أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اليوم الثلاثاء، أن محادثاته مع نظيره الأميركي لويد أوستين قادت إلى توافقات في بعض النقاط المتعلقة بحماية تركيا لمطار كابول الدولي، بعد إتمام الانسحاب الأميركي.
وفي تصريحات صحافية للوزير التركي في العاصمة أنقرة، أفاد بأن "المحادثات التي أجراها هاتفياً مع نظيره الأميركي الأسبوع الماضي ليومين متتاليين، قادت للتوافق على بعض النقاط، وأن هناك تطورات إيجابية مع حلف شمال الأطلسي حول نفس الموضوع".
ولفت إلى أن "الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن رسما الإطار العام للتعاون في هذا الموضوع، وأن الجانبين التركي والأميركي يعملان ضمن الإطار والمساحة المحددة من قبل الرئيسيين".
وسبق أن أعلنت تركيا استعدادها لحماية مطار حميد كارازاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول، في ظل ترحيب غربي وأميركي ومعارضة من حركة "طالبان".
وفي وقت سابق اليوم، جدّدت حركة "طالبان" موقفها الرافض لاستمرار وجود القوات التركية في أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
وذكرت الحركة أن "بقاء القوات التركية لتأمين مطار كابول ولأي ظرف أو تحت أي غطاء، يُعدّ استمراراً لاحتلال لأفغانستان، والحركة تتعامل معها كمحتل إذا لم تعد الحكومة التركية النظر في القرار"، مطالبة الشعب التركي والسياسيين برفع الأصوات ضد القرار لأنه يُضرّ بمصلحة البلدين.
وأكد بيان الحركة أن "الحكومة التركية قد أعلنت بقاء قواتها في أفغانستان بعد التوافق مع أميركا، لذا هي تنبه إلى أن أفغانستان تربطها قيم تاريخية وثقافية ودينية بالشعب التركي، واستمرار الاحتلال من قبل تركيا سيثير مشاعر البغض والعداوة في أفغانستان إزاء المسؤولين الأتراك، كما أنه سيلحق الضرر بالعلاقات الثنائية".
الوزير التركي قال في تصريحه أيضاً "كانت هناك لقاءات مع عدة وزراء دفاع من بينهم الوزير الأميركي، وهدف تركيا هو توفير الأمن والاستقرار والمصالحة مع من نعتبرهم إخوة لنا، وستضع تركيا كل الاعتبارات في بالها وستواصل عملها في هذا الخصوص".
وأضاف "المحادثات مع الجانب الأميركي، سواء على صعيد الهيئات التقنية أو اللقاءات الرسمية على مستوى الوزراء، تمر في أجواء إيجابية جداً، وهناك دول ترغب بتقديم المساعدة لأفغانستان ويتم الحوار معها أيضاً، فهي مسألة متعددة الأوجه ترتبط بالأفغان من جهة، وبدول الناتو والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي من جهة أخرى".
وذكر الوزير أن "تركيا قواتها غير محاربة في أفغانستان؛ هي قوى تقدم استشارات وتدريباً وتنفذ إنشاءات وتشغل المطار منذ 6 سنوات، والآن من مصلحة الأفغان استمرار عمل المطار وجميع الدول تقول ذلك، لأن عمله سيسهل عمل البعثات الدبلوماسية، ولا يمكن استمرار عمل البعثات بغياب المواصلات والاتصالات والأمن، وغياب البعثات الدبلوماسية سيؤدي لعزلة أفغانستان، وهو ما لا تريده البلاد".
وأعرب أردوغان، في وقت سابق، عن استعداده لتحمّل الكثير من المسؤوليات لضبط الوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من هذا البلد. وقال أردوغان، في كلمة له، إنه "يمكن لتركيا أن تتحمل مزيداً من المسؤولية في أفغانستان بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب منها".
وقال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان إن تركيا تخطط لضمان أمن مطار كابول بعد الانسحاب الأميركي، مشيراً إلى أن "رئيسي البلدين جو بايدن وأردوغان تحدثا عن ذلك في اجتماع هذا الأسبوع".
وأمس، أكد قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجديد في أفغانستان، كينيث ماكينزي، أن واشنطن ستبقي عدداً من القوات الأميركية لدعم القوات الحكومية، في وقت تواصل حركة "طالبان" تقدمها ميدانياً.
ونقلت القوات الأميركية في أفغانستان في حفل رسمي قيادة البعثة المنتشرة في البلد الآسيوي إلى القيادة المركزية الأميركية، ما يمثل انتهاء حقبة بعد مرور عقدين من الحرب.
وتنحى الجنرال الأميركي أوستن سكوت ميللر، الذي قاد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان منذ عام 2018، عن مهامه، أمس الإثنين، في حفل رسمي، وسلم قيادة القوات المتبقية إلى الجنرال كينيث ماكنزي.