قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تلتزم الصمت إزاء مشاريع الاستيطان في أرجاء الضفة الغربية والقدس التي تنفذها إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تروج فيه حكومة نفتالي بينت لبناء آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس، فإنّ إدارة بايدن تلتزم الصمت ولا تطالب علناً بتجميد البناء على الأقل.
واستدركت الصحيفة أنّ إدارة بايدن تنطلق من افتراض مفاده بأنّ الضغوط لوقف الاستيطان أو تجميده، ستفضي إلى أزمة سياسية ستعصف بحكومة بينت.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ حكومة بينت صادقت أمس على بناء آلاف الوحدات السكنية في محيط القدس المحتلة، سيما في منطقة "جفعات همتوس" وحي "بسغات زئيف".
وذكرت الصحيفة أنّ الحكومة الإسرائيلية شرعت في التمهيد لبناء مستوطنة جديدة في منطقة "E1"، التي تصل القدس بمستوطنة "معاليه أدوميم" عبر عقد جلسات استماع للأطراف المتضررة من المشروع، الأسبوع المقبل.
المشروع الاستيطاني الذي ستدشنه إسرائيل في منطقة "جفعات همتوس" والذي يشمل بناء 1257 وحدة سكنية، هو أول مشروع يتم بناؤه في القدس منذ حوالي ثلاثة عقود
وبحسب الصحيفة، فإنّ إسرائيل ستشرع في غضون شهر بطرح خطة لبناء حي يهودي ضخم في منطقة "عطروت" خارج حدود القدس، يشمل بناء 9000 وحدة سكنية؛ لافتة إلى أنّ هذا المشروع سيعزل قرية "بيت صفافا" عن الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية؛ في حين أنّ الاستيطان في منطقة "E1"، الذي سيشمل بناء 3500 وحدة سكنية، سيفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وسيسدل الستار على أي إمكانية لتطبيق حل الدولتين لأنه يجعل من المستحيل تدشين دولة فلسطينية ذات إقليم متصل.
وللتأكيد على التحول الذي طرأ المشروع الاستيطاني في عهد إدارة بايدن، أشارت الصحيفة إلى أنّ المشروع الاستيطاني الذي ستدشنه إسرائيل في منطقة "جفعات همتوس" والذي يشمل بناء 1257 وحدة سكنية، هو أول مشروع يتم بناؤه في القدس منذ حوالي ثلاثة عقود.
وأوضحت الصحيفة أن آخر حي استيطاني دشنته إسرائيل في القدس كان حي "هار حوما"؛ حيث إنّ المجتمع الدولي نظر إلى تدشين هذا الحي في حينه على أساس أنه "مؤامرة إسرائيلية لإفشال اتفاقات أوسلو"، كما لاحظت الصحيفة.
وشددت الصحيفة على أنّ مشروع "عطروت" الاستيطاني سيمثل ضربة قاضية لأي مشروع تسوية يقوم على بناء دولة فلسطينية، على اعتبار أنّ هذا المشروع يضمن سيطرة إسرائيل على المناطق التي تقع بين قرية "كفر عقب" و"بيت حنينا"، حيث إن هذه المنطقة تشمل مناطق التطوير الوحيدة التي بقيت للفلسطينيين في القدس ومحيطها.