قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن المحاكمة المقبلة لضباط مصريين بتهمة قتل الباحث الإيطالي، جوليو ريجيني، "تعتبر فرصة نادرة لكسر حلقة الإفلات من العقاب لجهاز الأمن المصري"، وأضافت المنظمة، في تقرير لها، أنه لضمان العدالة يجب على إيطاليا والاتحاد الأوروبي وغيرهما ألا تدخر أي جهد لإقناع الحكومة المصرية بتسليم المتهمين لمحاكمة عادلة في روما.
ولا توجد معاهدة تسليم المجرمين بين إيطاليا ومصر، وهذا يعني أن القبض على المتهمين وتسليمهم إلى السلطات الإيطالية لمحاكمتهم، يجب أن يتم عن طريق الإنتربول، نظام النشرة الحمراء، وبحال عدم تسليمهم تتم محاكمتهم غيابياً.
وقالت هيومن رايتس إن القضاء المصري نادراً ما يحقق بالانتهاكات التي تتم في المعتقلات المصرية، حيث إن ما حدث لجوليو يمثل الواقع المأساوي للكثيرين في مصر، حيث تمتلئ السجون ومراكز الاعتقال غير الرسمية بعشرات الآلاف من السجناء السياسيين، إذ يتعرضون للتعذيب والإهانات والمعاملة اللاإنسانية.
The upcoming trial in Italy for the brutal murder of #GiulioRegeni is a rare opportunity to break the cycle of impunity for Egypt’s abusive security apparatus.
— Human Rights Watch (@hrw) December 14, 2020
International pressure needed on Cairo to hand over the 4 officials charged.https://t.co/3YsDPwhAjC pic.twitter.com/vN53XImdxB
وانتقدت "هيومن رايتس" موقف الحكومات الأوروبية، بما في ذلك إيطاليا، حيث يواصلون بيع الأسلحة لمصر متجاهلين عن طيب خاطر انتهاكات الحكومة المصرية، وهو الموقف الذي شجع الحكم الوحشي للرئيس السيسي ومكنه من تصور نفسه الشريك الجيوسياسي الأساسي، لا سيما في مكافحة الإرهاب، وأشارت المنظمة الحقوقية إلى منح الرئيس الفرنسي ماكرون السيسي أعلى وسام في فرنسا.
وكان النائب العام الإيطالي وجه، الخميس الماضي، الاتهام لأربعة ضباط مصريين بصورة رسمية، بقتل وتعذيب وخطف ريجيني في القاهرة، مطلع عام 2016، وهم: طارق صابر، وآسر كمال، وحسام حلمي، ومجدي شريف؛ بناءً على التحقيقات التي انتهت إليها النيابة الإيطالية في القضية.
وقال ممثلو الادعاء الإيطالي، في بيان، إنّ الأربعة متهمون بالتورط في خطف ريجيني، وإن واحداً منهم ربما يكون مذنباً أيضاً في تهمة القتل. وأمهل المدعون الرجال الأربعة 20 يوماً ليقدموا بيانات أو يطلبوا سماع أقوالهم في القضية، وبعد ذلك سيقرر المحققون إن كانوا سيسعون لمحاكمتهم.
وريجيني هو طالب إيطالي وصل إلى مصر في سبتمبر/ أيلول 2015، لجمع معلومات تتعلق ببحثه لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة كامبردج البريطانية عن "دور النقابات العمالية المستقلة في مصر عقب ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011"، حيث اختفى في القاهرة بتاريخ 25 يناير/ كانون الثاني 2016، قبل العثور على جثته وعليها آثار تعذيب في منطقة صحراوية بمدينة 6 أكتوبر في القاهرة، صباح 3 فبراير/شباط 2016.