العثور على الناشط لقمان سليم مقتولاً في جنوب لبنان

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
04 فبراير 2021
العثور على الناشط لقمان سليم مقتولاً في جنوب لبنان
+ الخط -

وُجِدَ الناشط والكاتب اللبناني السياسي لقمان سليم، صباح اليوم الخميس، مقتولاً داخل سيارته في إحدى القرى الجنوبية، بعد اختفائه وفقدان الاتصال به، منذ يوم أمس الأربعاء، خلال زيارته لمنزل صديقه في جنوب لبنان. وباشرت الأجهزة الأمنية التي حضرت إلى المكان، إجراءاتها لكشف ملابسات الجريمة.

وكلف النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان على الفور الأدلة الجنائية، والطبيب الشرعي الدكتور هفيف خفاجة، بالكشف على جثة سليم والسيارة التي عثر عليه داخلها.

حيث تبين بعد نقل الجثة إلى مستشفى صيدا الحكومي، جنوبي لبنان، بناءً على إشارة القاضي رمضان، وتبعاً لتقرير الطبيب الشرعي، أن الجثة مصابة بخمس طلقات نارية، أربع في الرأس وواحدة في الظهر.

وانتشر مقطع فيديو لشقيقة سليم، رشا الأمير، رفضت فيه التطرّق إلى الجريمة وخلفيّاتها، تاركةً الموضوع برسم الأجهزة الأمنية.

وقالت الأمير، في معرض حديثها مع الصحافيين: "أفضّل التكلّم عن مزايا لقمان، فاسألوا عنها أصدقاءه ومحيطه، وصفاته التي يتمتع بها، كخصمٍ شريف ونبيل، كان عكس البؤس، وهو إنسان جميل متواضع محب، والناس تحبه".

وأضافت: "لقمان، من أجمل من يتحدث العربية، وهو صديق الكلّ، حتى أنه خسارة للخصوم أيضاً، كونه يساجل بذكاء وأريحية وهذا أمر نادر، ودائماً ما كان يرفض أن يتبرّأ من خصومه ويجلس معهم وفي محيطهم باحترامٍ ومحبّة".

وذكرت رشا الأمير، في تغريدة على حسابها عبر "تويتر"، مساء أمس الأربعاء، أنّ شقيقها لقمان سليم غادر نيحا، جنوبي لبنان، أمس الأربعاء، عائداً إلى بيروت، ولم يعد بعد، ولا يرد على هاتفه، ولا أثر له في المستشفيات، طالبةً ممن يعرف عنه شيئاً التواصل معها. وصباح اليوم، أفيد بالعثور على سليم مقتولاً داخل سيارته.

ويُعَدّ لقمان سليم من أشدّ الناشطين السياسيين المعارضين لـ"حزب الله" اللبناني، ويُتهم سليم، وهو من الطائفة الشيعية، من قبل مناصري الحزب بالعمالة، نظراً لمواقفه المعارضة للحزب وأجنداته الخارجية.

وسبق أن تحدّث سليم في أكثر من مناسبة عن تلقيه تهديدات بالقتل، ورسائل تخوينية بشكل متواصل، وصلت إلى حدّ تنظيم تجمّع أمام منزله في حارة حريك في الضاحية الجنوبية في بيروت، ولصق شعارات التخوين والتهديد. ونشر سليم في 13 ديسمبر/كانون الأول 2019، بياناً روى فيه الوقائع، وحمّل أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله ورئيس "حركة أمل" والبرلمان اللبناني نبيه بري المسؤولية في حال تعرّضه هو أو أسرته لأي مكروهٍ.

وكان الناشط السياسي مكرم رباح قد حمّل مسؤولية سلامة صديقه لقمان، لـ"قوى الأمر الواقع" والدولة اللبنانية.

