فشلت التحركات الإنسانية، اليوم الثلاثاء، لانتشال جثث عشرات المقاتلين سقطوا في مناطق التماس بجبهات القتال في محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، رغم الانحسار الواضح للأعمال القتالية خلال 48 ساعة على التوالي.
وقالت مصادر حقوقية إنّ فرقة تابعة للهلال الأحمر اليمني نزلت إلى مناطق التماس في محافظة مأرب لانتشال جثث المقاتلين الحوثيين الذين سقطوا في مناطق البلق والزور، بعد هجماتهم الانتحارية فيها الأسبوع الماضي، قبل أن تستعيدها القوات الحكومية.
وأشارت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ فرق الهلال الأحمر ذكرت أنها لن تقوم بانتشال جميع الجثث، وهو ما جعل مهمتها تفشل وتعود إلى صنعاء.
وتحتفظ أطراف الصراع اليمني بجثامين القتلى، خصوصاً التي تعود لقادة عسكريين بارزين، كورقة مهمة لإبرام صفقات تبادل مستقبلية، سواء بجثث مماثلة أو بأسرى حرب، حيث تقوم جماعة الحوثيين بنقل جثث القوات الحكومية إلى صنعاء، فيما ينقل الجيش الوطني جثث الحوثيين الذين يسقطون في مناطق نفوذه إلى داخل مدينة مأرب.
وتداول ناشطون يمنيون، اليوم الثلاثاء، معلومات حول وجود وساطات قبلية بين الحوثيين والقوات الحكومية لتبادل جثامين القتلى، لكن القيادي الحوثي المعين محافظاً لذمار، محمد البخيتي، نفى صحة ذلك.
وقال البخيتي، في تغريدة على "تويتر"، إنّ الهدف من هذه الأنباء هو رفع معنويات ما سماهم بـ" المرتزقة" بتغييب وعيهم "عن تقدمنا الميداني بإشغاله بقضية الجثث".
وأضاف "لا إشكال في وجود مفاوضات لتسليم مأرب لأن الهدف تحريرها وليس تحطيم قوة حزب الإصلاح من أجل تجنب بعض التبعات السلبية".
لا صحة لما يتم تداوله على وسائل الاعلام من أني أقوم بوساطة لتبادل الجثث، والهدف من ذلك هو رفع معنويات المرتزقة بتغييب وعيهم عن تقدمنا الميداني بإشغاله بقضية الجثث.
— محمد البخيتي(Mohammed Al-Bukaiti) (@M_N_Albukhaiti) March 2, 2021
لا إشكال من وجود مفاوضات لتسليم مأرب لأن الهدف تحريرها وليس تحطيم قوة حزب الاصلاح من أجل تجنب بعض التبعات السلبية.
وما زالت جماعة الحوثيين تدفع ثمن الهجمات الانتحارية في مأرب على شكل مواكب تشييع يومية في مناطق نفوذها، إذ شيّعت، اليوم الثلاثاء، في محافظة حجة، 8 من عناصرها، بالتزامن مع استنفار بعملية تجنيد جديدة.
ووجه وزير الإدارة المحلية الحوثي، علي القيسي، كافة محافظي المحافظات ومديري المديريات التابعة لهم، بتحشيد المقاتلين والتعبئة لدعم الجبهات، ومساندة المرابطين في مأرب، في مسعى من الجماعة، لتعويض النزيف البشري الواسع الذي تعرضت له خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
ميدانياً، هدّأت وتيرة المعارك لليوم الثاني على التوالي مع استمرار الغارات الجوية على المجاميع الحوثية التي تحاول الترتيب لهجوم جديد على مدينة مأرب، وذلك بالدفع بمقاتلين جدد إلى مناطق صرواح والزور.
وتحدّثت وسائل إعلام حوثية عن 6 غارات للتحالف السعودي الإماراتي، قالت إنها استهدفت وادي ذنه في صرواح، والهيال والصوابين، وهي أماكن سابقة لتجمعات نزوح تم هجرها والانتقال إلى مأرب الوادي والروضة.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 9 غارات لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديريتي صرواح ومدغل
— المسيرة - عاجل (@alosbou) March 2, 2021
وقالت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين إنّ مقاتلات التحالف شنّت 9 غارات على صرواح ومدغل غربي مأرب، و3 غارات على منطقة المرازيق بمديرية خب والشعف بالجوف.
كذلك شنّ الطيران غارتين على مديرية كتاف في محافظة صعدة شمالي البلاد، وغارة على منطقة حرض التابعة لمحافظة حجة، وفقاً لذات المصدر.