يزور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون العاصمة القطرية الدوحة السبت المقبل، للمشاركة في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي تعقد في 22 فبراير/ شباط الجاري. ويلتقي خلال زيارته أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة عدد من الملفات السياسية، خاصة ملف القمة العربية المقررة في الجزائر.
وقال مصدر جزائري مسؤول لـ"العربي الجديد"، إن "الرئيس تبون قرر المشاركة في منتدى الغاز باعتبار الجزائر بلدا مهما في معادلات الغاز في العالم، بعد قبول الرئيس دعوة أمير قطر للمشاركة في المنتدى"، مضيفا: "بالنسبة للرئيس تبون، إن زيارة الدوحة هي أيضًا رد على زيارة سابقة في يناير/كانون الثاني 2020 لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والذي كان من بين أول الرؤساء الذين زاروا الجزائر لتهنئة تبون على انتخابه رئيسا للجمهورية".
وستكون الدوحة رابع عاصمة عربية يزورها الرئيس تبون منذ وصوله إلى سدة الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2019، بعدما كان زار الرياض في يناير/كانون الثاني 2020، وثالث عاصمة عربية يزورها في غضون شهرين، بعد كل من تونس التي زارها في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، والقاهرة التي زارها في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
وسبقت زيارة الرئيس الجزائري للدوحة سلسلة اتصالات سياسية بين البلدين حول عدد من الملفات السياسية والقضايا الإقليمية، إذ كان الرئيس تبون قد وجه في شهر يناير/كانون الثاني الماضي رسالتين إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في ظرف أسبوع، حيث سلم الرسالة الأولى وزير الخارجية رمطان لعمامرة خلال زيارته للدوحة، فيما سلم الرسالة الثانية سفير الجزائر لدى قطر مصطفى بوطورة، عبر الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، عدا عن زيارة لوزير العدل القطري مسعود بن محمد العامري إلى الجزائر قبل أسبوعين.
وعلى الرغم من طبيعة الزيارة وعنوانها الرئيس، كمنتدى الدول المصدرة للغاز، والذي يتولى الجزائري محمد حمال منصب أمانته العامة منذ شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن الزيارة ستكون فرصة للرئيس الجزائري وأمير قطر لبحث عدد من الملفات السياسية، على رأسها ملف القمة العربية المقررة في الجزائر، حيث يسعى الرئيس تبون لشرح المقاربة التي تطرحها الجزائر بشأن أجندة القمة خاصة في ما يتعلق بلمّ الشمل العربي وإعادة مركزة القضية الفلسطينية في صلب العمل العربي المشترك ووقف مسار التطبيع.
سيكون ملف عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية محور اللقاء بين الرئيس تبون وأمير قطر
وتتوافق الجزائر وقطر في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، حيث تدعم قطر مساعي الجزائر في هذا الإطار. أما في الملف الليبي، فتتشارك قطر والجزائر الموقف حيال ضرورات إفساح المجال لحل ليبي - ليبي واستبعاد الخيارات العسكرية، لكن المواقف بين البلدين تتباين حول عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، إذ ترفض الدوحة عودة النظام السوري، بينما تقترح الجزائر عودته بما يتيح فرصة لدور عربي في حل الأزمة السورية، وهو ما سيكون محور اللقاء بين تبون وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
على صعيد آخر، ستتيح الزيارة مناقشة ملفات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإمكانية زيادة الاستثمارات القطرية في الجزائر، والاتفاق حول عقد الدورة المقبلة للجنة الثنائية المشتركة تحت رئاسة رئيسي حكومتي البلدين، فيما أفادت مصادر دبلوماسية لـ"العربي الجديد"، أن أجندة الرئيس عبد المجيد تبون خلال زيارته إلى العاصمة القطرية تتضمن لقاءً مرتقبًا مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لبحث العلاقات بين البلدين.
وعلى غرار ما جرى خلال زياراته لتونس والقاهرة، يلتقي الرئيس تبون بعدد من أفراد وإطارات الجالية الجزائرية المقيمة في قطر.