"الظهيرة ضد بوتين".. احتجاجات تنفيذاً لوصية نافالني في آخر يوم من انتخابات الرئاسة الروسية
- المعارضة الروسية في الخارج احتفت بفعالية "الظهيرة ضد بوتين"، التي دعت للتصويت ضد بوتين أو إبطال البطاقات الانتخابية كاحتجاج، دون تأكيد إذا كان الإقبال الكبير استجابة لهذه الدعوة.
- تم تشديد الإجراءات الأمنية في اليوم الأخير من الانتخابات لمنع تخريب بطاقات الاقتراع، مع تقارير عن حوادث تخريب ودعوات لتشديد العقوبات على المخربين، بينما يواجه بوتين ثلاثة منافسين رمزيين.
احتشد روس خارج مراكز اقتراع الانتخابات الرئاسية الروسية، ظهر اليوم الأحد، قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع (عند الساعة الثامنة مساء)، استجابة على ما يبدو لدعوة المعارضة إلى الاحتجاج على الرئيس فلاديمير بوتين الذي يستعد لحكم البلاد ست سنوات أخرى.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 67%، بحلول الساعة الثالثة عصراً بتوقيت موسكو، غير شاملة التصويت الإلكتروني عن بعد، وفق بيانات لجنة الانتخابات المركزية.
وتم التصويت في مراكز الاقتراع عبر المناطق الزمنية الـ 11 في البلاد الشاسعة، وفي المناطق التي تم ضمها بطريقة غير قانونية في أوكرانيا، وعلى الإنترنت.
وسجلت جمهورية الشيشان، ذات الأغلبية المسلمة في شمال القوقاز الروسي، أعلى نسبة مشاركة على مستوى البلاد، بلغت أكثر من 93%، وسط تحول الجمهورية إلى أبرز معاقل دعم الرئيس فلاديمير بوتين وحزبه "روسيا الموحدة".
كما تشكلت صفوف طويلة ظهراً خارج البعثات الدبلوماسية الروسية، في برلين وباريس وميلانو ومدن أخرى تعيش فيها جاليات روسية ضخمة.
معارضو بوتين
في المقابل، احتفت المعارضة "غير النظامية" الروسية عبر وسائل الإعلام التي تبث من الخارج وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي بما اعتبرته نجاحاً لفعالية "الظهيرة ضد بوتين"، التي حظيت بدعم المعارض الروسي أليكسي نافالني، قبل وفاته في فبراير/شباط الماضي، وأصبحت المشاركة فيها بمثابة وصية له.
ولم يتضح بدقة ما إذا كان الناخبون، الذين اصطفوا في مراكز الاقتراع، استجابوا لدعوة حلفاء نافالني، أو أن هذه الصفوف تعكس إقبالاً قوياً يصل إلى ذروته في منتصف النهار عادة.
وتتضمن الفعالية حشد معارضي بوتين للتصويت ضده أو إبطال بطاقة الاقتراع، عند ظهيرة آخر أيام الاستحقاق، تعبيراً عن الاحتجاج على إعادة انتخابه.
وشهد اليوم الأخير من الانتخبات إجراءات أمنية مشددة، فانتشرت عناصر الأمن عند مراكز الاقتراع، وفتشت الناخبين، ومنعت إدخال الولاعات، حتى زجاجات المياه، تجنباً لتكرار حوادث إتلاف بطاقات الاقتراع المودعة في الصناديق.
وعلى الرغم من الضوابط المشددة، تم الإبلاغ عن عشرات من حالات تخريب في مراكز الاقتراع، يومي الجمعة والسبت.
وذكر موقع "أو في دي إنفو" الحقوقي، اعتقال 65 شخصاً، 26 منهم في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان، وما لا يقل عن 14 شخصاً في موسكو، إلا أنه أفرج عن أغلبهم، من دون تحرير محاضر في حقهم.
وبحسب وكالة أسوشييتد برس، دعا ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي الذي يترأسه بوتين، إلى تشديد العقوبة على أولئك الذين يخربون مراكز الاقتراع، قائلاً إنهم يجب أن يواجهوا اتهامات بالخيانة لمحاولتهم عرقلة التصويت وسط القتال في أوكرانيا.
ونشرت بعض وسائل الإعلام الروسية صوراً لبطاقات اقتراع باطلة نشرها ناخبون، وكتب على إحداها عبارة "قاتل ولص".
وكتب على بطاقة أخرى "في انتظارك في لاهاي"، في إشارة إلى مذكرة اعتقال صدرت في حق بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب، والمتعلقة بمسؤوليته المزعومة عن اختطاف أطفال من أوكرانيا. وفقاً لـ"أسوشييتد برس".
يواجه الرئيس الروسي البالغ من العمر 71 عاماً ثلاثة منافسين رمزيين من الأحزاب الصديقة للكرملين. وهم نائب رئيس مجلس الدوما عن حزب "أناس جدد"، فلاديسلاف دافانكوف، وزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي ليونيد سلوتسكي، ورئيس لجنة تنمية الشرق الأقصى ومنطقة القطب الشمالي بالدوما نيقولاي خاريتونوف، المرشح عن الحزب الشيوعي.
ويخوض بوتين الانتخابات الرئاسية للمرة الخامسة منذ توليه السلطة في روسيا عام 2000، كما أن هذه هي المرة الثانية لخاريتونوف الذي شارك في رئاسيات عام 2004، وجاء في المرتبة الثانية بعد بوتين بحصوله على نحو 13.7 % من الأصوات، والمرة الأولى لكلّ من سلوتسكي ودافانكوف.