08 نوفمبر 2024
عباس وحرق المراكب
لم يكن خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم الإثنين الماضي طبيعياً، إذ بدا عصبياً، وأخذ يطلق الاتهامات والشتائم في كل الاتجاهات من دون هدف واضح، إلا ربما رسم صورة جديدة له في أذهان الفلسطينيين والعالم. لم يوفر أبو مازن أحداً من هجماته الحادّة، بدءاً من السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وصولاً إلى حركة حماس. أحرق المراكب مع الجميع بشكل غير مفهوم. فإذا كان الرئيس الفلسطيني يرى خطراً في السياسة الأميركية الجديدة تجاه القضية، كيف له أن يواجهها وهو يعمق الانقسام الداخلي الفلسطيني عبر كيل التهديدات لقطاع غزة بشكل عام، وليس لحركة حماس تحديداً. حتى أنه لم يظهر أن الهجوم على "حماس" جاء في إطار نيته السير في "صفقة القرن"، خصوصاً أنه ترافق مع شتم السفير الأميركي ونعته بـ"ابن الكلب"، في خروج جديد من الرئيس الفلسطيني عن البروتوكول الدبلوماسي، بعدما خاطب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقال له "يخرب بيتك".
ماذا يريد أبو مازن؟ هو السؤال الذي دار في أذهان الجميع بعد خطاب يوم الإثنين الماضي. وأي غاية تدفعه إلى قول ما قاله داخلياً وخارجياً؟ قد لا تكون الإجابة واضحة، لكن من الواضح أن الرئيس الفلسطيني بات يرى أن أيامه في المنصب باتت معدودة في ظل الحملة الكبيرة عليه من الولايات المتحدة وحلفائها، وخصوصاً من الدول العربية. وهو لا شك يقرأ يومياً بورصة الأسماء التي يتم تداولها في الصحف عن خلفائه المحتملين، ولا سيما في ظل وجود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الولايات المتحدة، وهو الذي من المقرر أن يعطي الموافقة على المضي بـ "صفقة القرن"، بحسب ما تسرب من أكثر من مصدر إعلامي.
يرى أبو مازن نفسه مهمشاً تماماً في سياق الخطط التي توضع للقضية الفلسطينية، فلم يستشره أحد بالصفقة، بل عرضها عليه السعوديون أمرا واقعا، بحسب ما صرح صائب عريقات. الأمر لا شك أزعج عباس الذي قرّر، على ما يبدو، التأكيد على أنه لا يزال قادراً على التهديد والوعيد، ليس فقط للولايات المتحدة، بل أيضاً للداخل الفلسطيني. هي رسالة ذات بعدين، الأول إلى الداخل الفلسطيني، وخصوصاً للموجودين في الضفة الغربية، بأنه يواجه منفرداً مؤامرة كونية على القضية الفلسطينية، وأنه لا يزال قادراً على الصمود بوجهها، وتحدي الولايات المتحدة وكيل الشتائم لسفيرها في إسرائيل.
الرسالة الأخرى التي حملتها مهاجمة "حماس" وقطاع غزة موجهة أيضاً إلى الفلسطينيين، وربما إلى الخارج في الوقت نفسه، بأنه لا يزال الحاكم الشرعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويستطيع معاقبة كل من تسول له نفسه تحدي سلطته، فهو لا يزال "رئيس السلطة" ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح، وبالتالي هو قادر على ممارسة الصلاحيات المخولة له من كل هذه الرئاسات.
لكن هل تؤدي هذه الرسائل الغرض الذي يريده أبو مازن؟ لا يبدو أن الأمر مؤكد، فلا هو قادر على وقف زحف "صفقة القرن"، ولا يستطيع ممارسة صلاحياته كما يريد في قطاع غزة، إلا عبر العقاب الجماعي للفلسطينيين هناك. من الواضح أن أبو مازن يحاول شراء بعض الوقت في الرئاسة، قبل أن تنجرف القضية الفلسطينية برمتها بمخططات ترامب- بن سلمان.
ماذا يريد أبو مازن؟ هو السؤال الذي دار في أذهان الجميع بعد خطاب يوم الإثنين الماضي. وأي غاية تدفعه إلى قول ما قاله داخلياً وخارجياً؟ قد لا تكون الإجابة واضحة، لكن من الواضح أن الرئيس الفلسطيني بات يرى أن أيامه في المنصب باتت معدودة في ظل الحملة الكبيرة عليه من الولايات المتحدة وحلفائها، وخصوصاً من الدول العربية. وهو لا شك يقرأ يومياً بورصة الأسماء التي يتم تداولها في الصحف عن خلفائه المحتملين، ولا سيما في ظل وجود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الولايات المتحدة، وهو الذي من المقرر أن يعطي الموافقة على المضي بـ "صفقة القرن"، بحسب ما تسرب من أكثر من مصدر إعلامي.
يرى أبو مازن نفسه مهمشاً تماماً في سياق الخطط التي توضع للقضية الفلسطينية، فلم يستشره أحد بالصفقة، بل عرضها عليه السعوديون أمرا واقعا، بحسب ما صرح صائب عريقات. الأمر لا شك أزعج عباس الذي قرّر، على ما يبدو، التأكيد على أنه لا يزال قادراً على التهديد والوعيد، ليس فقط للولايات المتحدة، بل أيضاً للداخل الفلسطيني. هي رسالة ذات بعدين، الأول إلى الداخل الفلسطيني، وخصوصاً للموجودين في الضفة الغربية، بأنه يواجه منفرداً مؤامرة كونية على القضية الفلسطينية، وأنه لا يزال قادراً على الصمود بوجهها، وتحدي الولايات المتحدة وكيل الشتائم لسفيرها في إسرائيل.
الرسالة الأخرى التي حملتها مهاجمة "حماس" وقطاع غزة موجهة أيضاً إلى الفلسطينيين، وربما إلى الخارج في الوقت نفسه، بأنه لا يزال الحاكم الشرعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويستطيع معاقبة كل من تسول له نفسه تحدي سلطته، فهو لا يزال "رئيس السلطة" ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس حركة فتح، وبالتالي هو قادر على ممارسة الصلاحيات المخولة له من كل هذه الرئاسات.
لكن هل تؤدي هذه الرسائل الغرض الذي يريده أبو مازن؟ لا يبدو أن الأمر مؤكد، فلا هو قادر على وقف زحف "صفقة القرن"، ولا يستطيع ممارسة صلاحياته كما يريد في قطاع غزة، إلا عبر العقاب الجماعي للفلسطينيين هناك. من الواضح أن أبو مازن يحاول شراء بعض الوقت في الرئاسة، قبل أن تنجرف القضية الفلسطينية برمتها بمخططات ترامب- بن سلمان.