شيّع آلاف الفلسطينيين، ظهر اليوم الاثنين، جثماني الشهيدين فؤاد عابد (25 عاماً)، ومحمد حوشية (22 عاماً)، في مسقط رأسيهما في بلدتي كفر دان واليامون غرب جنين (شماليّ الضفة الغربية)، بمشاركة شعبية وفصائلية.
وانطلق موكب تشييع الشهيدين من أمام مستشفى الدكتور خليل سليمان الحكومي في جنين، بمسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة، وصولاً إلى منطقة الدوار الرئيسي، ومن هناك نُقل جثمانا الشهيدين إلى مسقط رأسيهما بواسطة سيارتي إسعاف وموكب سيارات.
وقال قريب الشهيد فؤاد عابد، محمد عابد، لـ"العربي الجديد"، إنه حين وصول جثمان الشهيد إلى مدخل كفر دان، حمل على الأكتاف، وكان ملفوفاً براية حركة "حماس"، ومن ثم نقل إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه، ثم جابت مسيرة شوارع البلدة، وصولاً إلى مقبرة البلدة، حيث صُلي عليه، وقد ووري الثرى هناك.
وفي بلدة اليامون المجاورة، نقل الشهيد حوشية بعد وصوله إلى مدخل البلدة، إلى أحد مساجد اليامون ليُصلى عليه. بعدها أكمل المشيعون وهم يحملون جثمان الشهيد الذي لف بعلم فلسطين، وصولاً إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع عليه، وبعدها جابت مسيرة حاشدة شوارع اليامون. ووري جثمان الشهيد الثرى، أسفل منزل عائلته، التي يجاور منزلها المقبرة، وفق ما أكد لـ"العربي الجديد"، قريب الشهيد، هلال حوشية.
ورفع خلال مسيرتي تشييع الشهيدين أعلام فلسطين ورايات الفصائل، على وقع الهتافات الوطنية التي تمجد المقاومة وتدعو إلى تصعيدها، وشارك مسلحون ملثمون في التشييع، وأطلقوا الرصاص بالهواء تحية لروح الشهيدين.
واستشهد الشابان عابد وحوشية برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب ستة آخرون برصاص الاحتلال، أحدهم حالته حرجة، خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة كفر دان وتفجيرها منزلي الشهيدين أحمد وعبد الرحمن عابد، منفذي عملية "حاجز الجلمة" الفدائية في سبتمبر/ أيلول الماضي، التي أدت إلى مقتل ضابط إسرائيلي.
وإثر الاقتحام اندلعت اشتباكات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال، وأُلقيت عشرات العبوات المتفجرة محلية الصنع نحو الآليات العسكرية للاحتلال. كذلك انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، حمل خلالها مئات الفلسطينيين جثماني الشهيدين على الأكتاف وجابوا بهما شوارع جنين ومخيمها، قبل نقلهما إلى مستشفى جنين الحكومي استعداداً لتشييعهما.
في سياق منفصل، أطلق مستوطن، اليوم الاثنين، الرصاص الحي تجاه رعاة الأغنام في منطقة عرب المليحات شمال غرب مدينة أريحا (شرقيّ الضفة الغربية)، بعدما رعى مستوطنون مسلحون أغنامهم بين مساكن المواطنين في المنطقة، وذلك بحماية قوات الاحتلال، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، حسن مليحات.
إلى ذلك، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بهدم منزل يعود لعايد حمامدة في مسافر يطا جنوب الخليل (جنوبيّ الضفة)، وصورت منزل رائد محمد المخطر مسبقاً بالهدم، وفق تصريح لمنسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، راتب الجبور.
ومنع مستوطنون، اليوم، رعاة الأغنام من الدخول إلى أراضيهم ومراعيهم في منطقتي الثعلة، وأم الخير شرقي يطا.
على صعيد آخر، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بوقف العمل والبناء في عشرة منازل ومنشآت، في المنطقة الغربية لبلدة دير بلوط غرب سلفيت (شماليّ الضفة)، فيما أغلقت قوات الاحتلال فتحات مياه يتزود منها المواطنون في قرية بردلة بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، بحجة أنها غير مرخصة.