاتلين من الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى يشاركون في القتال ضد القوات التركية في عفرين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن خليل قوله إنه "كانت هناك رغبة لدى المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين"، لكنه رفض تحديد توقيت وصول هؤلاء المقاتلين الأجانب لعفرين، مكتفيا بالقول إن أعدادهم تقدر بالعشرات.
وكان مقاتل بريطاني قد قال لـ"بي بي سي" في وقت سابق، إنه ذاهب إلى عفرين برفقة حوالي 20 مقاتلا أجنبيا آخرين.
ومن المعروف أن العشرات من مواطني الدول الغربية انضموا إلى المليشيات الكردية في السنوات السابقة بدعوى المساهمة في محاربة تنظيم "داعش" في سورية.
ويعتبر وجود المرتزقة الأجانب في صفوف "الوحدات الكردية" أمراً ليس بجديد، فقد أعلنت "الوحدات الكردية" في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة عام 2015، عن تشكيل كتيبة "الحرية العالمية"، التي تضم نحو 200 عنصر من جنسيات أجنبية. ومنتسبو الكتيبة، حسب إعلام الوحدات الكردية، ينتمون إلى الحزب الشيوعي اللينيني، وقد قتل العديدون منهم على جبهات القتال ضد تنظيم "داعش".
وأثناء المعارك ضد تنظيم داعش في الرقة، نشرت صحيفة "ستار أند سترايبس" الأميركية تقريراً يتحدث عن مرتزقة من الجنسية الأميركية يقاتلون إلى جانب المليشيات الكردية.
كما ذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن مجموعة من المقاتلين الغربيين اتجهت إلى عفرين لدعم وحدات المليشيات الكردية.
وأفادت الصحيفة بأن بريطانياً من أصل صيني يدعى هوانغ لي، وهو خريج من جامعة مانشستر، يقود المجموعة المكونة من 6 مقاتلين.
ورغم أن عدد المقاتلين قليل، إلا أن وجودهم سيضيف بعدا جديدا في الصراع المحتدم أصلا في عفرين التي تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا، بحسب الصحيفة، التي أشارت الى أن المجموعة انطلقت الثلاثاء، وكان متوقعا أن تعبر مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري قبل الوصول إلى عفرين.
وأوضحت أن هناك اتفاقا ضمنيا بين القوات الكردية وقوات النظام السوري يقضي بأن تسمح الأخيرة للمقاتلين الأكراد بعبور مناطقها باتجاه عفرين.
وبالفعل، بث ناشطون أتراك على مواقع التوصل الاجتماعي مقطع فيديو حديث يظهر وصول مرتزقة أجانب إلى مدينة عفرين السورية.
وقال متحدث باسم مجموعة المقاتلين الأجانب قبيل انطلاقهم: "نحن جاهزون للذهاب صوب عفرين والقتال هناك". وأضاف في فيديو نشر على شبكة الإنترنت: "لقد تدربنا لفترة طويلة على تكتيكات القتال ضد أي قوة كانت. سنقاتل الإرهابيين الأتراك".
ولا تعتبر بريطانيا وحدات حماية الشعب الكردي منظمة إرهابية مثل داعش، لذلك عندما عاد بعض المقاتلين من هذه الوحدات إلى لندن جرى توقيفهم، لكن لم توجه إليهم اتهامات وأطلق سراحهم لاحقا.
"قسد" تنفي وجود "داعش"
من جهة أخرى، اتهم خليل أنقرة بترويج "أكاذيب" حول وجود عناصر لتنظيم داعش في عفرين "بهدف تضليل الرأي العام العالمي"، حسب تعبيره.
وقال إن "العالم كله يعلم أنه لا وجود لداعش في عفرين"، معتبرا أن الجيش التركي "يبالغ كثيرا في عدد مقاتلي وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية الذين قتلوا في عملية غصن الزيتون"، لكنه امتنع عن ذكر عدد القتلى الأكراد.
وأكد بالمقابل سقوط العشرات من الجنود الأتراك والمقاتلين المتحالفين معهم من "الجيش السوري الحر"، إلا أنه لم يتمكن من ذكر عدد محدد لهم.
رتل تركي يدخل جنوب حلب
إلى ذلك، شن الطيران التركي عدة غارات جوية استهدفت مواقع "قوات سورية الديمقراطية" في بلدة الشيوخ، شرق مدينة جرابلس، في ريف حلب الشرقي، في حين دخل رتل عسكري تركي، صباح اليوم، من بلدة كفرلوسين الحدودية، ضمن مهمة استطلاعية لريفي إدلب وحلب الجنوبي.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن الرتل العسكري دخل إلى بلدة العيس، جنوبي حلب، ضمن اتفاق "خفض التصعيد" الذي يشمل محافظة إدلب.
وأوضحت المصادر أن الرتل مكون من ست سيارات استطلعت نقاطاً في المنطقة المحاذية لسيطرة قوات النظام، وسط حديث عن نيتهم إنشاء نقاط مراقبة في المنطقة.
وتقع بلدة العيس غربي منطقة الحاضر، التي تسيطر عليها قوات النظام، وشكلت قاعدة انطلاق لعملياتها نحو مطار أبو الظهور.
وبموجب التفاهمات مع روسيا، تعتزم تركيا إقامة 12 نقطة مراقبة في المنطقة لمراقبة اتفاق "خفض التصعيد" الذي يشمل محافظة إدلب وريف حلب الغربي.
من جهتها، أعلنت "هيئة تحرير الشام"، اليوم، أنها استعادت نقطتين تقدمت إليهما "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قرب مدينة دارة عزة في ريف حلب والمتاخمة لمنطقة عفرين.
وقالت وسائل إعلام "تحرير الشام" إنها استعادت نقطتين عسكريتين قرب قلعة سمعان في دارة عزة، بعد أن تقدمت إليهما "وحدات حماية الشعب" الكردية، بينما قالت "قسد" في بيان لها، إن عناصرها نفذوا "عملية تسلل إلى مواقع تحت سيطرة الجيش التركي وجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وقتلت ثمانية عناصر خلال الهجوم دون أن تتمكن من تحديد تبعيتهم.