09 نوفمبر 2024
جبهة النصرة.. التخريب مستمر
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
ما حصل في مدينة إدلب خلال هذا الأسبوع يفضح، مرة أخرى، الدور التخريبي الذي قامت به جبهة النصرة في الثورة السورية، والأذى الكبير الذي ألحقته بالشعب السوري طوال خمس سنوات. وشهدت الأيام القليلة الماضية أحد الفصول التي تكشف عن إمعان "النصرة"، عن سابق تصميم وإصرار، في ارتكاب الخطأ تلو الخطأ، بالاستيلاء على مدينة إدلب، ومعبر باب الهوى الذي يعد الممر الوحيد بين سورية وتركيا، ويشكل شريان حياة للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
لم تقتصر تجاوزات "النصرة" هذا الأسبوع على السيطرة على هذه المنطقة، بل إنها قطعت الطريق على مشاريع بدأت تتبلور بتشكيل مجالس محلية منتخبة، وبدا أن تعطيل هذه العملية احد أهداف "النصرة"، ودللت على ذلك في أول عمل إعلامي بارز قامت به، من خلال إنزال علم الثورة السورية والدوس عليه. وتداولت وسائل التواصل صورةً لمسلحين سعوديين من "النصرة"، وهما يدوسان العلم، الأمر الذي لا يحتاج إلى شرح أو تأويل، في وقت لا يزال فيه السوريون يتمسكون بهذا الرمز، طالما بقي لديهم بصيص أمل برحيل بشار الأسد ونظامه.
أخطاء "النصرة" هذا الأسبوع من النوع غير المسبوق، وذلك بالتمهيد لتدمير ادلب، وقامت بما فشلت فيه الدول الكبرى لفصلها عن بقية الفصائل العسكرية المسلحة، من أجل الاستفراد بها، والقضاء عليها حسب قرار التحالف الدولي في مؤتمر فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، إلا أن هذا التنظيم الذي لم يحترم خصوصيات المحيط السوري، وما وصل إليه حال السوريين من تدهور، قرّر التوغل في مدينة إدلب التي تحولت، منذ سقوط حلب في نهاية العام الماضي، إلى خزّان كبير للجوء السوري، وقد نعمت، في الشهرين الأخيرين، بحالة هدوء، بفضل قرار خفض التصعيد، لكن هذا الحال لن يدوم طويلا، وستشهد الفترة القريبة المقبلة شنّ حرب كبيرة ضد "النصرة" لن تقل هولا عما شهدته الموصل.
تكوّن هذا التنظيم في سورية بالانشقاق عن "داعش" على أساس أنه يريد أن يميز نفسه عن أيديولوجية الجهاد العالمي التي يتبناها "داعش"، وروّج نظرية أنه فصيل سوري أولا، ولا علاقة له بإرهاب تنظيم القاعدة، ولا هدف له سوى العمل على إسقاط النظام السوري. ولذا، لن يقوم بأي عملية إرهابية. ومن هنا، حظي بتعاطف كبير، حين صنفته الولايات المتحدة تنظيما إرهابيا في نهاية عام 2012، وتطوع رموزٌ من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للدفاع عن "النصرة" بوجه القرار الأميركي الذي اعتبروه نابعا من سوء تقدير وفهم ظروف الثورة السورية. وذهب بعض هؤلاء إلى كتابة مقالاتٍ، والقيام بزيارات لمقرّات "النصرة"، حتى أن الصحافي في قناة الجزيرة، أحمد منصور، زار بنفسه إدلب، وأجرى حوارين مع زعيم "النصرة"، أبو محمد الجولاني. وكان ذلك محاولة من أجل تبييض هذا التنظيم، الذي خالف كل النيات الطيبة تجاهه، وظل وفيا لبذرته التخريبية، ولم تنفع كل الجهود التي بذلت معه خلال ثلاثة أعوام، من أجل فك ارتباطه عن تنظيم القاعدة، وإعلان نفسه تنظيما سوريا، بل إنه سار في الاتجاه المعاكس، وواصل ارتكاب الأخطاء بحق الشعب السوري، ومن ذلك مشاركة "داعش" في القضاء على فصائل الجيش الحر، وتخريب كل وجود مدني أو عسكري للثورة السورية، وأساء للسوريين، من خلال التغلغل في التجمعات المدنية، سواء داخل سورية أو خارجها، كما هو حاصل في عرسال اللبنانية، وقدّم بذلك الذرائع من أجل تمرير مشاريع روسيا وإيران والنظام السوري، ومثال ذلك في حلب التي افتعل معركتها قبل عام، وانهزم فيها، وترك أهلها عرضة للقتل بالبراميل، وهو يريد إعادة الكرّة في إدلب.
