09 نوفمبر 2024
"العربي الجديد".. سنة سادسة
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
نحتفل في "العربي الجديد" بنهاية السنة الخامسة من عمر موقعنا الذي أطلقناه في نهاية مارس/ آذار عام 2014. وكما في كل سنة، فإننا نتوقف من أجل مراجعة عملنا. وإذ نعبر إلى السنة السادسة، فإننا نقدّر بتواضع أننا اجتزنا الامتحان بنجاح، بعد أن أصبح "العربي الجديد" كائنا حيا مكتمل الملامح، له حضوره في الساحة الإعلامية من المحيط إلى الخليج، ويتميز بالمهنية والمصداقية. وهذا إنجاز نعتز ونفخر به، لأنه يعني، من الناحية العملية، أننا حققنا الشرط الأول على الطريق، وهو إقامة صلة متينة ومفتوحة مع القارئ العربي. وهذه مسألة لم تكن هينةً قط في فضاء يزدحم بوسائل الإعلام وسط عالم عربي يجتاز واحدةً من أهم المراحل وأصعبها في تاريخه.
كنا ندرك أن إيجاد مكان خاص داخل هذا الصخب والضجيج ليس سهلا، ويحتاج، قبل كل شيء، إلى التوجه للجمهور على نحوٍ مختلف. وهذا يحتم علينا أن نقدّم الجديد والمتميز، ونحقق إضافةً نوعيةً في الشكل في المضمون. ولم تكن المهمة سهلةً، لأننا صدرنا مع انتكاسة الحراك الشعبي الذي سمّي الربيع العربي، وكان في حسابنا أن نقدّم منبرا يعطي مساحةً لشباب الثورات العربية الذين نزلوا إلى الشارع، يطالبون بالتغيير والإصلاح في نهاية عام 2010 في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية. وعليه، وجدنا أنفسنا في خضم معمعةٍ سياسيةٍ كبيرة، وكان علينا أن نرد على أكثر من تحدٍّ سياسي ومهني.
نجحنا في "العربي الجديد"، لأننا ذهبنا نحو القارئ مباشرة، وخاطبناه بصراحةٍ وعقل منفتح، ووفرنا له منصة إعلامية شعارها المصداقية والموضوعية والتميز، ووقفنا مع مطالب الشعوب وتطلعاتها العادلة في كل من تونس ومصر وليبيا وسورية، وذلك من منطلقٍ ينحاز إلى صف هؤلاء الناس المهمشين إعلاميا.
الإنجاز الكبير الذي حققناه في "العربي الجديد" بعد خمس سنوات هو أن هذا المشروع الإعلامي بات مؤسسة إعلامية رائدة، وهذا أمر لا ندّعيه نحن أو نزعمه، بل تقوله الأرقام وتشهد به مؤسسات الرصد المختصة بمتابعة الميديا، ويتحدث عنه غيرنا من المنافسين وغير المنافسين. وما كان لنا أن نصل إلى هذه المكانة، لو لم نؤسس علاقة متينة مع القارئ العربي الذي يبحث عن المعلومة الصحيحة، والخبر الذي يتوخى الدقة والسرعة، والتحليل الشامل. ولم نحقق هذا الإنجاز في بلد عربي واحد فقط، أو لدى شريحة معينة دون أخرى، وإنما تمكّنا من الوصول إلى فئاتٍ متنوعةٍ من القراء في شتى البلدان العربية، وخصوصا جيل الشباب. وهذا يعود إلى المهنية العالية، ومتابعة الأحداث التي تعتمد على شبكةٍ واسعة من المراسلين والمحرّرين الأكفاء والمحلليين الذين يتمتعون بعلاقاتٍ وثيقة مع مصادر المعلومات، وأعطينا صحافة الرأي والثقافة والاقتصاد والمجتمع والمنوعات مساحة كبيرة، كي نواكب قارئ اليوم الذي بات يمتلك مسالك سهلة للوصول إلى المعلومات، وهو يعيش داخل وسط متخم بوسائل الإعلام وثورة مستمرة في وسائل التواصل.
وحظيت "العربي الجديد" بتقدير القراء والكتاب والمتابعين، لأنها لم تسقط في فخ الصحافة الصفراء، ولم تتنازل عن مهنيتها، الأمر الذي انساقت إليه صحفٌ كانت حتى الأمس القريب تشكل مدارس إعلامية، لكنها أفلست، وتوقف بعضها عن الصدور، بسبب انزلاقها إلى البروباغندا خلال أزمة الخليج الحالية، المتمثلة بحصار قطر من الحلف الرباعي السعودي المصري البحريني الإماراتي، الذي أضر بالصحافة بالقدر نفسه من الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحوّل مؤسساتٍ صحافيةً لها تاريخ إلى منابر للتهريج والشتيمة والدعاية.
