08 نوفمبر 2024
دماء يوم الأرض
في الثلاثين من مارس/آذار في كل عام، يحتفي الفلسطينيون بذكرى يوم الأرض. ذكرى هذا العام أرادها أصحاب الأرض أن تكون مغايرةً، فكانت كذلك، عبر مسيرات عودةٍ سعى الفلسطينيون من خلالها إلى ترسيخ فكرة تجذرهم بالأرض، وتوقهم لاستعادة ما سلب منهم، غير أنهم كانوا على موعد مع رصاص الاحتلال الإسرائيلي الذي أردى منهم أكثر من 15 شهيداً ونحو 600 جريح.
الشهداء الجدد ليوم الأرض وحق العودة أكدوا على حقيقة أن الفلسطينيين غير قابلين فكرة التنازل عن الأرض أو الحقوق الأساسية لهم، وفي مقدمتها حق العودة، وهي فكرة قد يكون من الضروري ترسيخها في الفترة الحالية التي تشهد التآمر على القضية الفلسطينية عبر ما تسمى "صفقة القرن"، والتي لن تكتفي بإسقاط حق العودة والأرض التي كان من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، أي حدود عام 1967، بل أيضاً ستسقط فكرة الدولة من أساسها، لتبقى مرحلة الحكم الذاتي سنوات جديدة طويلة.
الرسالة التي وجهها الفلسطينيون بالدم في يوم الأرض قد تكون وصلت إلى مسامع الأطراف الضالعة في هذه المؤامرة، وفي مقدمتها السعودية ومصر، على اعتبار أن الولايات المتحدة غير آبهة بالأساس لما يجري على الأرض، وغير مهتمةٍ لسقوط ضحايا من الفلسطينيين، أو اشتعال المواجهات بينهم وبين قوات الاحتلال، وهو ما تبدّى في اجتماع مجلس الأمن ليل الجمعة السبت، حين فشل الأعضاء الخمسة عشر في الاتفاق على بيانٍ يدين قتل قوات الاحتلال المدنيين الفلسطينيين العزّل.
ومن خلف الولايات المتحدة تأتي إسرائيل، الممنوحة ضوءاً أخضر لممارسة القتل بشكل دائم، ومن دون حسيب ولا رقيب، وهو ما تبدّى على الشريط الحدودي لقطاع غزة أول من أمس. فالرصاص خرج من فوهات بنادق الجنود الإسرائيليين، وهم يدركون أن صداه لن يتعدّى مئات الأمتار المعدودة التي يقطعها، ولن يصل إلى الدول القريبة أو البعيدة. وربما كان جنود الاحتلال على حقٍّ في هذه القناعة، فإضافةً إلى فشل مجلس الأمن، لم يخرج أي موقف رسمي عربي صريح وواضح يندد بالمجزرة المرتكبة، أو يتوعد بالقصاص للقتلى من القتلة، ربما بعض مواقف الأسف والأسى والحزن على الذين سقطوا، من دون الإشارة إلى الأهداف التي استشهدوا من أجلها أو واجهوا العدو بالصدور العارية من أجل الوصول إليها.
أرادت دماء يوم الأرض أول من أمس أن ترسل رسالة إلى هؤلاء القريبين، وخصوصاً السعودية ومصر، الضالعين بشكل أساسي في مخطط تصفية القضية الفلسطينية، مفادها بأن المخططات لن تمر بسهولة، حتى لو حظيت بمباركةٍ من القيادة الفلسطينية الرسمية، وهو أمر لم يحصل حتى الآن، وأن مواجهتها ستكون على غرار ما حدث في يوم الأرض ومسيرة العودة. لكن أيضاً ربما الرسالة تسقط عند حدود مسامع هؤلاء، طالما أنهم لن يكونوا متورطين بالمواجهة المباشرة في حال الإعلان عن "صفقة القرن"، وأن شظاياها ستبقى بعيدةً عن حدود نفوذهم.
ربما الرسالة الأهم لشهداء يوم أول من أمس لا بد أن تكون للقيادات الفلسطينية المتوزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. رسالة تشدد على ضرورة أن ترتقي هذه القيادات إلى مستوى تضحيات الشعب ونسبة إيمانه بالقضية، بدل أن يتم استعماله في كل المناسبات حطباً في نيران الخلافات الداخلية، تارة عبر الاقتتال وطوراً عبر العقوبات، وربما أيضاً عبر الزج به بمواجهات تحمل أهدافاً مبطنة لهذا الفصيل أو ذاك.