صار لزاما على السوريين الوقوف بكل ما يملكون من قوة ضد جبهة النصرة، لمنعها من تدمير إدلب، وطردها من سورية.
لم تقتصر تجاوزات "النصرة" هذا الأسبوع على السيطرة على هذه المنطقة، بل إنها قطعت الطريق على مشاريع بدأت تتبلور بتشكيل مجالس محلية منتخبة، وبدا أن تعطيل هذه العملية احد أهداف "النصرة"، ودللت على ذلك في أول عمل إعلامي بارز قامت به، من خلال إنزال علم الثورة السورية والدوس عليه. وتداولت وسائل التواصل صورةً لمسلحين سعوديين من "النصرة"، وهما يدوسان العلم، الأمر الذي لا يحتاج إلى شرح أو تأويل، في وقت لا يزال فيه السوريون يتمسكون بهذا الرمز، طالما بقي لديهم بصيص أمل برحيل بشار الأسد ونظامه.
أخطاء "النصرة" هذا الأسبوع من النوع غير المسبوق، وذلك بالتمهيد لتدمير ادلب، وقامت بما فشلت فيه الدول الكبرى لفصلها عن بقية الفصائل العسكرية المسلحة، من أجل الاستفراد بها، والقضاء عليها حسب قرار التحالف الدولي في مؤتمر فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، إلا أن هذا التنظيم الذي لم يحترم خصوصيات المحيط السوري، وما وصل إليه حال السوريين من تدهور، قرّر التوغل في مدينة إدلب التي تحولت، منذ سقوط حلب في نهاية العام الماضي، إلى خزّان كبير للجوء السوري، وقد نعمت، في الشهرين الأخيرين، بحالة هدوء، بفضل قرار خفض التصعيد، لكن هذا الحال لن يدوم طويلا، وستشهد الفترة القريبة المقبلة شنّ حرب كبيرة ضد "النصرة" لن تقل هولا عما شهدته الموصل.
تكوّن هذا التنظيم في سورية بالانشقاق عن "داعش" على أساس أنه يريد أن يميز نفسه عن أيديولوجية الجهاد العالمي التي يتبناها "داعش"، وروّج نظرية أنه فصيل سوري أولا، ولا علاقة له بإرهاب تنظيم القاعدة، ولا هدف له سوى العمل على إسقاط النظام السوري. ولذا، لن يقوم بأي عملية إرهابية. ومن هنا، حظي بتعاطف كبير، حين صنفته الولايات المتحدة تنظيما إرهابيا في نهاية عام 2012، وتطوع رموزٌ من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للدفاع عن "النصرة" بوجه القرار الأميركي الذي اعتبروه نابعا من سوء تقدير وفهم ظروف الثورة السورية. وذهب بعض هؤلاء إلى كتابة مقالاتٍ، والقيام بزيارات لمقرّات "النصرة"، حتى أن الصحافي في قناة الجزيرة، أحمد منصور، زار بنفسه إدلب، وأجرى حوارين مع زعيم "النصرة"، أبو محمد الجولاني. وكان ذلك محاولة من أجل تبييض هذا التنظيم، الذي خالف كل النيات الطيبة تجاهه، وظل وفيا لبذرته التخريبية، ولم تنفع كل الجهود التي بذلت معه خلال ثلاثة أعوام، من أجل فك ارتباطه عن تنظيم القاعدة، وإعلان نفسه تنظيما سوريا، بل إنه سار في الاتجاه المعاكس، وواصل ارتكاب الأخطاء بحق الشعب السوري، ومن ذلك مشاركة "داعش" في القضاء على فصائل الجيش الحر، وتخريب كل وجود مدني أو عسكري للثورة السورية، وأساء للسوريين، من خلال التغلغل في التجمعات المدنية، سواء داخل سورية أو خارجها، كما هو حاصل في عرسال اللبنانية، وقدّم بذلك الذرائع من أجل تمرير مشاريع روسيا وإيران والنظام السوري، ومثال ذلك في حلب التي افتعل معركتها قبل عام، وانهزم فيها، وترك أهلها عرضة للقتل بالبراميل، وهو يريد إعادة الكرّة في إدلب.
صار لزاما على السوريين الوقوف بكل ما يملكون من قوة ضد جبهة النصرة، لمنعها من تدمير إدلب، وطردها من سورية.
دلالات
بشير البكر
بشير البكر كاتب وشاعر سوري من أسرة "العربي الجديد" ورئيس تحرير سابق
بشير البكر
مقالات أخرى
02 نوفمبر 2024
26 أكتوبر 2024
19 أكتوبر 2024