وأثار خبر اختفاء لقمان بداية ضجة كبيرة في الأوساط اللبنانية، ورجحت بداية فرضية الخطف قبل ازدياد المخاوف بشأنه، بعد قول شقيقته إنه عثر على هاتفه ولا يزال مصيره غامضاً، الأمر الذي حتّم وجود سيناريو القتل لا السرقة أو الخطف.

ويتخوّف اللبنانيون من مسلسل اغتيالات بحق ناشطين وصحافيين معارضين، ولا سيما بالتزامن مع عودة التحركات إلى الشارع اللبناني، واعتقال القوى الأمنية ناشطين جراء الأحداث الأخيرة في طرابلس، شمالي لبنان.

وانقسمت الآراء في الشارع اللبناني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بين من يتهم "حزب الله" بوقوفه وراء اغتيال سليم، ومناصرين للحزب، يضعون مقتل لقمان في خانة "استغلال الدم والتحريض على حزب الله" وأمينه حسن نصر الله بتحميله مسؤولية ما حصل، في إطار سيناريو "الفبركات والعزل والاتهامات" التي يتعرّض لها، وهو ما تحدث عنه نصر الله في الثامن من يناير/ كانون الثاني الماضي، مهدداً لهذا السبب، من وراء نشر الأخبار، ووسائل الإعلام أيضاً، باللجوء إلى الشارع عبر احتجاجات ينفذها مناصرو الحزب، أو القضاء للوقوف بوجه هذه الحملة.

هذا وأثارت تغريدة نشرها نجل نصر الله عبر حسابه على "تويتر" بالتزامن مع تأكيد خبر مقتل لقمان سليم، ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب: "خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب". مرفقاً إياها، بوسم "#بلا_أسف"، الأمر الذي ربطه المغرّدون والناشطون بقضية الناشط السياسي المعارض للحزب، وتعرّض على أثرها لهجوم كبير، دفعه إلى حذف التغريدة، والتوضيح، أنّ ما دوّنه على حسابه غير مرتبط بما حدث.

وفي ردود الفعل، غرّد منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، جان كوبيس، على حسابه في "تويتر" قائلاً: أنا منزعج للغاية من خسارة لقمان سليم المأساوية، الناشط والصحافي المحترم، والصوت المستقل الصادق الشجاع". وطالب كوبيس السلطات اللبنانية بالتحقيق "في هذه المأساة بشكل سريع وشفاف واستخلاص النتائج اللازمة"، كما شدّد على "أن لا يتبع هذا التحقيق نمط التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، الذي بقي بعد ستة أشهر غير حاسم وبدون محاسبة"، مطالباً بضرورة أن يعرف الناس الحقيقة.

وكان "تيار المستقبل"، الذي يرأسه رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، قد دان اغتيال سليم، واضعاً الجريمة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية.

واستنكر التيار في بيان، "بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء"، محذراً من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، مطالباً الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية بجلاء الحقيقة بأسرع وقتٍ.

ذات صلة

الصورة
سوريون عائدون من لبنان، 5 أكتوبر 2024 (العربي الجديد/عدنان الامام)

مجتمع

واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية
الصورة
دمار في الضاحية الجنوبية من بيروت (حسين بيضون)

سياسة

جال "العربي الجديد"، إلى جانب أكثر من 200 صحافي من وسائل إعلام محلية وأجنبية وعربية في ضاحية بيروت الجنوبية، ووثقت عدسة كاميرته المباني المتضرّرة.
الصورة

سياسة

علم "العربي الجديد" أنّ 11 جندياً إسرائيلياً قتلوا وأُصيب آخرون، بينهم ثلاثة على الأقل جراحهم خطرة، في كمائن حزب الله جنوبي لبنان.
الصورة

سياسة

نشر ناشطون في البصرة وبغداد، معلومات عن فتح مكاتب تطوع للقتال في لبنان أظهرت توافد أعداد كبيرة من المتطوعين للتسجيل، وسط تأكيدات بأن المكاتب تابعة لفصائل عراقية
المساهمون