ندخل السنة السادسة، ونحن أقوى عزيمة وإصرارا على التجديد والإضافة والتطوير والبقاء في حوار مفتوح مع القارئ العربي الذي مشى معنا هذا المشوار الطويل، وعاش معنا هذه التجربة الفريدة.
كنا ندرك أن إيجاد مكان خاص داخل هذا الصخب والضجيج ليس سهلا، ويحتاج، قبل كل شيء، إلى التوجه للجمهور على نحوٍ مختلف. وهذا يحتم علينا أن نقدّم الجديد والمتميز، ونحقق إضافةً نوعيةً في الشكل في المضمون. ولم تكن المهمة سهلةً، لأننا صدرنا مع انتكاسة الحراك الشعبي الذي سمّي الربيع العربي، وكان في حسابنا أن نقدّم منبرا يعطي مساحةً لشباب الثورات العربية الذين نزلوا إلى الشارع، يطالبون بالتغيير والإصلاح في نهاية عام 2010 في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية. وعليه، وجدنا أنفسنا في خضم معمعةٍ سياسيةٍ كبيرة، وكان علينا أن نرد على أكثر من تحدٍّ سياسي ومهني.
نجحنا في "العربي الجديد"، لأننا ذهبنا نحو القارئ مباشرة، وخاطبناه بصراحةٍ وعقل منفتح، ووفرنا له منصة إعلامية شعارها المصداقية والموضوعية والتميز، ووقفنا مع مطالب الشعوب وتطلعاتها العادلة في كل من تونس ومصر وليبيا وسورية، وذلك من منطلقٍ ينحاز إلى صف هؤلاء الناس المهمشين إعلاميا.
الإنجاز الكبير الذي حققناه في "العربي الجديد" بعد خمس سنوات هو أن هذا المشروع الإعلامي بات مؤسسة إعلامية رائدة، وهذا أمر لا ندّعيه نحن أو نزعمه، بل تقوله الأرقام وتشهد به مؤسسات الرصد المختصة بمتابعة الميديا، ويتحدث عنه غيرنا من المنافسين وغير المنافسين. وما كان لنا أن نصل إلى هذه المكانة، لو لم نؤسس علاقة متينة مع القارئ العربي الذي يبحث عن المعلومة الصحيحة، والخبر الذي يتوخى الدقة والسرعة، والتحليل الشامل. ولم نحقق هذا الإنجاز في بلد عربي واحد فقط، أو لدى شريحة معينة دون أخرى، وإنما تمكّنا من الوصول إلى فئاتٍ متنوعةٍ من القراء في شتى البلدان العربية، وخصوصا جيل الشباب. وهذا يعود إلى المهنية العالية، ومتابعة الأحداث التي تعتمد على شبكةٍ واسعة من المراسلين والمحرّرين الأكفاء والمحلليين الذين يتمتعون بعلاقاتٍ وثيقة مع مصادر المعلومات، وأعطينا صحافة الرأي والثقافة والاقتصاد والمجتمع والمنوعات مساحة كبيرة، كي نواكب قارئ اليوم الذي بات يمتلك مسالك سهلة للوصول إلى المعلومات، وهو يعيش داخل وسط متخم بوسائل الإعلام وثورة مستمرة في وسائل التواصل.
وحظيت "العربي الجديد" بتقدير القراء والكتاب والمتابعين، لأنها لم تسقط في فخ الصحافة الصفراء، ولم تتنازل عن مهنيتها، الأمر الذي انساقت إليه صحفٌ كانت حتى الأمس القريب تشكل مدارس إعلامية، لكنها أفلست، وتوقف بعضها عن الصدور، بسبب انزلاقها إلى البروباغندا خلال أزمة الخليج الحالية، المتمثلة بحصار قطر من الحلف الرباعي السعودي المصري البحريني الإماراتي، الذي أضر بالصحافة بالقدر نفسه من الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وحوّل مؤسساتٍ صحافيةً لها تاريخ إلى منابر للتهريج والشتيمة والدعاية.
ندخل السنة السادسة، ونحن أقوى عزيمة وإصرارا على التجديد والإضافة والتطوير والبقاء في حوار مفتوح مع القارئ العربي الذي مشى معنا هذا المشوار الطويل، وعاش معنا هذه التجربة الفريدة.
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024