وخرجت التظاهرات بعد صلاة الجمعة في مختلف مدن الجزائر في مسيرات استجابة لدعوات للتظاهر التي انتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي مطلبها الرئيسي رفض الولاية الخامسة لبوتفليقة، الموجود حالياً في رحلة علاجية بسويسرا.
وقدر ناشطون ووسائل إعلام محلية عدد المشاركين في العاصمة بعشرات الآلاف إلى جانب آلاف في مدن أخرى عدة، ووصفتها بـ"الحشود البشرية".
وصباح الجمعة، خرجت مسيرات في مدن جزائرية عدة، منها سطيف وتيزي وزو والبويرة وغرداية ووهران وتيارت.
واتسمت أغلب المسيرات في أنحاء البلاد بالسلمية، لكن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة بعد صلاة الجمعة.
وكانت الحكومة الجزائرية قد فرضت اليوم، وللمرة الثانية على التوالي، خطبة جمعة موحدة على أئمة المساجد للدعوة إلى "الهدوء وتجنب التخريب"، فيما تشهد أحزاب الموالاة نزيفاً مستمراً على خلفية الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لترشح بوتفليقة.
وفي ظل تنامي الحركة الاحتجاجية ضد ترشح بوتفليقة، دخلت أحزاب الموالاة الداعمة له في مرحلة أزمة داخلية بسبب موجة استقالات ونزيف داخلي في كوادرها الرافضين لاستمرار دعم أحزابهم للترشح.
وفي السياق، أعلن أكثر من 500 من كوادر حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يتزعمه بوتفليقة، استقالتهم من الحزب ومن كل هيئاته بسبب ما اعتبروه إصرار قيادة الحزب "غير الشرعية أصلا" في الاستمرار بالمغامرة بالبلاد ووضع الحزب في صدام مع الخيار الشعبي، وأصدروا بيانات متفرقة في عدة ولايات، كخنشلة وتبسة وغليزان وتيارت.
وكان مائة من القياديين البارزين في حزب جبهة التحرير الوطني، بينهم مصطفى معزوزي ورشيد عساس، قد أعلنوا الأربعاء دعوتهم إلى "إعادة الشرعية للحزب وإلى المناضلين، وعدم الاعتراف بالمنسق العام للحزب حالياً معاذ بوشارب، الذي عين بطريقة غامضة بعد إقالة غامضة أيضاً للأمين العام السابق جمال ولد عباس".
ويتوقع أن تتوجه التطورات داخل الحزب الحاكم باتجاه المطالبة بعقد اجتماع عاجل للجنة المركزية لـ"إعادة الشرعية لمؤسسات الحزب" بعد قرار مفاجىء من المنسق العام للحزب ورئيس البرلمان معاذ بوشارب بحل اللجنة والمكتب السياسي، و"الانفراد بالقرار في الحزب، بدعم من محيط الرئيس بوتفليقة".
(العربي الجديد)