القلوب قلوب خنازير والشدو شدو شحارير
طار خبر نجاح زرع قلب خنزير في صدر إنسان، بعد سماد وحراثة وفلاحة في جسم الآخذ ولحم المأخوذ أخذه الله أخذ عزيز مقتدر. وقد فوجئتُ حقاً بتأويلٍ للطبيب المصري ذائع الصيت، حسام موافي، أنّه قال: إنّ الله حرّم أكل لحم الخنزير لأنّه أصلح الحيوانات أعضاء لعلاج الإنسان واستبدال أعضائه. الخنزير قد يكون بنك جوارح الإنسان التالفة، وكان أول خبر وقع على عينيَّ هو فتوى مفتي الديار المصرية وصفحة عمرو خالد، فأسبلتا معاً. تذكّر الشيخ الوسيم في نصّ الفتوى الحديث الشهير "أنتم أعلم بشؤون دنياكم" أما أعلم أهل مصر بشؤون أخراها فهو مفتي الديار المصرية السابق وصفحة عمرو خالد.
استشرتُ من أثق بهم في شؤون الدين والدنيا معاً، فأخبروني أنَّ سبب قرب الخنزير والقرد من الإنسان خَلْقاً لا خلُقاً أن عزَّ وجلَّ مسخ بعض البشر "وجعل منهم القردة والخنازير". وقلت في صدر مقالي إنَّ سماداً سبق الزرع من جهتين، أولهما أنّ الخنزير عُدّل وراثياً، ورفعتْ رتبته من خنزير إلى مشير خنزير، والثاني أنَّ المريض الذي زرع في صدره قلب خنزير هو مجرم سابق، كان قد طعن رجلاً اسمه إدوار شوميكر 17 طعنة قبل نحو 30 سنة، وأنّ أخت المطعون، السيدة لزلي، لم ترجُ "للموسم" الخير، لأنّ أخاها ظلّ يعاني من آلام طعناته السبع عشرة، حتى وفاته عام 2007.
الفريق الذي أجرى الفلاحة والزراعة والتسميد قال: إنهم في العلم والجراحة لا ينظرون إلى سجل المريض الجنائي، ولا يطلبون وثيقة "لا حكم عليه" فهم يجرون تجارب على الأصحّاء، بل على الشعوب، فكيف بالمجرمين السابقين، يا لزلي هانم!؟ يقول الأطباء: إنَّ ديفيد بينت، البالغ 57 عاماً، قلبه حديد وقلب فيل مجدوع الأنف، بعد ثلاثة أيام من الإجراء التجريبي الذي استمر سبع ساعاتٍ في بالتيمور، وجاء في رواية أخرى تسع ساعات.
وصفت صحيفة الغارديان البريطانية أول عملية زرع قلب خنزير "زكرت" ومعدّل وراثياً داخل جسم إنسان بأنّها "علامة بارزة" في علم الطب، وأنَّ العملية أثارت مخاوف كبيرة في شؤون السلامة وخصائل الأخلاق. وقرأت مقالاتٍ في مجلات علمية متخصّصة أنّهم وجدوا أنَّ عقل الإنسان في قلبه وليس في دماغه كما كان سائداً، وأنَّ رجلاً تبرّع بقلبه قبل الموت لمريضٍ سدّت الدنيا شوارع دمه بالشحوم والحواجز الطيارة، فعاش به ووقع في حب حبيبة المتصدّق بقلبه الراحل، وأنّه، بعد العملية، حمل متاعه واتجه إلى بيت صاحب القلب؛ وما هكذا يكون الوفاء يا سنمّار. وكان بينت يواجه حتفه وصحته سيئة، فسعى الفريق الطبي إلى إذن طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) للزرع، فحصلوا على الموافقة الصحية والجنائية. يضرب المثل في الشجاعة في الثقافة الكردية بالخنزير، فيقال: فلان باسل كالخنزير.
واستعرضت الصحيفة البريطانية حالات نقل أعضاء حيوانية لبشر، منها حالة في ستينيات القرن المنصرم، زُرعت كلى قرود الشمبانزي في أجسام أكثر من 12 مريضاً، لكنّهم ماتوا جميعاً في غضون أسابيع، لأنّ القرود غير "زكرت" ومعدلة وقبضايات.
وإنّ الكافر (وتقول العرب للزرّاع: كافر لأنّه يكفر البذر المبذور بتراب الأرض) عالمٌ أميركي من أصل باكستاني يدعى الدكتور محيي الدين، وهو أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة "ميريلاند" مع فريقٍ من الأطباء برئاسة بارتلي غريفيث.
وكنت أتحدّث عن محاولات مسخ الحكومات العالمية الإنسان المعاصر عبر أمثلة كثيرة، وذكرت أنّ بريطانيا عاقبت رئيس وزرائها جونسون، لأنّه احتفل مع موظفيه، في نهاية الأسبوع، وشربوا وأكلوا من غير كمامات! وقد أُخذ اسم الكمامة اللاتينية من كلمة المسخ العربية، وقلت إنّ رؤساءنا العرب الذين يغردون بالفضاحة والعامية أحسن الأناشيد، سبقوا الزرّاع محيي الدين، فأجروا عمليات زراعة قلوب خنازير في صدور حاشيتهم وشبيحتهم وبلطجيتهم، ورفعوا الأسعار واعتقلوا الأبرياء، وضلّلوا الناس، لتعديل الشعب وراثياً وتقريب مستوى الآخذ والمأخوذ منه، لتأميم الخنزير كما أُمّم النفط وقناة السويس. سأنتظر آثار زرع قلب الخنزير على أخلاق السيد بينت ثمراً.
قالت صحيفةٌ بنبرة المتضرّع: الخنازير أملنا الأخير.