شنت طائرات حربية روسية غارات جديدة، صباح اليوم الجمعة، على محافظة إدلب شمال غربي سورية، فيما من المقرر أن تشهد مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بعد ظهر اليوم الجمعة، وخاصة محافظة الحسكة، تظاهرات مناوئة لـ"قسد" دعا إليها المجلس الوطني الكردي احتجاجا على تردي الأحوال المعيشية.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ"العربي الجديد" أن الطائرات الروسية شنت، صباح اليوم، 4 غارات جوية بعدة صواريخ فراغية، استهدفت محيط قريتي الغسانية والعالية بريف مدينة جسر الشغور غربي إدلب.
وأوضح أن الغارات تزامنت مع تحليق لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة، فيما سقطت عدة قذائف على قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي مصدرها قوات النظام المنتشرة في محيط المنطقة.
وفي شرق البلاد، ذكر الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، أن "قسد" استنفرت أجهزتها الأمنية لإحباط الاحتجاجات المتوقعة اليوم في محافظة الحسكة، والتي كان دعا إليها المجلس الوطني الكردي، الخصم السياسي لقوات "قسد".
وأوضح البوكمالي أن الاحتجاجات كان من المقرر أن تكون بعد غد الأحد، لكن قرار "قسد" فرض منع التجول، اعتباراً من يوم غد السبت، دفع منظمي التظاهرات إلى تبكير موعدها إلى اليوم الجمعة، وسط حالة من الاحتقان تسود مجمل مناطق سيطرة "قسد"، بما فيها ذات الغالبية الكردية، أي في محافظة الحسكة، وخاصة مدينتا القامشلي وعامودا، وهو ما أثار قلق قيادة "قسد" التي عادة ما توجه للمحتجين في المناطق الأخرى ذات الغالبية العربية، مثل دير الزور والرقة، تهماً شتى، مثل العمالة للنظام السوري أو تركيا أو التعامل مع تنظيم "داعش".
وكانت الإدارة الذاتية التابعة لـ"قسد" فرضت حظرا كليا في مناطق سيطرتها بمحافظة الحسكة لمدة أسبوع ابتداءً من يوم غد السبت، يشمل إغلاق جميع المرافق العامة والأسواق والمحال الصناعية ودُور العبادة والمدارس والجامعات والمعاهد، ومنع التنقل بين المدن والأرياف، فيما فسر بأنه محاولة منها لإحباط التظاهرات بعد قرارات الإدارة برفع أسعار المحروقات.
وجاء ذلك في بيان للإدارة الذاتية، بعد ساعاتٍ من دعوة المجلس الوطني الكردي لتظاهرات واعتصامات في جميع المدن والبلدات ذات الغالبية الكردية يوم الأحد عند الساعة الحادية عشرة، لكن المجلس عاد وقدم الموعد الى اليوم الجمعة تحاشيا لقرار الحظر.
وقال المجلس عبر حساباته الرسمية إنه يدعو الجميع للمشاركة في وقفة احتجاجية، للتنديد ورفض قرارات رفع أسعار الوقود والخبز وفرض الإتاوات على المواطنين ولإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
وكانت مجموعة من النساء نظّمت أمس في مدينة عامودا اعتصاماً في مركز المدينة، بمشاركة نشطاء وسياسيين، ورُفعت لافتات ترفض زيادة أسعار المحروقات، مشيرة إلى أن معظم السكان باتوا يعتمدون على حوالات ذويهم اللاجئين من الدول الأوروبية.
كما منعت قوى الأمن الداخلي "أسايش" التابعة للإدارة الذاتية الكردية، أمس، اعتصامًا للطلاب في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، وذلك للمطالبة بالسماح لهم بتلقي دورات تعليمية لمنهاج النظام السوري.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات "أسايش" حضرت بشكل مكثف في المكان الذي كان محدداَ للاعتصام والتظاهر، وعمدت إلى قطع الإنترنت عن المدينة لمنع تواصل الطلبة بعضهم مع بعض ونشر أخبار الاعتصام.
ويحتج الطلاب على منعهم من تلقي دورات تدريبية للمنهاج التعليمي الذي يدرسه النظام السوري، في حين تعتقل "أسايش" المعلمين الذين يمتهنون التعليم الخصوصي وفقًا لقرار سابق صادر عن "الإدارة الذاتية"، وعلى إرغامهم على كتابة تعهد خطي بعدم تقديم دورات تعليمية للطلاب لتعليم المنهاج التدريسي الذي يعتمده النظام السوري.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات من "قسد" شقيقي مراسل وكالة "سبوتنيك" الروسية من منزلهما في مدينة الحسكة، موجهة لهما تهمة العمالة لجهات خارجية، وقامت 3 دوريات تابعة لوحدات الحماية بمداهمة حي الناصرة بمدينة الحسكة تزامناً مع تحليق المروحيات الأميركية بالمنطقة، لتعتقل كلاً من (حامد ومحمود العطية)، شقيقي عطية العطية مراسل "سبوتنيك"، بعد تفتيش منزلهما بشكل دقيق بحثاً عن وثائق ومعلومات تدعم التهمة الموجهة لهما بالعمالة للنظام السوري.