شارك عشرات الفلسطينيين من الداخل المحتل، اليوم الجمعة، في الذكرى الـ18 لمجزرة شفا عمرو، التي ارتكبها جندي إسرائيلي بعدما أطلق النار على حافلة محملة بركاب فلسطينيين، وأدت إلى استشهاد 4 منهم وإصابة 12 آخرين.
ووقعت المجزرة التي ارتكبها الجندي الإسرائيلي في الرابع من أغسطس/آب من عام 2005، عندما كانت حافلة تحمل الرقم 165 محملة بركاب من فلسطينيي الداخل، وتسير في مدينة شفا عمرو، وكان من بين الركاب جندي في الجيش الإسرائيلي، يُدعى نتان زادة، كان قد وصل من مستوطنة "تبواح" في الضفة الغربية، وبدأ بإطلاق النار على ركاب الحافلة، ما أدى إلى استشهاد 4 فلسطينيين، وهم الشقيقتان دينا وهزار تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك، فيما أصيب 12 آخرون.
وعندما نفدت ذخيرة الجندي، قام شبان فلسطينيون بمهاجمته، وانهالوا عليه بالضرب المبرح دفاعاً عن أنفسهم، ما أدى إلى مقتل الجندي.
تغطية صحفية: "كلمة رئيس لجنة المتابعة "محمد بركة" في شفاعمرو في ذكرى مجزرة المدينة". pic.twitter.com/zrruZst3rs
— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) August 4, 2023
وافتتح الفلسطينيون ذكرى المجزرة بوضع الأكاليل على النصب التذكاري لذكرى أرواح الشهداء الأربعة.
وقال عضو اللجنة الشعبية في شفا عمرو وسام عبود، إنّه "من المهم إحياء المجزرة التي راح ضحيتها أربعة من هذا البلد الطيب، قتلوا فقط لأنهم عرب، وحاول المجرم حينها قتل كل من في الباص.
وأضاف أنّ هذه هي العقلية العنصرية الصهيونية، فعندما وقعت المجزرة في العام 2005 قالوا لنا إن هذا إرهابي متطرف، لكننا نرى اليوم أن هذا هو الفكر الصهيوني، لأن المشروع الصهيوني لم يأت ليعيش معنا، بل جاء ليعيش على أنقاضنا.
وأضاف: "كل أعضاء الحكومة الإسرائيلية هم على شاكلة نتان زادة، والوزراء المسؤولون عن أمننا يترأسهم إرهابي أدين بالإرهاب (إيتمار بن غفير)، وهو لا يختلف عن نتان زادة بأي شيء".
من جهتها، قالت والدة الشهيدتين دينا وهزار ترك، إنّ "هذه السنة لا تختلف عن السنة التي وقعت فيها المجزرة، لم يتغير أي شيء (...) نفس الشعور والجرح والألم (...) الفراق صعب جداً".
وقال رئيس لجنة المتابعة وسام عبود، إنّ "الشهداء الأربعة ما زالوا في القلب، ولن يغيبوا عن وجدان هذه المدينة (...) نحن نعرف تماماً أنهم لم يتم استهدافهم كأشخاص، وإنما كفلسطينيين".
وأوضح: "لقد استهدفهم الجندي لأنهم من هذه المدينة، ولأنهم عرب فلسطينيون، المجرم أراد أن يقتل أكثر ما يمكن من الفلسطينيين، ولو طالت حياته دقائق أخرى لكان هناك ضحايا آخرون".
وتابع: "إسرائيل لم تستوعب حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، أنا أذكر ذلك اليوم قبل 18 عاماً، وقتها صعدت إلى الباص ورأيت المجرم على أحد الكراسي وقد فارق الحياة".