يوم الأرض هذا العام كان استثنائياً، لكن استثنائيته لن تترسخ إلا في حال التقط السياسيون الفلسطينيون المعاني التي حملها المتظاهرون، وساروا على هديها.
الشهداء الجدد ليوم الأرض وحق العودة أكدوا على حقيقة أن الفلسطينيين غير قابلين فكرة التنازل عن الأرض أو الحقوق الأساسية لهم، وفي مقدمتها حق العودة، وهي فكرة قد يكون من الضروري ترسيخها في الفترة الحالية التي تشهد التآمر على القضية الفلسطينية عبر ما تسمى "صفقة القرن"، والتي لن تكتفي بإسقاط حق العودة والأرض التي كان من المفترض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية، أي حدود عام 1967، بل أيضاً ستسقط فكرة الدولة من أساسها، لتبقى مرحلة الحكم الذاتي سنوات جديدة طويلة.
الرسالة التي وجهها الفلسطينيون بالدم في يوم الأرض قد تكون وصلت إلى مسامع الأطراف الضالعة في هذه المؤامرة، وفي مقدمتها السعودية ومصر، على اعتبار أن الولايات المتحدة غير آبهة بالأساس لما يجري على الأرض، وغير مهتمةٍ لسقوط ضحايا من الفلسطينيين، أو اشتعال المواجهات بينهم وبين قوات الاحتلال، وهو ما تبدّى في اجتماع مجلس الأمن ليل الجمعة السبت، حين فشل الأعضاء الخمسة عشر في الاتفاق على بيانٍ يدين قتل قوات الاحتلال المدنيين الفلسطينيين العزّل.
ومن خلف الولايات المتحدة تأتي إسرائيل، الممنوحة ضوءاً أخضر لممارسة القتل بشكل دائم، ومن دون حسيب ولا رقيب، وهو ما تبدّى على الشريط الحدودي لقطاع غزة أول من أمس. فالرصاص خرج من فوهات بنادق الجنود الإسرائيليين، وهم يدركون أن صداه لن يتعدّى مئات الأمتار المعدودة التي يقطعها، ولن يصل إلى الدول القريبة أو البعيدة. وربما كان جنود الاحتلال على حقٍّ في هذه القناعة، فإضافةً إلى فشل مجلس الأمن، لم يخرج أي موقف رسمي عربي صريح وواضح يندد بالمجزرة المرتكبة، أو يتوعد بالقصاص للقتلى من القتلة، ربما بعض مواقف الأسف والأسى والحزن على الذين سقطوا، من دون الإشارة إلى الأهداف التي استشهدوا من أجلها أو واجهوا العدو بالصدور العارية من أجل الوصول إليها.
أرادت دماء يوم الأرض أول من أمس أن ترسل رسالة إلى هؤلاء القريبين، وخصوصاً السعودية ومصر، الضالعين بشكل أساسي في مخطط تصفية القضية الفلسطينية، مفادها بأن المخططات لن تمر بسهولة، حتى لو حظيت بمباركةٍ من القيادة الفلسطينية الرسمية، وهو أمر لم يحصل حتى الآن، وأن مواجهتها ستكون على غرار ما حدث في يوم الأرض ومسيرة العودة. لكن أيضاً ربما الرسالة تسقط عند حدود مسامع هؤلاء، طالما أنهم لن يكونوا متورطين بالمواجهة المباشرة في حال الإعلان عن "صفقة القرن"، وأن شظاياها ستبقى بعيدةً عن حدود نفوذهم.
ربما الرسالة الأهم لشهداء يوم أول من أمس لا بد أن تكون للقيادات الفلسطينية المتوزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. رسالة تشدد على ضرورة أن ترتقي هذه القيادات إلى مستوى تضحيات الشعب ونسبة إيمانه بالقضية، بدل أن يتم استعماله في كل المناسبات حطباً في نيران الخلافات الداخلية، تارة عبر الاقتتال وطوراً عبر العقوبات، وربما أيضاً عبر الزج به بمواجهات تحمل أهدافاً مبطنة لهذا الفصيل أو ذاك.
يوم الأرض هذا العام كان استثنائياً، لكن استثنائيته لن تترسخ إلا في حال التقط السياسيون الفلسطينيون المعاني التي حملها المتظاهرون، وساروا على هديها.