"إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم" تواصل احتلال صدارة الاستماع في المغرب

أظهر آخر تقرير لقياس نسب الاستماع في الإذاعات المغربية، في الفترة التي امتدت بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول الماضي، احتلال إذاعة "محمد السادس للقرآن الكريم"، وهي إذاعة دينية، صدارة المحطات الإذاعية في المغرب.

وحظيت إذاعة "محمد السادس للقرآن الكريم" بنسبة استماع وصلت إلى 14 في المائة من إجمالي المستمعين المغاربة للإذاعات المختلفة، وجاءت بعدها "الإذاعة الوطنية" بـ3 ملايين مستمع، ثم إذاعة "ميدي 1 تي في" في المرتبة الثالثة.

وليست هذه المرة الأولى التي تحتل فيها إذاعة "محمد السادس للقرآن الكريم" المرتبة الأولى في نسب الاستماع إلى قائمة الإذاعات المغربية، إذ نالت في تقارير سابقة الصدارة نفسها.

وتبث هذه الإذاعة برامج دينية ترتكز على ما يسمى الإسلام المعتدل والوسطي، من خلال استضافة فقهاء ودعاة متنورين، وكذلك برامج تثقيفية وتوعوية في مختلف المجالات التي تفيد المستمع في حياته اليومية.

ويعزو الخبير في مجال الإعلام والتواصل، محجوب بنسعيد، ضمن تصريحات لـ"العربي الجديد"، صدارة إذاعة "محمد السادس للقرآن الكريم" نسب الاستماع في البلاد إلى ثلاثة عوامل رئيسية.

العامل الأول ينسبه بنسعيد إلى "مضمون البرامج التي تقدمها هذه الإذاعة، والتي تشمل مواضيع قضايا لصيقة بميولات المستمعين الروحية والدينية، ومتجاوبة مع مكانة الشأن الديني في تصوراتهم ومعتقداتهم كمسلمين تربوا على سماع وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة".

ولفت محجوب بنسعيد إلى "طريقة تقديم هذه البرنامج المتنوعة والمتجددة الجامعة بين التثقيف والترفيه الهادف الرصين ونوعية مقدمي ومنشطي هذه البرامج من أساتذة وفقهاء وأئمة ودعاة".

العامل الثاني، يتعلق بالسياق العام، إذ ظهرت إذاعات أخرى خاصة في إطار توسيع وتنويع العرض السمعي البصري في البلاد بناء على "دفاتر تحملات"، وفق بنسعيد.

ونبه الخبير إلى أن "المنتوج الذي تقدمه أغلب هذه الإذاعات أصبح منفراً وساقطاً ومبتذلاً، ولقي انتقادات واسعة من قبل المختصين والمستمعين العاديين على حد سواء، كونه يعتمد أسلوباً ترفيهياً يكثر من التنكيت والغناء الصاخب والكلام غير الأخلاقي أحياناً".

وزاد بنسعيد عاملاً ثالثاً يتجسد في أن "إذاعة محمد السادس إذاعة موضوعاتية تتضمن شبكة برامجها مواضيع متجانسة ومتقاربة ومتكاملة، بخلاف الإذاعات الأخرى التي تتسابق للتميز بترويج مواضيع سوقية أحياناً، بدعوى أن المستمعين الشباب يرغبون في ذلك ويطلبون المزيد منه"، وفق تعبيره.