شهدت البلدة القديمة من الخليل، جنوبي الضفة الغربية، منذ مساء أمس الجمعة وحتى مساء اليوم السبت، اعتداءات واسعة من قبل المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم ومركباتهم، تزامنًا مع إجراءات مشددة وإغلاقات للمنطقة واستباحة للحرم الإبراهيمي الشريف.
وأكد مدير الحرم الإبراهيمي الشريف غسان الرجبي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أغلقت، منذ مساء أمس، الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين بشكل كامل، ويستمر الإغلاق حتى مساء اليوم، بحجة الاحتفال بما يسمى (سبت سارة)".
وأوضح الرجبي أن قوات الاحتلال سمحت للمستوطنين باستباحة الحرم الإبراهيمي بشكل كامل، ومحيطه، حيث تتزامن اقتحاماتهم مع شرب الخمور والتلفظ بألفاظ بذيئة، وغناء فاحش ورقص، في انتهاك لحرمة الحرم.
بدوره، أكد الناشط في تجمع "المدافعين عن حقوق الإنسان" عارف جابر، لـ"العربي الجديد"، أن عدة أحياء في البلدة القديمة من الخليل شهدت عشرات الاعتداءات على منازل الفلسطينيين ومركباتهم بالحجارة والزجاجات الفارغة، ومحاولة اقتحام عدة منازل بينها منازل نشطاء في المقاومة الشعبية، ما أوقع عددًا من الإصابات بجروح ورضوض، وتهشيم زجاج السيارات وإعطاب إطاراتها.
ووفق جابر، فإن قوات الاحتلال أغلقت مناطق وشوارع بالحواجز العسكرية، ومنعت الوجود فيها لتوفير الحماية للمستوطنين المقتحمين، كما نفذت اعتقالات طاولت عددًا من الشبان.
وتابع جابر: "لأول مرة منذ سنوات، تشهد مناطق، مثل شارع الشهداء وشارع الشلالة، اعتداءات للمستوطنين وإغلاقات للمنطقة بشكل مشدد، كما أغلقت فيها المحال التجارية واعتدى مستوطنون على الأسواق وألقوا بالخضار والفواكه على الأرض، كما هاجموا مسجدًا في منطقة باب الزاوية وكسروا زجاجه، وكذلك تم الاعتداء على المنازل في منطقة تل ارميدة".
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن تلك الاقتحامات تأتي مع حديث الإعلام العبري عن اقتحام نحو 30 ألف مستوطن الحرم الإبراهيمي، الذي جرت استباحته من قبل أولئك المستوطنين، في وقت أغلقت فيه قوات الاحتلال كافة الطرق المؤدية إلى منطقة الحرم.